عبر رئيس أمانة مسجد التوحيد بلندن ورئيس جمعية القرآن والأمين العام لمجلس الشريعة الإسلامية ببريطانيا عضو المجلس الأوربي للإفتاء والبحوث الدكتور صهيب بن حسن عبدالغفار عن فخره واعتزازه بمشروع توسعة المسعى بالحرم المكي الشريف وزيادة مساحته الذي أمر به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - حتى تتيح لضيوف الرحمن السعي به بيسر وسهولة وأمان دون عناء.
وقال الدكتور صهيب عبدالغفار في تصريح له: إنه ليسرني ويثلج صدري أن صار لخادم الحرمين الشريفين شرف إنجاز هذا العمل الجليل الذي زاد عمارة الحرم المكي رونقاً وبهاءً وأدخل تيسيراً عظيماًًًً على الساعين والساعيات وجعل أكفهم تتضرع إلى الله عزوجل بالدعاء لهذا البطل الجليل من أبطال الإسلام الذي تبع أشقاءه الذين تولوا عرش المملكة قبله في خدمة الحرمين الشريفين بكل ماهو غالٍ وعزيز لديهم حتى أصبح الحَرمانِ من أروع المعالم الإسلامية التي لا يدانيها أي معلم آخر في العالم كله فليكن هذا العمل الجبار في ميزان حسناته الكبار والله يرعاه ويبارك في عمله ويبقيه ذخراً للإسلام والمسلمين.
وأضاف أنه لم يكن ليخطر على بال السيدة هاجرة وهي تسعى بين الصفا والمروة بحثاً عن الماء لطفلها الرضيع إسماعيل أن يصبح ممشاها طريقاً يتبع من قبل ملايين من البشر بعد ردهة من الزمن وتصبح هي أسوة يتأسى بها أبناء ملة إبراهيم على مر الدهور وكر العصور ولكن هكذا قدر الله أن تكون أسرة سيدنا إبراهيم الخليل التي ضمت هؤلاء العمالقة الثلاثة نبراساً تهتدي بهم الإنسانية في كل زمان إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
وأشار الدكتور صهيب إلى أنه كان له الحظ الأسمى من الطواف والسعي منذ أن وطئت قدماه أرض الحرمين قبل سبعة وأربعين عاماً وأنه أنشد العلم في الجامعة الإسلامية بطيبة المباركة، مرات وكرات وحده حيناً ومع الأهل والأولاد أحياناً، وقال: إنه كان له في هذين الركنين من ذكريات لا ينساها فإنها من تلادي وعزيزة لديَّ، وإن أول ما يخطر على المرء وهو قادم إلى الصفا في شهر رمضان أو في موسم الحج اندفاع الناس يميناً وشمالاً، ويشتد عليه الزحام عند الجبلين صعوداً ونزولاً إلى حد تكاد تختنق بها الأنفاس، ولم يكن المسعى آنذاك إلا عمارة من منزل واحد يظهر في أحد جانبيه جبل الصفا بكل صخراته ونتوءاته حتى أن المرء كان يحتاج إلى حذاء ليقي بها خدوشاً في قدميه، بل كانت أرض المسعى كلها كانت تدعو إلى لبسها تفادياً لأي أذى تصل إلى رجليه.
وأعاد الدكتور صهيب الذكرى إلى أن (منطقة المروة) كانت حينذاك تغص بالحلاقين يلوحون للناس بمقصاتهم كأنهم يريدون أن يتعجلوا الإحلال ولو لم يحن ميعاده، ومع مرور الزمن أضيف إلى مبنى المسعى طابق علوي سهل على الناس القيام بشعيرة السعي حيث توزعوا بالطابقين غير أن الازدياد في عدد الحجاج جعل الطابقين يشتكيان من ازدحام الناس وخاصة في أيام الحج بالذات.
وقال: إنه يتذكر وهو مع أهله قبل عدة سنوات يريد المسعى بعد طواف الإفاضة فضاقت عليه السبيل، حتى كاد يتعثر فهرول إلى الطابق العلوي لعلنا نتنفس الصعداء وإذا بنا ندخل المروة التي فتح خلفها الباب فيدخل منه الحجاج أكثر مما يخرجون منه ومنهم من يرمي بثقله على من هو أمامه ليتعجل بالخروج وإذا برجل يدوس رجل أهلي بكل ما أوتي من ثقل ثقيل، حيث أراد أن يجر أهله معه فأنقذ أهلاً وأذى أخرى فلا أدري أكسب ثواباً أم اكتسب وبالاً فإن الحادث كان أن ينقلب إلى جدال لولا أن أسرعت بأهلي إلى ناحية جمعت الداعين والمهللين.
وأضاف قائلاً: لقد دعوت الله أن يكشف عنا الكربة ويوسع على الناس رحبات المسعى ليتسنى لهم القيام بهذا الركن من دون كلفة وأذية وأنا واثق أن هناك آلافاً من الناس يدعون بدعائي هذا أيضاً وكم سررت واندهشت عندما طرق سمعي خبر لطيف بأن المسعى زيد فيه مسار آخر على جانبه كما زيدت عمارته طابقاً آخر غير الطابق العلوي الموجود سابقاً وأن العمل جارٍ فيه على قدم وساق ويرجى أن يكون المكان الجديد مفتوحاً لزوار البيت الحرام لحج هذا العام فاشتاقت نفسي إلى رؤية هذا الإنجاز الهائل وعسى أن يتيسر بحول الله وقوته.