Al Jazirah NewsPaper Friday  21/03/2008 G Issue 12958
الجمعة 13 ربيع الأول 1429   العدد  12958

قصر ابن ثلاب الأثري في بلدة الغيل بالأفلاج

 

راشد خريزان بن لاحم القباني

يعتبر قصر الشيخ حمد بن ثلاب آل جلال القباني أمير الغيل - رحمه الله - أحد المعالم التاريخية والأثرية القديمة في منطقة الأفلاج عامة وفي بلدة الغيل خاصة؛ نظراً إلى ما يحتويه هذا القصر من معالم أثرية قديمة. وقد ذكره المستشرق والمؤرخ البريطاني فلبي في كتابه قلب الجزيرة العربية؛ حيث إن هذا القصر يحتوي على مقصورة أثرية طويلة، بها أشكال هندسية جميلة على شكل مثلثات ونقشات مرسومة في الجدران نفسها، كذلك يوجد بالقصر مصابيح بها عمدان من الحجر القديم مطمومة بالسدو، وكذلك يوجد به حسي قديم مرصوص من الحجر من الأعلى إلى الأسفل، حيث إن فوهة الحسي على شكل دائرة يبلغ نصف قطرها حوالي 30 سم تقريباً. وكان هذا الحسي يغذي القصر بالمياه؛ حيث يتم جلب الماء من الحسي بالمحالة توضع فوق المقام، ويوضع عليها الحبل مربوط به الدلو الذي يجتمع فيه الماء عند نزوله في البئر ثم يسحب بالحبل إلى أعلى لأجل إخراج الماء وسقيا سكان القصر، وكذلك أهل الحي المجاورون للقصر؛ حيث إنه في العصر القديم كان النساء يجلبن الماء على رؤوسهن بالسحال، وهي من الأواني الأثرية القديمة، كما أن القصر يوجد به فتحات في أعلى المقصورة مرسومة بشكل هندسي جميل؛ لمشاهدة المعتدين من بعيد أيام الحروب؛ من أجل الاستعداد لهم وإظهار أفواه البنادق من هذه الفتحات. كما يوجد بهذا القصر جصة قديمة، يوجد بها بقايا الدبس حتى تاريخه، حيث يوجد بجوار هذا القصر ميدان كبير وواسع يسمى المناخ كان ينزل فيه البادية في ذلك الوقت في موسم التمر. ومن القصص القديمة أنه في إحدى السنوات نزل بجوار هذا القصر رجل من أهالي الأحمر بالأفلاج يدعى مبارك بن علي بن عردان المهارمي الدوسري، ولما لقيه من كرم الضيافة وحُسن الجوار عند الشيخ حمد بن ثلاب وجماعته القبابنة قال قصيدة، نورد لكم منها هذه الأبيات:

نزلتنا مع لابة ترد الخطر

أولاد قبان عمى عدوانها

لكن لمع سيوفهم برق سمر

يشيب قلب اللي يشوف سنانها

الله يسلم شيخهم من كل شر

أبو خريزان ذرى جدرانها

له دكة مدهال بدو والحضر

خرفان نجد كلها من شانها

ما نيب من يفقض كلام ما خبر

ويقلط الهرجه بلا ميزانها

ثم انشدوا عن كلمتي كل البشر

شرق وشام وانشدوا عربانها

كما قال أحد أحفاد الشيخ ابن ثلاب في هذا القصر المَعْلَم القديم أبياتاً نورد لكم منها:

عمار يا قصر على الطيب مشيود

مدهال للضيفان وقت المجاعة

قصر ابن ثلاب راعي المدح والجود

ساس الوفا والطيب رجل الشجاعة

عز القبيلة كلها ماله احدود

فضله على من جاوره والجماعة

من لاد قبان إلى ثار بارود

كسابة الناموس في كل ساعة

وفي الختام أشكر جميع المهتمين بالآثار والمعالم التاريخية القديمة التي تحكي عن الأصالة والتاريخ لبلادنا الحبيبة في ظل حكومتنا الرشيدة، أدامها الله وأعزها ذخراً للإسلام والمسلمين.

* باحث وكاتب/بلدة الغيل بالأفلاج


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد