Al Jazirah NewsPaper Tuesday  18/03/2008 G Issue 12955
الثلاثاء 10 ربيع الأول 1429   العدد  12955

دفق قلم
بكر أبو زيد (رحمه الله)
عبد الرحمن بن صالح العشماوي

 

واحد وخمسون كتاباً في علوم شتى لا يكاد يخلو منها كتابٌ من تميز في الرأي المستقل الذي يتكئ على رؤية ثاقبة لما يجري في الحياة.

قلم يفيض بفكر نظيف، ورؤية شرعية ثاقبة، وحرص شديد على مصلحة الإسلام والمسلمين، وإحساس صادق بخصائص هذه البلاد (المملكة العربية السعودية) التي تنبثق من مكانتها الدينية الراسخة، قَلَمٌ يعرف كيف يتعامل مع نقاء اللغة، وسلامة الأسلوب، وصفاء الفكرة.

إنه قلم الشيخ بكر بن عبدالله أبوزيد -رحمه الله- القلم النظيف الذي يرحل بمن يتابعه إلى حقول مخضرة كثيرة، لا يمكن أن يتنقل بينها قارئ ولا يعود بنفع كبير، وفائدة عظيمة، شرعية، أو أدبية، أو تربوية، أو اجتماعية، أو خلقية.

توقفت أمام إنتاجه الثريّ متعجباً من تنُّوعه وجودته، وقلَّما يكثر التنويع الجيِّد عند الكُتَّاب، توقَّفت أمام أسلوبه العربي الناصع الذي يحتضن لغة القرآن. بإشراقها وجمالها وسلامتها وبلاغتها، فدعوت له من الأعماق أن يكتب الله له الأجر على هذا العطاء العلمي المتميِّز.

الشيخ بكر أبوزيد (مدرسة مستقلّة) و(مكتبة علمية متميزة) لا يملك من يطّلع عليها إلا أن يعجب به ويدعو له حتى وإن اختلف معه في بعض الآراء. لأنه - يرحمه الله- كاتب يحترم قلمه، ويقدر قيمة الأمانة العلمية ويحمل هم الدين والأمة والوطن مستصحباً في ذلك كله تعاليم الشرع الإسلامي الحكيم، وضوابطه.

ينقلك في مؤلفاته من الحديث عن تصنيف الناس بين الشك واليقين إلى بيان حكم الانتماء إلى الفرق والأحزاب والجماعات، إلى بناء سور الحماية للفضيلة من خلال كتابه الثمين (حراسة الفضيلة)، إلى أعماق اللغة ودلالات مفرداتها في كتابه (معجم المناهي اللفظية)، ويرحل بك رحلات ماتعات إلى حلية طالب العلم، وإلى عالم ابن القيم الفسيح، وفقه أحمد بن حنبل، إلى قضايا ذات أهمية في ساحة العلم والفكر، مثل موضوع التحوُّل المذهبي، وحكم الانتماء، وهجر المبتدع، وفقه النوازل، ويعرِّج على قضية (التعالم) التي يتورط فيها كثير من أنصاف المثقفين في هذا العصر، ولا ينسى -رحمه الله- الآداب الاجتماعية وأساليب التعامل الراقية، فيتحدث عن أدب الهاتف، وعن بدعة أعياد اليوبيل الفضي أو الذهبي، وبدع القراء القديمة والمعاصرة، وتغريب الألقاب العلميّة، ويسهم برأيه الحصيف في تصحيح الدعاء بعد أن كثرت مخالفات الناس فيه سواء أكان بعباراته المسجوعة، أم بتفاصيله الطويلة التي ورد النهي عنها.

حتى استخدام (السُّبْحة) كتب عنه الشيخ بما يراه، ولم يهمل بعض الجوانب المتعلقة بالمال فكتب عن بطاقات التخفيض وأساليبها التجارية والموقف الشرعي منها.

بكر أبوزيد -رحمه الله- سنوات من العطاء العلمي الرصين، وواحد وخمسون كتاباً في موضوعات شتَّى كلُّها مفيد، متضمن للجديد. رحمه الله رحمة واسعة وجزاه خيراً على ما قدَّم.

إشارة:

لم يمت من خلَّف الرأي السديدا

وقضى أيامه سعياً مفيداً

www.awfaz.com

لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5886 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد