سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة الأستاذ خالد المالك - وفقه الله-..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

قد تصفحت صحيفتكم الغراء يوم السبت الموافق 16-2-1429هـ واطلعت على مقال (المخدرات التحدي الراهن) والمقال يخبرك موضوعه عن مضمونه فجزيل الشكر لجميع الكتّاب الذين بأقلامهم الهادفة يحرصون على توعية المجتمع وتحذيره من المشاكل الاجتماعية التي تضر الوطن والمواطنين كالمخدرات وغيرها، وإن الله عز وجل أحل لعباده الطيبات، وحرم عليهم الخبائث، ومن هذه الخبائث التي حرمها الله تعالى المخدرات على اختلاف أنواعها، وتلك السموم على تعدد مسمياتها إذ يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ، إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ} سورة المائدة 90 - 91 .

إن المخدرات المرض الصامت الذي يفتك بشباب الأمة صغاراً وكباراً إذا تفشى بينهم قد يصل إليه الإنسان ضعيف الإيمان، أو من لم يجد التربية السليمة عن طريق الطرق المشبوهة والملتوية، فيقع في المخدرات وسمومها، فيكون الخلاص منه صعباً صعباً فتسوء الصحة والحال، ويضيع المستقبل ما بين المستشفيات أو خلف قضبان السجون لا قدر الله.

وإذا انتشرت ظاهرة المخدرات بين الأفراد انعكس ذلك على الأسر سواء، وأحدث شرخاً عجيباً في الأسر، فينشأ التوتر والشقاق والخلافات فتنهدم الأسر، وينعكس ذلك على المجتمع والوطن، فإذا ضعف إنتاج الفرد انعكس ذلك على إنتاج المجتمع، وأصبح خطراً على الإنتاج والاقتصاد.

وللمخدرات أضرار دينية تصيب متعاطي المخدرات كالصرف عن ذكر الله وعن الصلاة وضعف الإيمان فيكون سبباً في إنتشار المعاصي ونزول النقم والمصائب، وهناك الأمراض الصحية المستعصية التي أعيت الطب، وعجز الأطباء عن علاجها تهدد صحة متعاطي المخدرات، والأمراض النفسية مثل: القلق والتوتر المستمر والشعور بعدم الاستقرار النفسي والاجتماعي والشعور بالاكتئاب والاضطرابات السلوكية.

كما أن تعاطي سموم المخدرات يعد سبباً مباشراً لوقوع العداوة والبغضاء والمنازعات في المجتمع.