السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

طالب الأستاذ سلطان المالك في الصفحة الاقتصادية من جريدة الجزيرة في عددها رقم (12883) بتخصيص جائزة لمن لم يرفع سعر بضاعته حيث تطرق في مقاله إلى العديد من السلع والمنتجات التي ارتفعت أسعارها بصورة غير منطقية ودون أسباب ظاهرة، فحتى عمال تنظيف السيارات ركبوا الموجة وزادوا تسعيرتهم وكذلك الحلاقين والسباكين وعمال البناء وقبلهم موردو المواد الغذائية وأصحاب العقارات والمطاعم، وكأني به يريد أن يقول إن الكل لن يستطيع الفوز بالجائزة حيث لم يعد هناك من لم يزد في سعر منتجه أو بضاعته أو عقاره وتواصلاً مع هذا الأسلوب الساخر في نقد هذه الظاهرة فإن أخوف ما أخاف عليه أن يزيد الآباء مهور بناتهم خاصة أن البعض يعتبر ابنته سلعة يزوجها لمن يدفع مهراً أكثر حتى وإن كان طاعناً في السن ومثل هؤلاء فزيادة الأسعار تعتبر فرصة نادرة قد لا تتكرر قريباً لجعلها عذراً في المغالاة في مهور بناتهم والضحية هم الشباب الذين لم يعودوا يعرفوا ماذا يصنعون فالبحث عن مسكن يقابله أسعار فلكية للشقق التي لا تتجاوز غرفها الثلاث والذهب وصل إلى أرقام قياسية والأرز الذي أصبح من شروط الزواج بعد أن أصبحت قصور الأفراح من أساسيات الزواج ارتفع سعره للضعف والذبائح مرشحة للزيادة في أي لحظة والشباب وبالأسعار والتكاليف القديمة لم يكن العديد منهم يستطيع الزواج فكيف بهم الآن؟.. وقد لاحظت في الأشهر الماضية انخفاضاً في معدلات الزيجات وقد ظننت أن السبب هو عدم كفاية الإجازة القصيرة التي سبقت عيد الأضحى المبارك حيث كانت مدتها عشرة أيام ولكن أيضاً في إجازة الربيع الماضية كانت الزيجات قليلة بصورة لافتة والشباب معذورون فمن منهم يستطيع أن يتحمل التكاليف الباهظة للزواج والغالبية منهم ليس له مصدر دخل سوى وظيفة بسيطة التحق بها قبل سنوات قليلة فكيف له أن يحمل فوق ظهره كل هذه الأحمال التي تنوء بها الجبال.