Al Jazirah NewsPaper Tuesday  19/02/2008 G Issue 12927
الثلاثاء 12 صفر 1429   العدد  12927
بعد الخروج من كأس سمو ولي العهد
الاتحاد في مفترق طرق

جدة - محمد عطية

خروج الفريق الاتحادي الأول لكرة القدم من كأس ولي العهد مؤخرا من الدور ربع النهائي من هذه المسابقة وضع أكثر من علامة استفهام حول الخسارة الأخيرة أمام فريق الاتفاق في اللقاء الذي جمع بين الفريقين على ملعب الأمير عبد الله الفيصل بجدة مساء الخميس الماضي، أكثر المتشائمين لم يتوقعوا الخروج بهذه الطريقة خاصة وأن الفريق الاتحادي يملك أفضل العناصر المحلية والأجنبية ولديه مدرب قاده لتحقيق أفضل النتائج عندما واصل الفرق الاتحادي تصدره لدوري النقاط، ومنذ تولي المدرب سواريس مهمة الإشراف على الفريق لم يخسر أي لقاء وهذا ما أحدث صدمة كبيرة لدى عشاق الاتحاد ويمكن تشخيص حالة الفريق في اللقاءات الأخيرة التي انخفض فيها المستوى بشكل ملحوظ ما عدا لقاء الديربي الذي جمعه مع الأهلي في الدوري وكسبه الاتحاد.

التوقف الإجباري

توقفت المسابقات المحلية بسبب الاختبارات الدراسية التي امتدت لأكثر من أسبوعين يرى البعض أنها كانت أحد الأسباب التي أسهمت في انخفاض مستوى الفريق الاتحادي خاصة وأن الفريق لم يلعب أي مباراة خلال فترة التوقف بطلب من المدرب سواريس بعد أن رفض المباريات التجريبية، وهذا يحسب على الإدارة الاتحادية بعدم التدخل في مناقشة المدرب الذي اكتفى بأداء التدريبات الاعتيادية مما جعل الفريق يفتقد الكثير من توازنه بعد العودة مجددا للركض داخل المستطيل الأخضر.

الاكتفاء بالجوانب النفسية

اكتفت الإدارة الاتحادية بالجوانب النفسية وهذا أمر جيد ومطلوب في عالم كرة القدم بعد أن كان الإعداد لمنافسات ولي العهد في أحد المنتجعات البحرية لتهيئة اللاعبين نفسيا وتغيير الروتين اليومي، إضافة إلى تبادل الهدايا التذكارية والجوائز بهدف الدعم المعنوي وتحفيز اللاعبين على تقديم أفضل المستويات وخلق نوع من التنافس بين اللاعبين إلا أن هذا لا يكفي في ظل ضعف الإعداد الفني والبدني وهذا ما وضح جليا بعد انطلاق المنافسة وتقديم مستويات باهتة في لقائي القادسية والاتفاق.

أخطاء سواريس

وقع المدرب الاتحادي سواريس في العديد من الأخطاء في طريقة إعداد الفريق والتعامل مع اللاعبين واعتماده على عدد محدود من العناصر وهم اللاعبون الذين يلعبون في التشكيل الأساسي والاعتماد عليهم في جميع المباريات وإهمال بقية الأسماء التي بقيت حبيسة لدكة الاحتياط وعدم السماح لهم باللعب مع الفريق الأولمبي على الرغم من حاجته لهم في بعض اللقاءات؛ مما أفقدهم حساسيتهم على الكرة أمثال طلال المشعل ورضا تكر وعلي فلاتي حتى عبد الرحمن القحطاني الذي كلف الإدارة الاتحادية مبالغ طائلة لا يشارك إلا في دقائق معدودة مما جعل اللاعب ينخفض مستواه بسبب سياسة هذا المدرب, إضافة إلى أن بعض اللاعبين اعتبروا الخانة حكرا عليهم بعد ضمانهم اللعب في جميع المباريات سواء قدموا العطاء المطلوب أو لم يقدموه هذا خلاف الإحباط الذي أصاب بعض اللاعبين بسبب إهمالهم وبقائهم لمدة طويلة على خط الاحتياط.

القادسية والإنذار المبكر

كان اللقاء الأول في منافسات ولي العهد للفريق الاتحادي أمام فريق القادسية بمثابة الإنذار المبكر للاتحاد بعد أن تفوق أبناء الخبر ميدانيا وظهور العديد من الأخطاء في الفريق الاتحادي على الرغم من الفوز الذي حققه، وبالتالي التأهل للدور ربع النهائي بعد أن كسب اللقاء بأربعة أهداف لثلاثة في مباراة شهدت أحداثا دراماتيكية امتدت للأشواط الإضافية، وكاد الفريق الاتحادي أن يخسر هذا اللقاء لوجود العديد من الأخطاء والثغرات خاصة في خط الدفاع لم يوفق المدير الفني في تلافيها وتصحيحها قبل لقاء الاتفاق في دور الثمانية والاهتمام بالجوانب الهجومية على حساب خط الدفاع الذي وقع في عدة أخطاء في جميع المباريات التي يخوضها الفريق، وكانت النتائج التي يحققها الفريق تخفي الأخطاء الدفاعية التي لازمته منذ فترة طويلة.

الاتفاق يكشف الاتحاد ومدربه

اللقاء الثاني للفريق الاتحادي في هذه المسابقة كان أمام فريق الاتفاق وهي المباراة التي خسرها الفريق الاتحادي مستوى ونتيجة بعد أن تفوق الضيوف على أصحاب الأرض على الرغم من التقدم الاتحادي في بداية اللقاء وظهرت فيها العديد من الأخطاء الفنية خاصة في شوط المباراة الثاني وتحديدا بعد طرد اللاعب حمد المنتشري بالبطاقة الحمراء وظهور لاعبي الاتحاد بمستوى متواضع، إضافة إلى العصبية الزائدة وعدم التركيز أثناء المباراة فكان اللاعب البرازيلي تشيكو تائها طوال المباراة وهو اللاعب التي كانت تعول عليه الجماهير الاتحادية الشيء الكثير ووضح على اللاعبين ضعف الإعداد البدني واللياقي بعد أن كانوا يلعبون معظم فترات الشوط الثاني على الواقف، مما جعل هناك أكثر من علامة استفهام حول مستوى بعض اللاعبين وضعف لياقتهم البدنية.

استهتار وعدم مبالاة

المتابع للفريق الاتحادي في العديد من المباريات يلاحظ بشكل كبير مدى الإهمال والتعالي من قبل بعض اللاعبين والأسلوب الذي يتعاملون به أثناء المباريات في طريقة لعبهم على الرغم من الانتقادات والتحذيرات المتكررة من قبل بعض المحبين، وهناك العديد من الشواهد كان آخرها في لقاء الاتفاق الذي خسر معه الفريق إحدى بطولات الموسم عندما تحصل المدافع حمد المنتشري على بطاقتين صفراويتين في أقل من خمس دقائق بدون مبرر وهذا يدل على عدم المبالاة وهو اللاعب الذي غادر لمصر مع أربعة من زملائه لإحدى الدول المجاورة بعد خسارة الفريق أمام فريق الشباب في الدور الأول من منافسة الدوري على الرغم مما تبذله الإدارة الاتحادية في تلبية رغبات ومطالب جميع اللاعبين وعليهم مراجعة حساباتهم خاصة وأنهم من أصحاب الخبرة الدولية والمكانة الكبيرة لدى عشاق الاتحاد ويعتبرون القدوة للاعبين الصاعدين.

دور الإدارة

بعد الخروج من منافسة كأس ولي العهد يبقى الدور على إدارة النادي بقيادة رئيس النادي المهندس جمال أبو عمارة في إعادة شخصية الفريق الكروي وعودته لوضعه الطبيعي ومواصلة تحقيق الانتصارات في مسابقة الدوري والتركيز عليها بشكل كبير خاصة وأن الفريق مقبل على استحقاقات مهمة في الحفاظ على لقبه للموسم الماضي وكذلك إعداد الفريق بالشكل الذي يليق به للبطولة الآسيوية التي باتت على الأبواب والاستفادة من الأخطاء السابقة والجلوس مع اللاعبين والمدرب على طاولة واحدة لمناقشة أسباب هذه الإخفاقات ويجب أن يكون هناك توازن في التعامل مع اللاعبين فمثل ما أن هناك ثواب ومكافآت لا بد من وجود العقاب في حال التخاذل وارتكاب الأخطاء خاصة المقصودة فكما يأخذ اللاعب يجب أن يعطي.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد