سعادة رئيس تحرير الجزيرة الأستاذ خالد بن حمد المالك حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
لقد اطلعت على زاوية الأستاذ عبدالرحمن بن صالح العشماوي وكلمته المنشورة في جريدتكم يوم الاثنين 23 ربيع الأول 1429هـ العدد (12968) ص 6 بعنوان (الرسالة العجيبة) واطلعت على قول صاحب الرسالة الموجهة للأستاذ العشماوي (فإن عمل بنصيحتي يا ربي فأجره أجراً عظيماً وإن لم يعمل بها يا ربي فلا تغفر له وحاسبه حساباً عسيراً) نعوذ بالله من المجازفة في الكلام ومن الاعتداء في الدعاء ومن الدعاء بالإثم وقد قال الله تعالى {ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} (55) سورة الأعراف وروى الإمام أحمد في المسند بسنده عن عبدالله بن مغفل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (يكون قوم يعتدون في الدعاء والطهور) وهكذا رواه ابن ماجه بسنده وأخرجه أبو داود بسنده عن أبي نعامة واسمه قيس بن عباية الحنفي البصري وهو إسناد حسن لا بأس به والله أعلم.
وفي مسلم لا يزال يُستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم.
وهو ظلم لأخيه المسلم وفي الحديث الذي رواه مسلم وغيره: (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا) وفي الحديث الذي رواه البخاري وغيره: (من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرض أو شيء فليتحلله اليوم من قبل أن لا يكون دينار ولا درهم إن كان له عمل صالح أُخذ منه بقدر مظلمته فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه).
وفي مسلم وغيره قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أَتدرون من المفلس قالوا يا رسول الله المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع فقال: إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وزكاة وصيام وحج فيأتي وقد شتم هذا وأخذ مال هذا ونبش عن عرض هذا وضرب هذا وسفك دم هذا فيؤخذ لهذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار).
والحديث الذي أشار إليه الأستاذ العشماوي لفظه كالآتي:
روى البخاري في الصحيح بسنده أن أبا هريرة قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة وقمنا معه فقال أعرابي وهو في الصلاة اللهم ارحمني ومحمداً ولا ترحم معنا أحداً فلمَّا سلم النبي صلى الله عليه وسلم قال للأعرابي لقد حجَّرت واسعاً) - يريد رحمة الله - (كتاب الأدب باب رحمة الناس بالبهائم).
اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي وبصري ولساني ونفسي وشيطاني.
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
عبدالرحمن بن صالح الدغيشم