Al Jazirah NewsPaper Thursday  06/03/2008 G Issue 12943
الخميس 28 صفر 1429   العدد  12943
هموم المسوقات.. العقود صورية... والحوافز إغراءات
سعوديات يخترقن (المجال) التسويقي ويهددن الرجل في عقر داره

«الجزيرة» - فوزية صويان

كثيرة هي المجالات التي استطاعت المرأة السعودية أن تثبت عبرها جدارتها وقوه حضورها وأن تعطي فكرة للمجتمع بقوه عزيمتها التي صمدت أمام الظروف والمعوقات ويعد (التسويق) من أكثر القطاعات التي تلاقي إقبالاً من العنصر النسائي بحكم أنه أصبح أكثر حرصاً علي جذب المسوقات وتم رصد ذلك من خلال الطلب الكبير عليهن سواء من خلال الشركات مباشرة أو عبر وكالات الدعاية والإعلان كما أن طبيعة العمل في هذا المجال لا تتطلب الحضور لمقر العمل ويمكن ممارسته من خلال وسائل الاتصال كالهاتف والبريد الإليكتروني مما أغرى السيدات للالتحاق به وهذا ما شجع الكثيرات على خوض هذا المجال والسعي لمنافسة الرجال بقوة. ومن أكثر مجالات التسويق اتساعا للسيدات هي الأنشطة المصرفية والمنشآت الصحية.

(المرأة والاقتصاد) أرادت أن تلقي المزيد من الضوء علي نشاط السيدات في هذه المجالات فكان لنا هذه الوقفة مع عدد من مندوبات التسويق والدعاية.

بداية تقول مهره الخزيم (مندوبة تسويق لمنتجات تجميلية): على الرغم من أن هذا المجال متعب وشاق بحكم أنه يتطلب خروج المرأة وتجولها في العديد من الأماكن والمنازل و بعض القطاعات من أجل عرض ما لديها من منتجات تسويقية إلا انه يعد مجال مرغوب لكثير من الفتيات أو بمعنى أصح (خيار وحيد) بعدما انعدمت فرص العمل لديهن. وأضافت: تخرجت من الجامعة منذ أكثر من أربع سنوات ولم أجد فرصه عمل إلا هذا المجال الذي حصلت عليه عن طريق إحدى الصحف وقالت: رغم إن مرتبي لا يزيد عن 1200 ريال إلا أنه يعد بمثابة حافز للحياة أفضل بكثير من المكوث بالمنزل و المعاناة من البطالة وشح الوظائف.

فيما تبين نجلاء الحربي: (مسوقة) بأن قله الوظائف لم تجعل لديها خيار إلا هذا المجال الذي يعد بمثابة خيار وحيد وباب أخير لها ولشقيقتها للحصول على مصدر رزق رغم قله المرتب الذي لا يتجاوز 1500 ريال وقالت: ليس لدي غير المؤهل الثانوي والذي لن يؤمن لي وظيفة مناسبة فالجامعيات أصبحن أسيرات في البيوت فكيف بمؤهلاتي البسيطة؟.

وعن الحوافز المكافآت التي تعطى لها أشارت الحربي بأن لها أكثر من 8 أشهر في هذا المجال ولم ترَ أي حوافز أو مكافأة حتى الآن رغم أن العقد قد ذكر به حوافز ومكافآت ولكنه عقد صوري بينها وبين صاحب المؤسسة ولا يخضع لأي قانون لذلك جميع هذه الحوافز تذهب أدراج الرياح.

جذب المسوقات

وترى صيته القنيفر (مسوقه) بأن مجال التسويق والإعلان لم يعد حكراً على الرجل كما هو في السابق على العكس فهناك تنافس كبير لجذب وإقبال العنصر النسائي على مثل هذه المجالات بالرغم من أنه عمل ميداني يتطلب التعامل مع جهات كثيرة ومختلفة، ولكن أغلب هذه الجهات تفضل المرأة على الرجل للعمل في تسويق وعرض ما لديها.

وعن سلبيات هذا المجال تبين القنيفر: أكثر ما نعاني منه هو المشاكل المتعلقة بطبيعة هذا العمل كقلة المرتبات التي لا تزيد عن 2000 ريال شهرياً وفقاً لنظام الأجور المقطوعة وأحياناً العمولة، إلى جانب نظرات الازدراء التي يقابلنا بها البعض عند قيامنا بالعملية التسويقية.. ورغم ذلك إلا أن نظرة المجتمع تغيرت كثيرا تجاه عمل المرأة في هذا المجال.

