Al Jazirah NewsPaper Thursday  27/03/2008 G Issue 12964
الخميس 19 ربيع الأول 1429   العدد  12964
شيء من
فضائية الإخوان
محمد بن عبداللطيف آل الشيخ

تابعت إحدى القنوات الفضائية (الجديدة) الممولة من حزب (الإخوان المسلمون)، والتي تبث من لندن، هذه القناة لا همّ لها إلا الإساءة للمملكة، بأسلوب دنيء وانتهازي لا يرتقي إلى العمل الإعلامي الذي يحترم نفسه ومشاهديه.

وقصتنا نحن السعوديين مع الإخوان تطول وتطول، وتؤكد أن هذه الفرقة المسيّسة، والانتهازية، لا يهمها في الإسلام، ومن الإسلام، إلا الشق الذي يمكن أن يُستغل كمطية لتحقيق أهدافها للوصول إلى السلطة، ومن يتابع أدبيات هذه الفرقة منذ نشأتها يصل إلى حقيقة أن أول من حول الإسلام في العصر الحديث من كونه (دين) لكل المسلمين إلى مجرد مجموعة مفاهيم وشعارات (تحريضية) لتحقيق أهداف محض سياسية هم الإخوان. لذلك فإن عدم اهتمام هذه الفرقة بالقضايا العقدية، وتجاوزهم لها، أو على الأصح: تهميشهم لأهميتها في دين الإسلام، نابع من أن علاقة الإنسان بربه لا تعنيهم، قدر عنايتهم واهتمامهم بالمفاهيم السياسية التي تجيّش الناس (كأتباع) لهم، وتمهد لأحزابهم الوصول إلى السلطة.

ولدي قناعة تامة نتجت عن رصد وقراءة متأنية لثقافة الإخوان السياسية أن الإرهاب - كثقافة - لم يأت إلا كنتيجة لتثوير مفاهيم الإسلام، وتحويل هذا الدين من كونه - أولا- عقيدة بين العبد وربه لتوحيده جل وعلا وإخلاص العبادة له دون سواه، إلى مجرد قيم ثورية وانقلابية وسياسية، تسعى إلى تمهيد الطريق للثوريين المتأسلمين للوثوب إلى كرسي السلطة. ومن هذه الثقافة (التثويرية الإخوانية)، نشأت (الحركية الإسلامية)، متأثرة بها، أو منبثقة عنها، أو متتلمذة عليها، وأحياناً متمردة عليها في بعض التفاصيل، وعلى رأس هذه الحركات حركة ابن لادن والظواهري التي يستقي منهما الإرهابيون المعاصرون ثقافتهم.

صحيح أن فكر الإخوان وطرحهم الحالي يختلف عن طرح القاعدة الدموي والتدميري، غير أن فكرة (الثورة) على القيم السياسية السائدة عند أهل السنة والجماعة، وأولها نسف (نظرية الطاعة) لأولي الأمر التي استقر عليها الفقه السني منذ عقود، هي نتاج إخواني محض، لم يعرفه المسلمون بهذه الطريقة الثورية إلا بعد أن بشر به ونشره (حسن البنا) ومن جاء بعده من أساطين الإخوان مثل سيد قطب وبقية ثوريي الإخوان، كما أن أول من أسس (العمليات الإرهابية)، والتغيير بالقوة، في العصر الحديث هم الإخوان، ولعل قراءة في تاريخ الإخوان وبالذات الشق المتعلق ب(التنظيم السري) للإخوان، يؤكد ما أقول.

ولأن الإخوان لا يحفلون بالعقيدة قدر اهتمامهم بالسياسة، وجدوا أن إيران (كثورة) أقرب إليهم، وإلى تحقيق طموحاتهم السياسية، من الأنظمة السياسية السنية القائمة، لذلك فإن فصيل حماس الفلسطيني - مثلاً- والذي ينتمي فكراً إلى (الإخوان)، لم يجد ما يمنعه (عقدياً) من التحالف مع إيران، رغم أنهم يدركون تماماً أن الإيرانيين يسعون إلى فرض السيطرة الفارسية، والتي تتسربل بالإسلام الشيعي، على دول المنطقة، أما نحن فرجعنا من هذا التحالف بين إيران وحماس بعدو فارسي جديد إضافة إلى العدو الإسرائيلي.

أول فضائية للإخوان المسلمين وهي تتعمد وتتقصد الإساءة للمملكة، وهي الدولة التي تطبق الإسلام، وتحكم شريعته، وتشير إلى ما كنا نقوله وما نزال أن القوم ساسة وطلاب سلطة وليسوا دعاة كما يدّعون.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6816 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد