Al Jazirah NewsPaper Monday  24/03/2008 G Issue 12961
الأثنين 16 ربيع الأول 1429   العدد  12961
برنامج يسقط في فخ التعادل والإعداد السيئ
العراب لم يخرج بفائدة واحدة وأضاع نيشان طريقه

كتب - عبدالله الهاجري

تابعت حلقات برنامج العراب الذي يعرض كل جمعة على قناة mbc1 والذي يستضيف منسوبي الفن من الدول العربية وتأكدت وأنا أتابع هذا البرنامج والذي كان من آخر حلقاته مع ميادة الحناوي وكاظم الساهر أن الوقت الذي نلومه دوما في ابتعادنا من بعض ما هو إلا من صنع أنفسنا وان في الوقت متسعا لعمل أي شيء وكل شيء..

بحسبة رياضية البرنامج يمتد إلى أكثر من 150 دقيقة وفي الحقيقة فإن 15 دقيقة هي خلاصة البرنامج والمتمثلة في ال hot shot أي أن 135 دقيقة لا فائدة منها لمتابعة برنامج يفتقد إلى جملة من الأدوات التي تسهم في نجاحه ولهذا فان الوقت المهدور منا نحن المتابعين قد نستفيد منه في أي شيء من توطيد العلاقات الاجتماعية مثلا أو القراءة أو الرياضة أو أيضا قد ينفع هذا الوقت في متابعة برامج أخرى تقدم شيئا أجمل وافيد.

العراب الذي يأخذ حيزا كبيرا من الوقت يفتقد إلى الإعداد المهم وهذا ما نسميه في حياتنا بتنظيم الوقت حيث إن الـ135 دقيقة هي مجرد سواليف لا فائدة منها، ولذا حين نتوصل إلى إعداد سليم في يومياتنا فإننا ننجح في تنظيم الوقت، وهذا هو حال العراب حيث يعتمد مقدمه نيشان وطوني سمعان معد البرنامج على جملة من السواليف المتكررة مع ضيوفهم حتى في الهوت شوت تكون غالبية الأسئلة معروفة وليس هناك أي فائدة لتكرارها وعلى هذا فإن نيشان وسمعان عليهما إعداد أسئلة أكثر عمقاً والحرص في تقديم الجانب الخفي والمظلم في حياة ضيوفهم والبحث عن الجديد لتقديمه بصورة أفضل بقصد التميز عن البرامج الأخرى.

وحتى حين نعتمد في أوقات على التكتم على موضوعات يكون تكتمنا في غير محله ونفوت أشياء أفضل نتكتم عليها هي أحق بهذا وهذا ما ينطبق في الغرفة المعزولة في البرنامج وحقيقة فان الأسئلة التي يسمح لها الضيف بالإجابة عليها تكون في غالبيتها عادية أو مغلوطة، واستشهد بميادة مثلا حين كان السؤال عن منعها الغناء في بلدها سورية وهذا ما نفته جملة وتفصيلا وكأنها تعلم للمرة الأولى بهذا الموضوع ومن هنا فإن بعض ما يجري في حياتنا من المفترض ألا تكون سرا وفي بعضها يجب أن نتحفظ عليها.

فعلا الحياة بسيطة ولا يحتاج لها إلى تكلفة أو بهرجة نحن في غنى عنها والمتابع للبرنامج يتأكد من هذا الشيء فالتكلف الذي يظهر على أستوديو البرنامج هو من صنعنا وقد نستطيع العيش ببساطة وسهولة دون إزعاج العين والنفس بكثرة الاضاءات والكاميرات فعلى القائمين إعادة النظر في هيكل وروح البرنامج والمتمثل في ديكوره الذي تواجد بالكثير من التكلف وفي الضيوف يفشل البرنامج في اختيار ضيوفه ومن هنا فان الواسطة قد تجدي حين نسقطها في العراب وهو الأسلوب المتبع في حياتنا فمن يتمتع بواسطة أو بمعرفة يكون له الأولوية في كل شيء وهذا ما هو متبع في ضيوف البرنامج فعلاقات نيشان قد تكون هي المنقذ في الاستعانة بالضيوف ومن هنا نتأكد ان هناك أكفاء يستحقون الحصول على فرص في الحياة لولا ان الواسطة والعلاقات قد تخذلهم، ومن هنا اسأل نيشان والقائمين على البرنامج أين هم منسوبو الوسط الفني السعودي من برنامجك؟ رغم أنهم أكفاء ويتمتعون بالكثير من الذكاء ويستحقون ان يجلسوا على كرسي البرنامج وهنا بالطبع لا أستثني بعض منسوبي الفن العربي حيث تبين أن غالبية ضيوف البرنامج هم من يجيدون التمثيل على المشاهدين والجماهير لمحاولة كسب جماهيرية أكثر وعلى هذا فحين ننظر إلى شركات أو مؤسسات لا تحرص إلا على الواسطة تسقط سريعا عكس البعض والتي تقوم على أساس صحيح وسليم، وفي حال استمر البرنامج لحلقات قادمة فإن على رئاسة مجلس إدارة العراب البحث عن الضيوف الأجدر وعليهم التنقيب عنهم في السعودية بالذات.

بقي باسم كريستو وهو مخرج البرنامج والذي يعتمد أحيانا في إضاعة المشاهدين بين كاميراته التي تدور بطرق عشوائية وقد يضطر البعض فينا إلى الالتفات إلى بعض الجوانب دون التركيز على حقيقة الموقف ومن هنا يجب ان يهتم كريستو أكثر في الحقيقة.

تمر في الحياة مواقف مضحكة قد يستغرب البعض منها وهذا ما يتمثل فيما قامت به أحلام حين أرسلت بباقتي ورد لميادة الحناوي وكاظم الساهر في موقف لا أعلم ما الفائدة منه. ومن هنا يجب ان نسقط سياسة هذا البرنامج على واقعنا اليومي وسيتأكد للجميع أن الفائدة من 150 دقيقة هي 15 دقيقة فقط.



starabha@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد