Al Jazirah NewsPaper Sunday  02/03/2008 G Issue 12939
الأحد 24 صفر 1429   العدد  12939
في افتتاح مؤتمر (تربية الموهوبين خيار المنافسة الأمثل)
د. العبيد يشدد على أهمية تحصيل التمويل لرعاية الموهوبين في الدول العربية

الرياض - عبدالرحمن اليوسف

بدأ أصحاب المعالي وزراء التربية والتعليم العرب أعمال مؤتمرهم السادس في الرياض أمس تحت عنوان (تربية الموهوبين خيار المنافسة الأمثل) والذي يستمر ثلاثة أيام.

وافتتح المؤتمر بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم ألقى المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألسكو) الدكتور المنجي بوسنينة كلمة أوضح فيها أن المؤتمر يتزامن مع مرور سنة على إقرار القمة العربية التي عقدت في مدينة الرياض الصيغة الأولى لخطة تطوير التعليم في الوطن العربي والتوجيه باستكمالها وفق ملاحظات الدول الأعضاء ومقترحاتها وآليات التنفيذ والتمويل والتقويم وهو ما أنجزته المنظمة في بحر هذه السنة بحيث أصبحت الخطة جاهزة للعرض على القمة العربية القادمة سيما وقد أقرها المجلس الاقتصادي والاجتماعي لجامعة الدول العربية في دورته الأخيرة التي عقدت في شهر فبراير الماضي على مستوى وزراء الاقتصاد والمالية وأحالها إلى القمة العربية.

بعد ذلك ألقى معالي وزير التربية والتعليم الدكتور عبدالله بن صالح العبيد كلمة أوضح فيها أن المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - تعمل على إعادة النظر في بناء النظم التعليمية في مراحل التعليم المختلفة لإعداد الأجيال القادمة على أسس ترسخ القيم والمبادئ الدينية والوطنية وتستجيب لمواكبة متطلبات عصر العلم والمعرفة مبيناً أن ذلك يتمثل بما شهدته السنوات الخمس الماضية من إنشاء مئات الكليات العلمية والمراكز التقنية والعناية بالتعليم من خلال تكوين لجنة تربوية عليا وإقرار مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم العام.

وأكد معاليه أن المدرسة كانت ومازالت طريق الأمم إلى المستقبل إلا أنها خلال العقود القليلة الماضية لم تعد تلك القوة التي ترسم هذا الطريق حيث شاركتها قوى أخرى سياسية واجتماعية واقتصادية وإعلامية اعتمدت على مستجدات العصر وبقدر أخذها بها وحسن استخدامها لها كان تأثيرها على واقع التربية والتعليم. وأبان أن من بين المستجدات التي اختصرت الزمن وقللت الثمن ثورة المعلومات والاتصالات التي دخلت كل مجال وأصبحت مجال السباق والسجال طاوية صفحات الحمام الزاجل والبريد العاجل وتقليدية التعليم والتواصل، مشيراً إلى أن هذه التقنية التي نقلت التنمية من الحفر في الحقول إلى الاستثمار في العقول والتي ارتبطت بالموهبة والموهوبين اختراعاً وابتكاراً واستخداماً.

وأشار معاليه إلى ما أثبتته الدراسات من أن القيمة المضافة الناتجة عن الاقتصاد المعرفي تفوق أضعاف القيمة المضافة الناتجة عن العمل في الميادين الأخرى، حيث تشير الإحصاءات الصادرة عن الاتحاد الدولي للاتصالات - ITU - إلى أن أكثر من 50% من الناتج المحلي الإجمالي في أوروبا الغربية وأمريكا واليابان يعتمد على الصناعات القائمة على المعلومات كما تشير الإحصاءات إلى أن عائدات الهند (بنقلور) من الاقتصاد المعرفي قد تجاوزت الـ100 مليار دولار مع نهاية العام الميلادي 2006م وأقل هذه الأرقام يفوق أعلى ميزانية دولة في عالمنا العربي.

وقال معالي الدكتور العبيد: إن التحول إلى مجتمع المعرفة يتطلب رؤى وأهدافاً وإستراتيجيات وإجراءات تعتمد فكراً تربوياً ينظر إلى المستقبل بهدف متحرك قائم على نظام تربوي قوي مرن متجدد قادر على الاستفادة من الماضي وتحليل الحاضر والتفاعل مع حاجات المستقبل والتعامل الإيجابي مع المتغيرات وعلى ابتكار الحلول العلمية. ثم ألقيت كلمة المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (ايسيسكو) الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري ألقاها نيابة عنه مدير العلاقات الخارجية بالمنظمة محمد الغماري أكد فيها أن التنمية عملية متكاملة في جوانبها الاقتصادية والاجتماعية والتربوية والثقافية وأن التربية تقع في قلب تلك العملية وتشكل محركها الأساس والدافع الأكبر لمزيد من التطوير والتحديث في مجالات الحياة المختلفة والعملية التربوية ذاتها متكاملة العناصر ومبادلة التأثير والتأثر بما حولها من عوامل ومتغيرات ولكل جانب من جوانبها عوامله وشروطه المختلفة التي تؤول به إلى نتائج يمكن قياسها وإعادة صياغتها بما يخدم تطور المنظومة التربوية بأكملها.

وطالب بزيادة الاهتمام بتربية الموهوبين بوصفهم ثروة بشرية للأمة مشيراً إلى أن البلدان العربية تضم عدداً من الموهوبين الذين يحتاجون إلى الكشف عنهم وعن أماكن وجودهم والمجالات التي يبدعون فيها والسبل المؤدية إلى تنمية قدراتهم وتوفير كل ما يحتاجون إليه لإظهار نبوغهم وتفوقهم والسير معهم إلى المرحلة التي يبدأ معها العطاء من فكرهم وإبداعهم ونظرتهم الجديدة والمثمرة إلى المجالات التي تتطور فيها مواهبهم.

بعد ذلك بدأت جلسات المؤتمر بالجلسة الإجرائية التي تم خلالها اختيار نائب رئيس المؤتمر والمقرر العام للمؤتمر إضافة إلى اعتماد جدول الأعمال.

تلى ذلك مناقشة تقرير المدير العام للمنظمة حول متابعة تنفيذ توصيات المؤتمر الخامس وتقرير لجنة المتابعة حول تنفيذ توصيات المؤتمر الخامس إضافة إلى عرض ومناقشة تقرير لجنة خبراء المؤتمر السادس.

وفي الجلسة الثانية للمؤتمر استكمل الوزراء مناقشة تقرير الخبراء.

على صعيد متصل أوضح معالي وزير التربية والتعليم الدكتور عبدالله العبيد أن اختيار موضوع الموهوبين عنوانا للمؤتمر السادس لوزراء التربية والتعليم العرب الذي بدأ أعماله في مدينة الرياض أمس هو اختيار ينبئ عن تحدي وإدراك الدول العربية ممثلة في وزارات التربية والتعليم لأهميته وتطلعها إلى الاستثمار في العقل البشري من خلال الموهوبين كما أنه الخيار الأمثل سواء من الجوانب الاقتصادية أو السياسية أو الاجتماعية.

وعبر معاليه عن ثقته بأن المؤتمر سيخرج بمشيئة الله تعالى باستراتيجية محددة المعالم لتطوير الآلية السابقة.

وفي تصريح مماثل أوضح المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الدكتور المنجي بوسنينة أن المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله رائدة في مجال رعاية الموهوبين حيث أسست منذ وقت طويل أول مؤسسة لرعاية الموهوبين تحت مسمى - مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع - وانطلاقاً من هذه التجربة أتت فكرة إقامة هذا المؤتمر في الرياض.

وشدد على ضرورة أن تولي وزارات التربية في الدول العربية الموهوبين جل اهتمامها بتحصيل التمويل الخاص ورعايتهم رعاية متكاملة وإنشاء المؤسسات المتخصصة في هذا المجال.

وبين أن هذا المؤتمر سيتوصل بإذن الله تعالى إلى وضع خطة عربية للنهوض بقطاع الموهوبين وتنمية المواهب عند شباب الدول العربية، مشيراً إلى أن الدول العربية لديها من العقول والكفاءات والمواهب التي تمكنها المنافسة على الجوائز العالمية الكبرى مثل جائزة نوبل وجائزة الملك فيصل العالمية والجوائز العلمية المتقدمة الأخرى.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد