Al Jazirah NewsPaper Saturday  23/02/2008 G Issue 12931
السبت 16 صفر 1429   العدد  12931
العمل التطوعي
أحمد بن غانم الحربي -الأخصائي الاجتماعي بمركز التنمية الاجتماعية بالقصيم

يعتبر العمل التطوعي خاصية من خصائص المجتمعات المتحضرة، فبالقدر الذي يزداد تطور المجتمع تزداد أهمية ومكانة التطوع عند الأفراد، وفي المجتمعات الغربية يحظى مفهوم وثقافة العمل التطوعي بقيمة تتجاوز الدافع الإنساني إلى العوامل الأخرى المرتبطة بتكوين العلاقات الاجتماعية واكتساب مهارات الاتصال والتدريب العملي لمهنة أو تخصص معين ربما يستفيد منه المتطوع في حياته العملية وفي ديننا الحنيف يأخذ العمل التطوعي بعداً إضافياً يرتبط بالأجر والمثوبة من الله تعالى ويحقق قيمة من قيم المجتمع الإسلامي القائم على التعاون والتكاتف والتعاضد والمتأمل في واقع العمل التطوعي في بلادنا الحبيبة يلحظ غياباً لهذا المفهوم في الثقافة الاجتماعية وعلى الرغم من حضور مفهوم الاحتساب والعمل الخيري في مجتمعنا المسلم ولله الحمد إلا أن ثقافة العمل التطوعي تكاد تكون غالبة في هذا المجتمع ومع تزايد الحاجة إلى الأعمال التطوعية نتيجة تطور المجتمع وتزايد مؤسساته الخيرية والإغاثية والاجتماعية يصبح الاهتمام بإشاعة ثقافة التطوع ومفاهيمه الدينية والإنسانية والتنموية أمراً في غاية الأهمية، ولأن التطوع مسؤولية كبيرة فليس المتطوع مع عظيم إسهامه ومع تقديرنا لما يقوم به متفضلاً على الجهة التي يتطوع فيها، بل هو مسؤول يتحمل نتائج عمله، وعليه أن يسعى للإحسان فيه وإتقانه ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه) وتطويره إن أمكن ذلك، ففضلاً عن الأجر والمثوبة التي يحصل عليها المتطوع فإنه يجد السعادة وإراحة الضمير نظير ما يقدمه من خدمة اجتماعية للآخرين، بالإضافة إلى تقدير الناس ومحبتهم وقد قيل (إذا أردت أن تصنع لنفسك شيئاً فأصنع للآخرين من حولك شيئاً) بل قبل ذلك كله يقوم معلم البشرية ومرشدها رسول الله صلى الله عليه وسلم (والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه).

والدولة رعاها الله حرصت كل الحرص على تشجيع العمل التطوعي وخاصة في مجال التنمية والذي تقوم فلسفته على تمازج الدعم الحكومي مع المشاركة الأهلية، وهذه دعوة عامة لجميع أبناء هذا البلد المعطاء للانخراط بالعمل التطوعي ومشاركة الدولة والتفاعل معها في تقديم الخدمات الاجتماعية للنهوض والرقي بمجتمعنا لمصاف المجتمعات المتحضرة.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصبحه أجمعين.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد