Al Jazirah NewsPaper Sunday  06/04/2008 G Issue 12974
الأحد 29 ربيع الأول 1429   العدد  12974
ويسألونك عن أم الحوادث (الشاحنات)

عزيزتي الجزيرة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

اطلعت على عدد الجزيرة 12968 ليوم الاثنين الموافق 23-3-1429هـ على مقال في صفحةوطن ومواطن بعنوان (شاحنات الموت تغتال فرحة المواطنين في شرق الرياض) للأخ خالد بن محمد بن عامر العنزي، وفيه تحدث كثيراً عن الحوادث التي تحدث بأسباب الشاحنات الكثيرة التي تجوب شوارع العاصمة الرياض، دونما اهتمام بالأنظمة والتقيد بقواعد السلامة .. وعليه فإنني أتساءل مع كاتب المقال الكريم، إلى متى ستظل هذه الشاحنات تسترسل في إيقاع الحوادث المختلفة في كل مكان، سواء داخل المدن أو على الطرقات أم داخل الأحياء؟ علماًَ أنني كتبت عن هذا الشيء الكثير، لكن التجاوب في هذا المجال معدوم تماماً، وإلى متى سنظل عرضة لقائدي هؤلاء الشاحنات على مختلف أشكالها وأحجامها؟ وإلى متى سنظل نستقبل الأدخنة والسموم من عوادم هذه الشاحنات التي وُضعت بطرق سلبية؟ وإلى متى ستقوم هذه الشاحنات بتخريب الطرق بصفة مستمرة؟ وإلى متى ستساهم هذه الشاحنات في تدنِّي مستوى البيئة؟

إنّ المتابع لهذه الشاحنات داخل المدن، يلاحظها في كل لحظة وفي كل وقت تجوب العاصمة دون مراعاة للحمولة المعقولة، وتجدها تهدد السائقين المجاورين لها بتراكم تلك الحمولات الزائدة، ولقد وقعت من جراء ذلك حوادث كثيرة وكانت وللأسف كلها شنيعة نتيجة الحمولة الكبيرة، ثم أين المفر من شاحنات الصَّرف الصحي التي تجوب المدينة ومياهها تجري على الطريق إضافة إلى روائحها الكريهة؟ ناهيك عن شاحنات خلطات الاسمنت التي لا تراعي الذَّوق العام، فهي تنثر الاسمنت الزائد من جراء السرعة على السيارات التي خلفها وعند الإشارات، والسبب هو أن الشركات تدفع للسائق عشرة ريالات مقابل الرد الزائر والضحية هنا الوطن والمواطن، ثم الشاحنات على الطرق الطويلة التي لا تتقيّد بأصول السلامة مطلقاً، فأرقامها مطمورة بالأوساخ، وإطاراتها متهالكة، وأنوارها غير موجودة، وقائدوها فوضويون، وحمولاتها زائدة عن الحد المعقول، وأماكن وزن الشاحنات على الطرق ديكور فقط، ومن لم يصدق فليتابع ذلك جيداً .. انظروا إلى الطرق كيف ترصها الشاحنات بعد تسويتها بأسبوع نتيجة الحمولة الزائدة، وكذا عدم السَّير في الأماكن المخصصة للسَّير، ثم الطامة الكبرى الشاحنات هي المدلّلة على الطرق التي لا يوقفها أمن الطرق مطلقاً، ولا يتفقدونها على الأقل من ناحية السلامة وأصولها، ناهيك عما بداخلها من أشياء قد تكون ضارة بالأمن وخلافه، ثم تواجد الشاحنات داخل الأحياء والمساكن وتشغيلها في الصباح الباكر لتنفث سموم الدخان على المواطنين، أمر يحتاج إلى إعادة نظر من قِبل الجهات المختصة، كالدفاع المدني والبلديات والشرطة ووزارة الصحة وأخيراً وليس آخراً المرور، وأمّا تلك العوادم التي أوجدت بطريقة بدائية وتنفث سمومها على السائقين عند السَّير والتوقُّف عند الإشارات، فهي والله خطورة عظيمة على الصحة لاسيما الأطفال ومن أصيبوا بأمراض الربو شفاهم الله. إن الشاحنات في بلادنا على استمرارها بالإزعاج والأذى وقيادتها من قِبل عمالة لا تعي المسؤولية، ولا تهتم بأصول السلامة والقيادة والنظام، أمر يحتاج إلى وقفة صارمة وحازمة جداً من كافة الجهات المختصة كلٌّ في مجال اختصاصه، فأمن الطرق على الطرقات التي تسير عليها هذه الشاحنات، والمرور في داخل المدن والبلديات كذلك في متابعة شاحنات الصرف الصحي وخلطات الاسمنت والبلك والمخلفات للمباني وغيرها التي تتطاير أثناء سير تلك الشاحنات ... خلاصة القول إنّ الحديث عن الشاحنات وأضرارها ذو شجون ويا ليت المسؤولين بالمرور يعطون فرصة لمتابعة هؤلاء الشاحنات إن لم يكن من أفراد المرور فليكن من المتعاونين الثقات على غرار المرور السري الذي له دور إيجابي نتمنى أن يستمر ويتطوّر إلى الأحسن .. سدّد الله خطى العاملين المخلصين.

د. صالح بن عبد الله الحمد



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد