Al Jazirah NewsPaper Saturday  09/02/2008 G Issue 12917
السبت 02 صفر 1429   العدد  12917
أرض مترامية الأطراف توشحت بالخضار والرمال الذهبية والصناعات التقليدية
قافلة الهيئة العليا للسياحة الثانية تسلط الضوء على أهم معالم بريدة

بريدة - فهد الشويعر

انطلقت قافلة الهيئة العليا للسياحة الثانية متوجهة إلى منطقة القصيم مروراً بمحطتها الأولى مدينة بريدة والبكيرية ومن ثم عنيزة ومن ثم ستتحول وجهة القافلة إلى مدينة الباحة كمحطة ثانية وبعد ذلك ستشد الرحال إلى المحطة الأخيرة في مسيرة القافلة وهي مدينة جازان، حيث كانت المحطة الأولى في زيارة القافلة الثانية للهيئة العليا للسياحة هي مدينة بريدة التي تزخر بمعالم سياحية وثقافية وأثرية، متعددة فكان من أبرز تلك المعالم هو برج مياه بريدة الذي يتميز بشكله الهندسي الجميل المتوشح بالبياض المشيد منذ ما يقارب الخمسة والعشرين عاما بأياد وطنية تفخر بها الدولة حيث كان في استقبال وفد القافلة مدير برج المياه ببريدة بداح الفهيد فأطلع القافلة على ما يحويه البرج المكون من عدة طوابق، الدور الأول وهو خزان المياه الذي يتسع لما يقارب الثمانية آلاف متر مربع وفي الدور الثاني من البرج يحتوي على مولدات للكهرباء ومضخات المياه وفي الدور الثالث يحتوي على مكاتب وصالات استقبال لضيوف الدولة بمطل يأخذ الشكل الشبه دائري الواسع المطل على جميع أرجاء مدينة بريدة من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها، وفي الدور الأخير والذي سمي (بالمطل) وهو دور مفتوح بلا حواجز يطل بشكل أوسع على الأراضي الخضراء التي تشتهر بها مدينة بريدة التي ما أن أطلقت العنان لبصرك فلا تجد سوى المسطحات الخضراء الواسعة المكحلة بالرمال الذهبية التي تضفي بريقاً لجمال المدينة، ومن ثم توجه وفد القافلة إلى مركز الحرف والصناعات اليدوية الكائن بوسط مدينة بريدة جنوب جامع خادم الحرمين الشريفين (الجامع الكبير) الكائن شمال شرق سوق الخضار المركزي.

حيث تجول وفد القافلة في جميع المجمع الذي يضم 48 محلا لمجموعة من الحرفيين الذين يقومون بمزاولة حرفهم فيها بصورة دائمة بدلا من تفرقهم في أماكن متعددة، كما يتيح هذا المركز للحرفيين الفرصة في تسويق مصنوعاتهم على الزائرين والسياح مما يزيد من دخل الحرفي ما يحقق له مجالا أوسع بالتعريف بمنتجاته، فضلا عن شعور الحرفي بالراحة النفسية أثناء مزاولة حرفته في بيئة جماعية تضم أقرانه من الحرفيين.

هذا وقد تميز النمط العمراني لمركز الحرف والصناعات اليدوية بتجانس مع شكل النمط العمراني السائد في المنطقة، والذي يعتمد على الخامات البيئية التي تشتهر بها المنطقة.

هذا وتتمركز أهداف مركز الحرف والصناعات اليدوية في مجموعة نقاط نذكر منها:

1- إيجاد فرص عمل للرجال الحرفيين وأبنائهم.

2- الاستفادة من الخامات المتوفرة في المنطقة واستثمارها في صناعة الحرف اليدوية.

3- تنشئة الأبناء وإكسابهم الخبرة المعرفية والمهنية الكافية والسليمة في مزاولة الحرف اليدوية بمختلف أشكالها.

4- المساهمة بزيادة الدخل الوطني للدولة عن طريقين:

أ- انخفاض استيراد المنتجات الحرفية المماثلة من الخارج.

ب- زيادة قيمة النقد الأجنبي من صادرات الحرف اليدوية السعودية.

هذا وتصب مصلحة مركز الحرف والصناعات اليدوية بأمور متنوعة منها ما هو عام كإيجاد مراكز جذب للسياح وزائري المنطقة وتنظيم عمل الحرفيين بصورة حضارية بدلا من تفرقهم في مواقع عديدة والحد من المخالفات غير النظامية لمزاولة بعض الحرف التي تتطلب تنظيمات معينة وزيادة وعي المجتمع بأهمية الحرف والصناعات اليدوية وإتاحة الفرصة لتدريب الأبناء واكتسابهم المعرفة من الحرفيين.

أما على مستوى الحرفي نفسه فتكون المصلحة في تشجيع الحرفي على مزاولة حرفته في مكان ملائم واستفادته من الخدمات والمنافع المتاحة له وذلك بأسعار تشجيعية وإتاحة الفرصة للحرفي في التعريف بمنتجاته وتسويقها بشكل أوسع وأفضل ما يزيد من دخل الحرفي ماديا وإمكانية حصوله على طلبات خاصة لبعض منتجاته من خارج المنطقة والاستفادة من الحملات الإعلامية عن السياحة والحرف اليدوية بالمنطقة.

ومن ثم توجهت القافلة إلى مقر إحدى مزارع النخيل الواقعة بمنطقة (المليدا) والحائزة على المركز الأول لجائزة أمير منطقة القصيم الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز للنخيل حيث كان في استقبال وفد القافلة صاحب المزرعة الشيخ علي بن عبدالله الراشد الذي تحدث عن مزرعته ونخيلها بأدق التفاصيل وقال: ينتج المشروع أنواعاً مختلفة من التمور من أهمها السكري، البرحي، الخلاص، الونانة، الرشودية، عسيلة، وأنواع أخرى كثيرة حيث نقوم بتسويق تلك التمور عادة في الموسم عن طريق سوق التمر الذي يتخذ من مدينة بريدة مقراً له، المشروع يضم أكثر من 11 ألف نخلة نظمت بشكل متوازن وجميل كما يتم الاعتماد في ري المزرعة على الوسائل الحديثة طبقا لسياسة ترشيد المياه، وما يميز مشروعنا للنخيل (والحديث لعلي الراشد) النظافة العالية للحقول فلا تكاد ترى شيئاً في غير مكانه كذلك العناية الكبيرة بالنخلة التي أصبحت تشكل مظهراً جميلاً، كذلك تطرق الراشد إلى قيامه على الاستفادة من مخلفات النخلة وجعله من ضمن أولويات مشروعه المثالي الاقتصادي الممتد على مد البصر والمتميز بتنظيم وترقيم المشروع بأقسام ومجموعات مسماه بأنواع التمور الموجودة كما أن هناك خطوطاً معبدة تسمح للمركبات بالمرور وسط مجموعات النخيل بكل سهولة ويسر التي أخذ الجريد حوله شكله الدائري من العناية المتميزة لها وأسفل كل نخلة يحيط بها حوض دائري حفر بعناية ليعطي منظراً متميزاً يظهر فيه جهاز الري بالتنقيط، وأشار علي بن عبدالله الراشد أنه عرف فضل النخلة منذ نعومة أظفاره وهذا من تربية والده من قبل وهو الآن يغرسها في أبنائه. وذكر الراشد أن المزارعين في السابق يعانون أشد المعاناة في سبيل سقيا مجموعة صغيرة من النخيل عبر (القلبان) ويستخرجون المياه بشكل متعب وتخزن التمور على مدار السنة لاستهلاك الأسرة نفسها وكان من يمتلك عشراً من النخل يعتبر من الأغنياء الذين يمتلكون قوتهم، ويمثل التمر قوت البلد، يقايض به الكثير من السلع، وخلال السنوات الماضية عايشنا تطور الزراعة بشكل كبير ومن بينها زراعة النخلة التي شجعتها الدولة وصرفت ملايين الريالات لدعم المزارعين لتوفير جميع احتياجاتهم الزراعية.

وقال الراشد: إن النخلة مهما غرسنا منها الكثير فإننا بحاجة إليها بشكل أكثر مهما مر الوقت لأنها تعد منتجاً مهماً حيث يمكن الاعتماد عليها في أمور عديدة في الغذاء وتحمل عناصر مفيدة وكبيرة في جعل الإنسان قادراً على البقاء بصحة سليمة.

وألمح الراشد أن مزرعته الفائزة بالمركز الأول بجائزة النخيل بدأت قصتها منذ ما يقارب الـ25 عاماً عن طريق التخطيط بزراعة فسائل نخيل متنوعة، مشيراً إلى أنه جلب أنواعاً مختلفة وكثيرة من جميع أنحاء المملكة والوطن العربي في محاولة لجعل المشروع متكاملاً من جميع النواحي، وتطرق إلى أنه من فترة ليست بالقصيرة والمشروع يغذي نفسه بالفسائل على مدى الأعوام الطويلة.

ونوه الرشيد إلى أنه لن يتوقف عن تطوير مشروعه وتجهيزه على أحدث النظم الزراعية فهو يعتبره ثروته الأولى.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد