شهدت الأسواق السعودية في السنوات الأخيرة ارتفاعاً ملحوظاً في بيع العطور لمختلف الشرائح والطبقات الاجتماعية بعد أن كان محتكراً على الطبقة الثرية فقط، وسارعت شركات العطور العالمية في اختيار وكلاء لها في المملكة للترويج لمنتجاتهم في بعض الأسواق الكبرى المعروفة. على الجانب الآخر استغل التجار والمستوردون ذلك النمو في أسواق العطور ليتسلل إليها بصناعة عطور مقلدة ومغشوشة ورديئة أثبتت ضررها على المستهلك سواء كان بهدر أمواله أو بالمساس بصحته، لا سيما تلك العطور التي يتم تسويقها على الأرصفة وأمام المطاعم وغيرها؛ حيث إن هذه النوعية يتم تعبئتها محلياً بإضافة قليل من الماء وبعض الزيوت النباتية التي تزيد من كميتها وتحافظ على رائحتها لكن بنسبة أقل.

حول هذا الموضوع تحدث الدكتور محمد سالم سعد الدين- استشاري الأمراض الجلدية بمركز الدكتور سليمان الحبيب الطيي- عن الدراسات الطبية التي أظهرت من خلال النتائج والتحاليل المخبرية أن أغلب العطور المقلدة تحتوي على نسبة 71.5% من مادة (الأيثانول) بينما تبلغ نسبة المادة الزيتية المشكلة للرائحة 2% وهي المادة المتبخرة التي تسمى الزيوت الطائرة، وأكد أن الدراسات حذرت أيضاً من بعض العطور المقلدة والمغشوشة التي قد تؤدي إلى أضرار جسمانية بسبب تسرب العطر إلى الدم عبر الجلد أو من خلال الاستنشاق، بالإضافة إلى أمراض أخرى مثل تحسس الجلد والتهابات الجيوب الأنفية وتساقط الشعر وغيرها من الأمراض التي تهدد المستهلك نتيجة استخدام تلك العطور المقلدة المغشوشة والمجهولة المصدر أو العطور القوية غير المجربة طبياً، مشيراً إلى أن أغلب هذه العطور التي تباع في الأسواق الشعبية هي عطور عشوائية وخزنت بطرق خاطئة مثل تعرضها المباشر لأشعة الشمس، ومن المعلوم أن العطور يجب أن تخزن في أماكن جيدة بعيدة عن الشمس وأن العطور الأصلية مثل العطور الفرنسية المشهورة تكون مدة صلاحيتها محدودة حسب مكوناتها والمادة الحافظة.

وأوضح الدكتور سعد الدين أن من أهم المشاكل التي تسببها هذه العطور والتي يراها الأطباء كثيراً في عيادات الأمراض الجلدية هي مشكلة (أكزيما التلامس) والتي تكون إما بسبب الحساسية لتلك العطور المقلدة أو التهيج الشديد الناتج عن قوة المواد الكيميائية المستخدمة في صنعها، وتنتج عن ذلك أعراض في شكل حكة شديدة بالجلد يصحبها ظهور احمرار وحبيبات حمراء وفقاقيع مملوءة بسائل أصفر اللون ثم ظهور قشور بعد ذلك وقد يتفاعل الجسم بشكل شديد مع ظهور طفح جلدي عام يؤثر في معظم أجزاء الجلد، وأضاف أن من المشاكل الأخرى التي تسببها هذه العطور المقلدة: مرض (الارتكاريا) وهو نوع من الحساسية تظهر في صورة حكة شديدة مع ظهور انتفاخات حمراء تتميز باختفائها خلال ساعات ثم ظهور إصابات أخرى، كما توجد العديد من الأمراض التي تسببها أو تثيرها هذه العطور مثل تهيج الربو الشعبي بالصدر وحساسية الأنف وحساسية العين ومرض الأكزيما الأتوبية في الجلد.