في تدفق شديد للمهرجانات السياحية في هذا الوطن الغالي يبقى التميُّز والإبداع للأجدر, والذي يسرق انتباهات المتلقين وبالقوة التي تجعل المتلقي لا يمتلك الخيار في المتابعة, بعد هذا تتجه الأنظار مباشرة إلى مكان هو من أبرز الأماكن السياحية في المملكة غير آبهٍ بصغر المساحة أو بقلة السكان أو بمسمى (محافظة) دون (المنطقة أو المدينة).. ألا وهو محافظة (عنيزة) بمنطقة القصيم.

ولست هنا بصدد الحديث عن عنيزة ومكانتها التاريخية العريقة وحضارتها وتراثها, ولكن أقول إنه كثيراً ما يكون التاريخ والإرث الحضاري عبئاً على الأمة إذ تشكل المحافظة على هذا الإرث المقوم الأهم في إيجاد مكانة عالية في العصر الحديث في ظل إخفاق الكثيرين في الحفاظ على حضارتهم وأمجادهم.

أما عنيزة فحتى الجاهل بحضارتها فسيدرك تماماً من الواقع المعاصر أنها كانت رمزاً شامخاً موغلاً في القدم, وظل يقوى بناؤها مع تقدم الزمن إلى أن وصلت إلى ما وصلت إليه في العصر الحاضر.

والحديث القائم في هذه الأيام هو مهرجان الغضا 29 بعنيزة الذي يقام في المدة ما بين 27-1 إلى 9- 2-1429هـ.. الذي شرف وسائل الإعلام أن تواكبه, لذا سبقت قناة الدانة وتربعت على عرش الراعي الفضائي الحصري لهذا المهرجان, ولثقل هذه المناسبة المشاهد, كان لا بد من تجهيزات تليق بقناة ستنقل مثل هذا الحدث حيث أعدت الطاقم الإعلامي المجهز من فريق التصوير وفريق الإخراج وفريق الإعداد والتنسيق وفريق التقديم, كل هذا لنجعل المشاهد الكريم في موقع الحدث, حيث تتم تغطية أكثر من خمسة أماكن في نفس الوقت, وذلك لمواكبة هذه الفعاليات المتعددة, التي كانت هذه التغطية من أبرز منطلقات القناة حيث إن الجميع يدرك أهمية الإعلام للمهرجانات فربما شاهدنا مهرجانات كثيرة ربما لم تصل للمشاهد بسبب تغيُّب الإعلام, ولا شك أن من أهم إستراتيجيات القناة أنها تشكل الحلف للمهرجانات السياحية المقامة على أرض الوطن ومع الهيئة العليا للسياحة حيث إن أمينها العام هو صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان عبدالعزيز آل سعود الذي لا يألو جهداً في دفع السياحة في شتى مناطق هذا الوطن الغالي، وتحقيق مفهوم أن السياحة صناعة تعود بالنفع العميم لصالح الوطن والمواطن، حيث إننا ندرك تمام الأهمية مدى الواجب المناط بهذه القنوات حيث ستحافظ على السياحة الداخلية من جلب المواطنين إلى ارتياد هذه الأماكن, التي وللأسف غابت عن كثير من إدارات القنوات المحلية, ونسأل الله - عز وجل - أن يجعلنا أهلاً لهذه الأمانة, وأن يوفقنا لنقلها بالصورة التي تليق.