Al Jazirah NewsPaper Sunday  02/03/2008 G Issue 12939
الأحد 24 صفر 1429   العدد  12939
نوافذ
الفارس النبيل
أميمة الخميس

عمرو موسى مازال يذهب إلى لبنان، ومازال يتأبط حقيبة بها بعض من المبادرة العربية، وكم من بقايا حلم فارس قديم مازال يؤمن أن في المنعطف القادم ستبزغ له مدينة القومية العربية الفاضلة.

عمرو موسى يذهب إلى لبنان كما يذهب موظف حكومي معتق دأب الدرب واعتاد الدوام وشروطه حتى بات الدوام أحد ملامح روحه وتكوينه.

عمرو موسى يحاول أن يرتق بشخصيته (الكرزماتية) وحضوره الإعلامي الثقيل جميع ما انشق في المشهد العربي بلبنان، وعلى الرغم من التحذيرات الأمنية ما زال يمخر بسيارته (زواريب) لبنان بين قصر بعبدا والمختارة وبين جونية والضاحية يستمع للجميع ولكن الجميع لا يستمع إليه.

يلاحق الزمن قبل القمة العربية يحاول أن تكون دمشق عاصمة العروبة والأموية هي مكان تلتئم العروبة كامتداد لزمن معاوية، وشعرته الشهيرة، لكن يبدو أن أحفاد معاوية قد قطعوا الشعرة منذ زمن بعيد وخرج وزير خارجيتهم (المعلم) ليصرح بأنه لا بأس أن تنعقد القمة العربية في دمشق، مع غياب بعض الأطراف العربية!

وعمرو موسى مازال يجلس على طاولة المفاوضات مع الأطراف المتنازعة ويؤمن أن العميد (ميشال سليمان) هو الرجل الملائم للعرش اللبناني، وأن الحل سيكون (لبناني - لبناني) ولكن لنبل في أخلاقه وشروط فروسية ظل متمسكاً بها، لم يحاول أن يطل على ما تحت الطاولة، وعلى الأجندات التي تمرر من هناك، التي تؤكد بأن الحل في لبنان أبداً لم ولن يكون لبنانيا لبنانيا، فهناك الطوق الإقليمي يليه الطوق العالمي، وبين هذا كله تمرر المليشيات والأسلحة وأجندات أمراء الطوائف.

عمرو موسى مازال يعتقد بأن الضيافة اللبنانية الشهيرة والكلمات المقنعة التي يلوح بها الأطراف ما بين أكثرية 14 آذار هي انفراجة أو ضوء يلوح في نهاية النفق اللبناني المظلم ولا يدري أنه حين تتجه سيارته إلى المطار تتساقط الأقنعة، وتشتمل التصريحات والمزايدات والتخوين والتجريم والانتقاص من الوطنية بين من يريد أن يعيش لبنان كمسيرة عربية تنويرية متقدمة وبين من يريد أن تلتقمه مليشيا دينية مسلحة ذات ولاءات فارسية.

وعندما ترنم المطرب الشعبي المصري الشهير (شعبولا) (أنا بحب عمرو موسى.. وباكره إسرائيل) إنما كان يقدم جزءاً من نبض الشارع المصري البسيط وتعليقه الأمال على هذا الفارس العربي المعتق الذي مازال يؤمن بالمبادرة العربية والحل العربي، وقمة عربية في عاصمة الأمويين متوجة بجميع الأطراف... ولكن إن كان (شعبولا) يحب عمرو موسى لكن يبدو أن الزمان والمكان يبغضونه ويترصدون به.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6287 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد