Al Jazirah NewsPaper Friday  28/03/2008 G Issue 12965
الجمعة 20 ربيع الأول 1429   العدد  12965
على ضفاف الوطن
منى العصيمي

هي أحاديث استقطعتها من مجالسنا وناقشتها حولي حين كان المجال ضيقاً مرة وواسعاً أخرى ولم أحظ بسوى - صعب التنفيذ - لو نفذت لن ينفذ غيري

- من يفهم - ليس من مسؤوليتي - حرام سأقطع رزقه (ها).

عبارات تستتر بالجهل المقنع فكل منا يجب أن يعلم أن دوره قوي جدا مهما صغر مكانه إنه قوة في وطنه قوة في المحاولة وفي لفت النظر وفي أضعف الإيمان أن يستخدم النصيحة ويسجل موقفا له معلن, الكثير منا أحجم عن النصيحة وخاف من تبعاتها لكن النصيحة في أبسط معانيها هي إخبار الآخر بأنه أخطأ وليس تعنيفه وبغرض أن يعود لجادة الصواب وليس بغرض إثبات صحة موقفنا فإن أكثرنا حوله النصح وكلا قام بدوره بهدوء الناقد البناء علم أن من حوله واعين لفعله جيدا وقطرات الماء لابد في النهاية من أن تفلق الحجر فكيف بالبشر, المهم أن تستمر ونتكلم ولا نسكت.

* زميلتي تعطي سائقها العربي مبلغا وقدره، مما يعد حلما بالنسبة إليه وتترك له حرية استعمال سيارتها لتوصيل مشاوير لصالحه وحين ناقشتها أجابت أنه رزق الله إليه وحين سألتها ماذا لو أتلف السيارة أجابت حين يتلف سيارتها ستحاسبه عسيراً.

* ولم تعلم بأن ذلك أغرى سائقي العربي بالخروج عن طوعي وبترك العمل لدي ملوحا ببخلي.

* عاملة النظافة في المستشفى لا تجيد عملها والمستشفى يعاني إهمالا واضحا وتبيع دون أن يصرح لها بذلك وحين ناقشت الممرضة المناوبة في ذلك أجابت رزقها مسكينة راتبها بالكاد يكفي.

* ولم تعلم بأنه من الاستحالة أن تأتي من بلادها دون عقد يخدمها وأن هذا الراتب القليل تصبه هناك في موطنها فيصبح جبلا فعلاما نسيء للوطن وباسم الرحمة والعطف.

* العمل شيء يستحق أن يملك قدسيته كاملا ونتعلم أخلاقياته كاملة وحين تلوح للموظف بأن راتبه من وجهة نظرك قليل (يا حرام) وتعطيه الهبات والصدقات سيزهد في عمله ويعظم في عينه جهده ولن يعمل وسيركن للإهمال حينها من يعمل مكانه

* هل سنرحم المواطن والمواطنة التي تعمل مكانة.. هل نحن جميعا نثق في سائق الأجرة السعودي كالأجنبي.

* الممرضة السعودية تنشغل بالجوال وتنسى موعد العلاج للمرة الخامسة بعد العشر وحين تقرر السيدة ترك طفلتها دون تذكير الممرضة بالموعد تكتشف السيدة أن الساعات وصلت لسبع ولم تأت الممرضة وحين تقولين لها بلغي عنها تقول (حرام أقطع رزقها).

* تقولين حاسبيها إذن تقول وماذا لو ضررت بي وطفلي وأنا في عوز وحاجة لها وتردد (الله لا يحوجنا لهم) أجبتها وحين تمر بنا آلام الولادة صرخت محدثتي مقسمة لن تمسني يد سعودية ما حييت.

* ولكننا نحتاجهم وسنستمر في حاجتهم المرض سنة الله في خلقه وهن لابد فاعلات فإن أهملنا الوضع سيصبح ظاهرة لماذا نظن مناهج التدريس في مرحلة التخصص ستتكفل بذلك ونحن نعلم أنها أمور تغرس ولا تناقش وتنمو ولا تستحدث هي ليست سوى نحن في سنين عمرنا الأولى.

* الممرضة الأجنبية تعلمت من سعودياتنا سلبياتهن وتعلمت أن لا تهتم فإذا كانت بديلتها التي ستحل فيما بعد مكانها وبنت الوطن تسيء لنفسها ولأمانتها وللوطن ماذا سننتظر من الممرضة الأجنبية.

ولذا أطالب بإدخال التربية الوطنية لمنهج البنات مشتملة على أخلاقيات العمل وبدءا من الابتدائي إلى الثانوي ويتطرق للأنظمة الرسمية نفسها بشكل مبسط ومفصل ويشمل آثار عدم التقيد على المواطن وتترك للطالبة البحث في صفحات الجرائد عن حادثة تسبب فيها وافد وتحلل أسبابها وستكتشف الطالبة بنفسها بناء على ما تعلمته في التربية الوطنية، ستكتشف أن المواطن يتحمل جزءا من مسؤولية هذه الواقعة أو الحادثة إما جاهلا أو عامدا لكنه حتما غير مدرك تداعيات الأمر.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد