Al Jazirah NewsPaper Saturday  29/03/2008 G Issue 12966
السبت 21 ربيع الأول 1429   العدد  12966
شكراً لرجال الوطن المخلصين
مستورة الوقداني

مرغمة دوماً دون اختيار مني أجد نفسي كلما شاهدت خبر ضبط عناصر الخطط الإجرامية للقيام بهجمات انتحارية ضد وطنهم وذويهم مع كل أسف إلا وأنا أردد (برافو) و(يا سلام عليكم يا رجال الأمن برافو) كلمات خرجت دون إذن مني وبنشوة عارمة أعتقد أنها اجتاحت مشاعرنا جميعاً وما زالت، نعم رائع جداً ضبط هذه العمليات، وهذا دليل على صحوة رجال الأمن لا شك بمساعدة المخلصين من المواطنين، نسأل الله أن يكشف مخططاتهم دوماً ويميتها في مهدها، وأن يهديهم إلى جادة الرشد والصواب. كان الخبر دراما طويلة رغم إذابة سلسلتها بتوفيق من الله ثم شجاعة من رجال الأمن وتضحية بالوقت والجهد والنفس، إلا أنها تثير تساؤلات مهمة فبعد مشاهدتي لضبط العملية الأخيرة تذكرت سابقتها قبل أشهر والتي ملأتني بالتساؤلات، ما هذه الخطط؟ كيف تمت؟ وأين؟ وما تلك الأجهزة والمعدات والأسلحة؟ من أين حصلوا عليها؟ وكيف وصلت إليهم؟ متى عاهدوا كبيرهم عند الكعبة كما ذكر في العملية السابقة؟ ألم يشهد المعاهدة أحد؟ أم أنها معاهدة هامسة؟ أو ربما تكون معاهدتهم الضالة مثلهم هي التي قادت إليهم!! هذا مخطط لا يكفي للقضاء عليه مجرد ضبط هؤلاء وإحباط خطتهم هذه، هؤلاء خونة استخدموا ضد بلادهم والمسلمين حتى الوافدين الذين يفترض فيهم أن يكونوا حامدين شاكرين لربهم نعمة بقائهم في هذه البلاد الطيبة السخية!! القضية تشير بأصابع الاتهام لمن يدعم هؤلاء ويزودهم بمثل ما شاهدنا ويسهل لهم الحصول على الممنوع والمرفوض!، وتظل مهمة الجميع البحث عن هؤلاء المساندين من خلف الستار حسبنا الله ونعم الوكيل، هؤلاء المستترون والمتوشحون بجلد الحمل الوديع هم أكثر خطراً علينا جميعاً كمواطنين ومواطنات ورجال أمن، إن تغاضينا عن ملاحظاتنا عليهم ومشاهداتنا لما يشير من قريب أو بعيد لفكرهم التدميري أو سلوكهم الغريب كمعاهدة كبيرهم عند الكعبة، الكعبة بيت الله المقدس يلتقون عنده ليتعاهدوا على الإفساد تباً لهم كيف يفكرون؟ ألم يلاحظ أحد من المتوادين في الحرم ساعة تعاهدهم في تلك الليلة أو ذلك اليوم وأغلب الظن أنها ليلة فمثل هؤلاء كخفافيش الظلام لا يتحركون إلا ليلاً ولا يتحدثون إلا همساً، ولا يفكرون إلا سراً، المهم ألم يلاحظ أحد من زوار الحرم في تلك الليلة ريبة عليهم فيوقن بفطنته أن وراءهم شيئاً؟ أم أن المسلمين لديهم ثقة كبيرة في أنه لن يدخل الحرم مفسد أو يجتمع فيه من يخطط داخله للإفساد وغاب عنهم أن التاريخ يحدثنا بذلك فقد صورت لهم شياطينهم أنهم مجاهدون في سبيل الله فكيف لا يلتقون في بيته - قاتلهم الله- نحن إن استمرينا في عدم انتباهنا لبعض الأقوال والسلوكيات ووضع خطوط حمراء تحتها ومتابعتها فنحن وهم سواء، يقظة المواطنين وفطنتهم لكل ما يجري حولهم هي عامل مساعد في حماية الوطن من المغرر بهم أو قياداتهم المضللة أو المقيمين الذين لم يصونوا المعروف فبدل أن يردوا الجميل بأحسن منه صنعوه سلاحاً يطعنون به الوطن الذي استقبلهم واحتواهم وأكرمهم، ومع هذا نحن نقصد الفئة الضالة بكل أعمارها وأحجامها ومواقعها، وها هي مملكتنا الحبيبة برجال أمنها الأبطال المخلصين بمواطنيها الصادقين وبالمقيمين فيها الأوفياء ها هي تقف حائط صد لكل من أراد الإفساد وإيذاء المسلمين ومصالحهم وحين تستهدف منشآت نفط أو غيرها فما تلك إلا مصالح للمسلمين حتى وإن ساهم في العمل بها أجانب مسالمون لم يؤذونا ولم يعتدوا علينا، أي خلط في المفاهيم بات الأبيض فيه أسوداً لدى هؤلاء!!.

إخوتي، أخواتي ما أكثر ما تثار موضوعات في تجمعاتنا من خلالها نستطيع أن نعرف أصحاب الأفكار الهدامة والحاقدين على أنفسهم قبل الآخرين ونلتزم الصمت حيالها! نحن والوطن بحاجة لأن ندحر مثل هذه الأفكار ونحاربها ونأخذ بأيدي أصحابها ما استطعنا وإن لم نستطع فهناك جهات اختصاص تفعل ما لا نستطيعه، المهم تنقية الوطن من الشوائب الخطرة والقاتلة فليس أشد ضرراً من فكر منحرف يسرح ويمرح بيننا، هكذا يجب أن نكون صفاً واحداً ضد الضلال والتكفير والتطرف الفكري والديني، لأن كل هذه الأمور تقودنا إن تجاوزناها للإساءة للإسلام وليس للوطن فقط، الإسلام دين السماحة والصدق والمحبة وهؤلاء على النقيض تماماً فلا ندعهم يسيؤون لديننا ولنا كمسلمين وكسعوديين خاصة حتى بات السعودي في الخارج مراقب بدقة في حين أنهم فئة محدودة القضاء عليها تماماً بإذن الله لن يطول ولكنها للأسف مؤثرة بشكل أو بآخر ألم يقال (إن الذبابة تدمي مقلة الأسد)، واسمحوا لي أن أسأل السؤال الأكثر أهمية، أن يكون بحوزتهم أجهزة حاسب ونقود (مع أن رقمها يستحق التوقف) لكنه قد لا يثير الغرابة الشديدة، فما يثير الغرابة والدهشة هي تلك الأسلحة المتطورة!! كيف حصلوا عليها؟ ما بالها تمر مثل هذه الأسلحة بكل يسر؟؟ سؤال مؤرق حقاً يستحق أن نقف عنده، لكننا بلا شك نحمد الله على هذا الإنجاز لرجال الأمن ونهنئ المليك والوطن والشعب السعودي بقتل هذه الجرائم النكراء في مهدها سائلين الله عز وجل أن يحمي بلاد الحرمين وأهلها من كل سوء ونقول حسبنا الله ونعم الوكيل.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد