داخل أحضان قاعة كلية التقنية بقلب مدينة جيزان جلس 2000 شاب يتبادلون إعجابهم حول فعاليات مهرجان اليتيم الأول وسط أجواء تناغمت فيها عذوبة الابتهالات والموشحات وإشراق الوطنية، مع خصوصية احتفال جازان بالمهرجان الشتوي الأول (جازان الفل.. مشتى الكل). |
ويتميز مهرجان الإنشاد،الذي تنظمه الندوة العالمية للشباب الإسلامي بجازان، وتتناوب في إحيائه نحو (4) فرق إنشادية صدى الخليج والوسام الفنية والرواد و أمجاد وهي تضم خمسة منشدين من السعودية سمير البشيري وعمر الضحيان بالإضافة إلى مشاركة عربية هي الأولى من نوعها بجازان من الأردن يحيى حوى ومن سوريا عبدالفتاح عوينان ومن اليمن عبدالقادر قوزع كما شارك شاعر الإنشاد المعروف الأردني الأستاذ سليم عبدالقادر. |
وجسد هذا المهرجان صورة صادقة عن واقع الإنشاد وأهميته في نسيج التراث الثقافي والحضاري الأصيل.. وحان الوقت لزيادة الاهتمام بفن الإنشاد بمختلف ألوانه المتعددة وخاصة ما يتعلق بالتوثيق والتدوين وحفظ الخصوصية الإنشادية. |
ومما يجب ذكره أن الندوة العالمية للشباب الإسلامي حرصت بأن المهرجان فرصة للقاء والتعارف وتبادل الخبرات والآراء, ويقول الأستاذ عبد ربه الحكمي مدير مكتب الندوة العالمية للشباب الإسلامي بجازان ل(الجزيرة): إن للمهرجان إحياء لواحد من أهم ألوان التراث العربي الأصيل، ومناسبة للتباحث حول إيجاد آلية تحفظ له مكانته مضيفاً أن للمهرجان دلالات تعبيرية وإيحائية عميقة، تعيد للإنشاد مكانته المرموقة في نظر المهتمين بفعالياته ، الذي يحظى بمتابعة محلية وعربية واسعة. |
ولأن المهرجان كان من أجل اليتيم فتزين المساء بأنشودة (أنا اليتيم) لعبدالفتاح عوينان ومشاركة فرقة الوسام الفنية: |
أنا اليتيم فارحموني |
أنا اليتيم فأعذروني |
إن سال دمعي دم |
إن بت أشكو ألم |
مالي سواك إلهي |
يرحمني من شجوني |
حبي أبتاه قلبي يهواه |
كم قص لي من عبر |
أرشدني في الصغر |
قلبي أماه يزيد أساه |
أغثني يا مسلما |
بحق رب السما |
مع هذه النشيد تفاعل الجميع بقلب واحد مع الأيتام في مشهد إنساني لا يمكن وصفه. |
وفي نشيد آخر لمجموعة الوسام الفنية بعنوان « سلام الله» حركت مشاعر الجماهير الجيزانية بكلمات نصها: |
سلام الله من نور المآذن |
سلام الله من شمس المدائن |
مع الأفلاك نلقى اليوم سكة |
قالت لنا أهلا شباب جازان |
صوت الأدب من أرضكم سمعناه |
طاب النداء فينا وطاب معناه |
بالفن جينا يا ديار الأفلاك |
نأخذ مدار العز حق وأملاك |
والملك ملك الله ونقول بسم الله |
ولا يحلوا أي احتفال بجازان إلا والوطنية حاضرة مشهد جميل وقف له الجميع بروح صادقة يرددون مع الوسام الفنية نشيد (سعوديين): |
سعوديين حبر العلا من دمنا |
سعوديين سطر الفخر من فعلنا |
سعوديين سيوفنا نصل السيوف |
سعوديين كلامنا فصل الكلام |
نفيض من مكة هدى |
نفيض من طيبة وئام |
بكل قطرة في روحنا نفدي السعودية |
بكل دفقة في حلمنا لأجل السعودية |
بكل قوة عزمنا نبني السعودية |
بكرة لنا وبعده لنا... تحيا السعودية |
تحيا بلادي كلها تحيا بلاد المسجدين |
عشنا لها عاشت لنا نرخص لها روح ونبي |
نفذي تراب بلادنا تراب الوطن غالي عزيز |
أسعد مواسم سعدنا عبدالله بن عبدالعزيز |
جميلة هذه الكلمات التي نسجتها أنامل المبدع الشاعر أحمد السيد عطيف والتي حلقت إبداعاً في أوبريت بمناسبة زيارة المليك لجازان في تاريخ لن ينسى. |
وكان مسك الختام مع نشيد عن الدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم من كلمات الشاعر اليمني الحمدي الضبيبي وألحان إبراهيم الغامدي وأداء سمير البشيري: |
هذا الأمين فيا قريش تحدثي |
عن صدقه سترين منزله غدا |
هذا اليتيم أما رأيت جبينه |
فيه النبوة أشرقت فتفردا |
هذا البشير لمن تقلد هديه |
وهو النذير لمن تولى واعتدى |
هذا هو النبأ العظيم وما درت |
أسوار كسرى أن يحيط بها الردى |
|