Al Jazirah NewsPaper Wednesday  06/02/2008 G Issue 12914
الاربعاء 29 محرم 1429   العدد  12914
الكتابة على الجدران
محمد الدبيسي

وهذه الكتابة نوعان.. أولهما: (الكتابة المحترمة)

وهي من محدثات بعض منسوبي ما كان

يسمى سابقاً ب(وزارة المعارف)..حيث تطالع

أسوار أغلب المدارس مغطاة بتلك الأبيات..

أو العبارات الداعية إلى المُثُل والواصفة بإيجاز

فضل العلم و أهله.. وذم الجهل وذويه..

والمتغزلة بنعيم المدارس..ونصيب تلاميذها الأوفى منه..

وأظنها من الجذور الأولى في بنية طلابنا الذهنية..

لحقيقة البون الفادح بين مستويات (الكلام) النظري الجميل

و(الوقائع) التطبيقية..التي يحياها ويتعايش معها الطلاب..!

** ولعل (الإخوة الأعزاء) في هذه الوزارة التي

أصبحت وزارة للتربية والتعليم.. يعملون على

استئصال هذا التقليد البليد.. لأنه ولد في منطقة فراغ..

وأسهم بكفاءة عالية في تزيين وتسويق النزعة الدعائية

وتفريغ تلك المُثُل من مضامينها والاستخفاف بها..!

** أما ثاني أنواع هذه الكتابة.. فهو (غير المحترم)..

وإن اتسم بصدقية فوارة..

أو عبَّر بشفافية وواقعية عن همِّ أصحابه..

وأشار إلى أزماتهم.. وشكَّل متنفساً لأكبر مكونات

نسيجنا السكاني الشباب ما بين الخامسة عشر والعشرين

تقريبا.. وتراوحت مضامينه ما بين بذاءة واعتراض..

أو صراخ وتنفيس.. يوضح إلى أي حد ضاقت سبل

تفريغ قوى الشباب وطاقاته..!

** وإلى أي حد أغفلت المؤسسات المعنية بهم (افتراضاً)

أندية أو مراكز أو إدارات.. برامج لاحتوائهم

واستثمار فتوتهم فيما يفيد..

وإلى أي حد ضربنا على الكلام معهم وعنهم

ولأجلهم..طوقا من إكراهات الصمت والتعبير..!

** (شباب).. أضحوا يرون العالم بكل تفاصيله

المبهجة والمريعة.. وبكل ثقافاته المتعددة والمتنوعة

وهم (غارقون) في شرك أسئلة مضنية..ومكابدات واقع قاسٍ..

فكل شيء محاسبون عليه ملبسهم وأوقاتهم..وسلوكهم العفوي

وأسواق وتجمعات أهلهم........................!

** ........ثمة من لا يرى فيهم.. إلا شراً مستطيراً

يجب التضييق عليه ما أمكن.. حتى تمكن من (بعضهم)

مردة الأرض من شذاذ الآفاق ودعاة الضلال والإرهاب..

** (شباب).. طيعون لمن يأخذ على أيديهم بالرفق

ويتقرب إليهم بالحسنى.. ويحترم كياناتهم

ووجودهم ويثبت لهم بالفعل أنهم عماد الوطن

بعد الله.. ومستقبله الموعود..!

** (شباب).. بات وجودهم استراتيجية فاعلة ومسؤولة

لاحتوائهم وتحقيق القدر الأدنى من متطلبات ظرفهم

الزمني (ضرورة ملحة).. وفرضاً لازباً

لا مناص من الاعتراف به.. والتعامل معه

بوعي ومسؤولية.. حتى لا يأخذ النوع الثاني

من (الكتابة على الجدارن) منحى آخر لا تحمد عقباه..!

والله المستعان..



md1413@hotmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5215 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد