مع كثرة معابر الشعر واختلاف وعي القائمين عليها ظهرت أو لنقل تفشت ظاهرة خطيرة جداً عن الشعر الشعبي وهي ظاهرة التجاوزات.. والتجاوزات هذه تحوي التجاوزات الدينية والسياسية والاجتماعية بالاضافة إلى التجاوزات على سمت الشعر ووقاره.
ولاشك أن تفشي مثل هذه التجاوزات نتيجة حتمية لكثرة منافذ بث الشعر ووجود أناس كفاءتهم متدنية على سدة النشر في تلك المنافذ. حيث يجهلون اثر مثل تلك القصائد على المجتمع وعلى جيل الشعراء القادمين وتأثيرها أيضاً على الشعر.
لم يعد مستغرباً أن تجد على قناة شاعراً متجاوزاً في قصيدة إلى محاذير دينية دون أن يردع ودون أن تمنع قصيدته من منحة البث وطبعاً كل ما سيأتي من التجاوزات أقل من هذا التجاوز المرعب.. وكل ذلك وفق انفلات شعري لا ضباط له..
بل إن كثيراً من الشعراء وخصوصاً المهووسين بالإعلام والشهرة أصبح يقدم نهجه الشعري والإعلامي وفق زرع التجاوزات لأنه يرى أنها تعطيه حضوراً وتجعل الناس تتكلم عنه وكأنه يتناسى أن فوقه رباً حسيباً لا يغيب عن علمه لذا هو ينشد الخلق بمعصية الخالق وهذا انحدار خطير في الدين والأخلاق عند هذا الشاعر وعند كل من يتخذ نهجه.
أيضاً هناك وزر تلك القناة التي بحثت عن المكسب الربحي وتناست دورها التوعوي المتمثل في تقديم الشعر الراقي الرصين الذي يضيف إلى الذوق والأخلاق سمة جديدة.
عموماً نسأل الله ألا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منّا.
عبد الله الصالح