المرأة تميزت تسويقياً على الرجل

وتضيف هيفاء (مسوقة لمنتجات تجميل): أعمل في هذا المجال منذ أكثر من 18 شهراً فهو مريح جداً ولا يتطلب مجهود كبيراً كالمجالات الأخرى وقالت: أتقاضى يقارب 1800 ريال شهرياً بالإضافة إلى العمولة التي تتحقق في بعض الأحيان وعن سبب إقبال الكثير من السيدات على هذا المجال تبين هيفاء بأن المرأة لديها جميع الإمكانات الذهنية والاستعداد الفردي والفكري ولثبتت جارتها في هذا المجال أكثر من الرجل وبالأخص (مجال التجميل) حيث إنه يتطلب ثقافة نسائية والإلمام بكل مداخل نفسيات المرأة والتي عرفت بحبها للتغيير والتجديد والتميز وهذا ما يصعب على الرجل إتقانه بالإضافة إلى أن المرأة مستمعة جيدة ولهذا يسهل إقناعها والتأثير عليها والأهم من ذلك أن الوظائف النسائية باتت شبه معدومة ومن الصعب إيجاد وظائف لهذه الإعداد الكثيرة من الخريجات والفتيات العاطلات والسيدات الراغبات بتحسين دخلهن وليس هناك مجال إلا التسويق والإعلان الذي يرحب و يبحث عن حضور المرأة والدليل ما يعرض عبر الصحف من إعلانات تبحث عن مسوقات ومندوبات.

الصداقات عوضتنا

وتشير زبيدة الناصح (مندوبة بطاقات ائتمان لدى أحد البنوك) بأن العمل في هذا المجال متعب وشاق أما الجهد الذي تقوم به والنسبة التي تتقاضاها لا تغطي أحياناً احتياجاتها، حيث إن آلية العمل بالبنك تتطلب بأن لا يكون للمندوبة مرتب وإنما نسبة فقط تحصل عليها عبر جلب العملاء. مبينه بأنها استطاعت من خلال العمل بهذا المجال من كسب صداقات وعلاقات كثيرة مع العديد من العملاء عوضها عن الدخل البسيط الذي تحصل. وتضيف لطيفة الطويرقي (مسؤولة تسويق ومبيعات) بإحدى الشركات: تلعب الدعاية دوراً كبيراً ومهماً في الإعلان والتسويق الأمر الذي يجعل كثير من أصحاب الشركات والمؤسسات الاعتماد عليها اعتماداً كبيراً في ترويج منتجاتهم وخدماتهم. وقد دفعت دوامة التنافس التجاري وزحمة السلع التجارية المتشابهة المعروضة في الأسواق التجارية إلى استغلال كل الطرق والوسائل الممكنة في الدعاية من أجل استقطاب أكبر عدد ممكن من الإقبال على منتجاتهم وخدماتهم الأمر الذي جعل الغالبية يعتمد على العنصر النسائي في التسويق بسبب حضورها الباهر وقدرتها على إتقان هذه المهنة أكثر من الرجل. بالإضافة إلى أن قله فرص توظيفها تجعلها تحرز النجاح في هذا المجال.

توسع الشركات في استقطاب المسوقات

من جانب آخر يرى أحمد سعد (مدير إحدى شركات) بأن المرأة المسوقة تقدم ما لا يقدمه الرجل بالأخص إذا كانت المنتجات تعني باختصاص المرأة من تجميل وملابس حيث إن المسوقة تمتلك الأسلوب والقدرة السحرية للإقناع وتستطيع خلال فترة وجيزة من بيع جميع الطلبات التي تعرضها حيث لن يستطيع الرجل الوصول لها مهما اجتهد مما جعل الكثير من الشركات تركز على توظيف سيدات في مجال التسويق فازدياد إعداد مندوبات التسويق في كثير من المجالات خلال فترة وجيزة ليس إلا دليلاً علي نجاح المرأة في العملية التسويقية وهذا ما لوحظ من خلال الأرباح التراكمية التي حققتها الشركات التي تعتمد على البيع والتسويق عن طريق الأفراد.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد