«الجزيرة»- عبدالمحسن الحقيل
في معرض الرياض الدولي للكتاب يقوم رجال الهيئة بعمل جميل جليل.. يعملون بصمت ويلقون الكل بابتسامة نقية عذبة.. يوجهون بهدوء.. ويناصحون بوعي.. انتهزت فرصة وجودهم ووجهت أسئلتي لهم فتكفل الدكتور عبدالله محمد الشثري بالإجابة فله كل الشكر.
* ماذا عن جهود الهيئة وكيف نراها؟
- لا يخفى على الجميع الدور الفاعل والمؤثر الذي تقوم به هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في ظل توجيهات المسؤولين فيها وعلى رأسهم معالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتي تنطلق من التوجيهات الشرعية، وكذلك الأنظمة المرعية من قبل ولاة أمر هذه البلاد حرسها الله.
ولاشك أن الهيئة مطلوب منها أن تشارك في التجمعات العامة التي يتم تنظيمها أو الدعوة إليها من قبل الجهات الحكومية، وذلك للقيام بالعمل المناط بها حسب ما لديها من أنظمة وتعليمات.
وفي معرض الرياض الدولي للكتاب تشارك الهيئة ضمن الجهات الأمنية الأخرى، وتقوم بدورها الرقابي والإرشادي، وفي نفس الوقت تشرف على المعرض فيما يتعلق بوجود العائلات الرجال والنساء في وقت واحد، وكذلك ملاحظة الكتب التي يتم نشرها والتأكد من عدم وجود أي مخالفات شرعية بها، والتنسيق مع الجهة المعنية لمنعها وسحبها من المعرض، وفي ذلك أثر بارز في إنجاح المعرض وإظهاره بالمظهر الذي يليق بهذه البلاد الملتزمة بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
* والمحاذير المتوقعة في حال غياب الهيئة؟
- نحن لا نشك إطلاقاً في التزام عامة زوار المعرض بالآداب الشرعية والأنظمة المرعية، ولكن النفس البشرية والشيطان لهما تأثير واضح على الإنسان، فقد يضعف أمامها ويقوم بما يخالف تلك الآداب، وهنا يأتي دور الهيئة في إرشاده بداية وتوجيهه، فإن استجاب وإلا تم اتخاذ اللازم بحقه من استيقاف وإحالة للجهات المعنية بالتحقيق معه ومعاقبته. ومن واقع المشاهدة فإن أبرز المحاذير التي يمكن أن تقع في مثل هذه المعارض بيع وتوزيع الكتب التي تحتوي على مخالفات شرعية، وكذلك الاحتكاك بين النساء والرجال بمختلف صوره، مما ينتج عنه الاختلاط ومضايقة النساء بما يصل أحياناً إلى الاعتداء جسدياً.
* ما الفرق بين هذا السوق والأسواق الأخرى المفتوحة للجميع؟
- بداية نوضح أن هذا ليس بسوق كما هو معروف بالمعنى العام، وإنما هو مكان قد حدد وقت العرض فيه وما يعرض فيه والأشخاص المستهدفون له، فهو عرض للثقافة والفكر في صورة كتاب، وتخصيص الدخول للمعرض بالعائلات في الفترة المسائية، وعدم السماح للعزاب بالدخول هو ما تتطلبه المصلحة، علماً أن الكثير من الأسواق الكبيرة والمغلقة في مدينة الرياض يتم منع العزاب من الدخول إليها وتخصيصها للعائلات فقط، وذلك للحد من وقوع المحاذير الشرعية والتي تنتج عن احتكاك العزاب بالعائلات.
* كيف ترى تعاون وكالة وزارة الثقافة والإعلام معنا وتعاوننا معهم؟
- في بداية الإجابة على هذا السؤال أشكر المعنيين في الوكالة وعلى رأسهم سعادة الوكيل الدكتور عبدالعزيز السبيل، وسعادة مدير المعرض الدكتور عبدالعزيز العقيل لما أبدياه من حرص وتنسيق مسبق لإظهار المعرض بالصورة المشرفة. أما التعاون بين الجهتين فهو قائم خلال فترة الإعداد للمعرض وخلال إقامته وبعد انتهائه، فكل معنى بما هو مكلف به والتنسيق مع زملائه فيما يتطلب الأمر التنسيق له وفق آلية منسجمة وناجحة ولله الحمد والمنة.
* ما أبرز المشكلات التي تواجهكم؟
- من أبرز ما يواجهنا في الهيئة وأيضاً يواجهه زملاؤنا في وزارة الثقافة والإعلام، عدم تقيد دور النشر بالقوائم المدرجة ضمن الكتب المسموح ببيعها، وإدخال عناوين لكتب بها مخالفات شرعية بطريقة غير نظامية، وبيعها بالخفية أو باستغلال الزحام وكثافة الحضور للتغطية على تلك الكتب. ومع ذلك فإنه ولله الحمد والمنة تم استدراك الكثير من الكتب ومنعها من العرض، تمهيداً لمعاقبة تلك الدار على مخالفتها.