الجزيرة- سعود الشيباني

كشفت مصادر مطلعة ل(الجزيرة) أن عدد الأشخاص المتورطين في قضايا تهريب وترويج المخدرات للمملكة خلال ال(15) شهراً الماضية بلغ عددهم أكثر من (49500) شخصا من عدة جنسيات مختلفة وكانت المديرية العامة لمكافحة المخدرات قد أعلنت أمس الأول عن أكبر عمليات ضبط خلال الفترة (1-1- 1428ه وحتى 29-3- 1429ه) حيث تم ضبط ستة وأربعين مليونا واثنان وستون ألفا ومائتين وخمس حبات وربع الحبة من حبوب الكبتاجون المدمرة لخلايا المخ وتسعة أطنان وثمانمائة وثلاثة وثلاثين كيلو وسبعمائة وثلاثة وأربعين غراما وثلاثمائة وتسعة عشر مليغرام من الحشيش المخدر وثمانية وأربعين كيلوغرام ومائة وأربعة غرامات وسبعة وتسعين ميلغرام من الهيروين المخدر النقي. كما ضبطت خلال الفترة ذاتها خمسة كيلوات ومائتين وثلاثة وثمانين غراما واثنان مليغرام من الكوكايين المخدر النقي.

كما كشفت ذاتها المصادر أن عدد القضايا التي باشرتها المديرية العامة لمكافحة المخدرات خلال الفترة نفسها (38500) قضية متنوعة سجلت حبوب الكبتاجون أعلى نسبة ترويج وتهريب للمملكة.

وكانت فرق مكافحة المخدرات قد ألقت القبض على عدة عصابات ترويج وتهريب للسموم بـ(15) مدينة بالمملكة وقد احتلت العاصمة الرياض أعلى نسبة قبض حيث سجلت عدد القضايا أكثر من (7600) قضية وعدد المتهمين (10000) متهما من عدة جنسيات، كذلك احتلت منطقة جازان المرتبة الثانية من بين المدن في تهريب وترويج المخدرات حيث قدر عدد القضايا بأكثر من (5900) قضية كما بلغ عدد المتهمين في هذه القضايا بأكثر من (5000) شخص. واحتلت محافظة جدة المرتبة الثالثة من بين مدن المملكة في ترويج المخدرات حيث بلغ عدد القضايا أكثر من (4860) قضية وعدد المتهمين (7140) متهما من عدة جنسيات وبعدة مواقع مختلفة. كما ضبطت المديرية العامة لمكافحة المخدرات عدد من الأسلحة النارية والذخيرة الحية حيث يلجأ عدد من تجار السموم لمقاومة رجال الأمن للإفلات من يد العدالة كما قدم عدد من منسوبي المكافحة أرواحهم الطاهرة فداء للوطن وأصيب آخرين بإصابات مختلفة منهم من تعرض الإعاقة إثر مقاومة تجار ومروجي المخدرات.

وعلمت (الجزيرة) من مصادر موثوقة أن مروجي ومهربي المخدرات الأجانب أكثر نسبة من السعوديين وخاصة في تهريب الهيروين والكوكايين.

كما كشفت مصادر موثوقة عن شفاء عدد من المدمنين بعد أن اخضعوا للعلاج والمتابعة من قبل ضباط المديرية العامة لمكافحة المخدرات.

الجدير بالذكر أن المديرية العامة لمكافحة المخدرات تحظى بدعم ومتابعة من قبل صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية وصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز نائب وزير الداخلية وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية.

من جهة أ خرى أكد استشاري الطب النفسي والمتخصص في علاج الإدمان الدكتور عبدالله الشرقي إن الكميات التي ضبطتها المديرية العامة لمكافحة المخدرات لو وصلت لعقول البشر لدمرت شعب بكامله لخطورة السموم وكثرتها. وقال الدكتور الشرقي في تصريح ل(الجزيرة) نحمد الله أن وفق المديرية العامة لمكافحة المخدرات على ضبط هذه الكميات الكبيرة من المواد المخدرة وبالتالي منع ما يمكن أن تؤدي إليه من تأثيرات سلبية على متعاطيها وتعتبر هذه المواد المضبوطة من أخطر المواد المخدرة وأشدها تأثيرا على الصحة فبالإضافة إلى أنها تؤدي إلى الإدمان بشكل مباشر فإن لها تأثيرات سلبية متعددة على الصحة الجسدية والنفسية لمتعاطيها حتى لو استخدمت على فترات متباعدة ومن أخطر هذه السلبيات تأثيرها المدمر لخلايا المخ والجهاز العصبي مما يؤدي إلى الإصابة بالقلق والتوتر والاكتئاب واضطراب النوم وضعف الذاكرة والتركيز والإصابة بالأعراض الذهانية ويقصد بذلك الإصابة بالهلاوس وظهور الشكوك والمعتقدات والأفكار الخاطئة لدى المدن والتي عادة ما يكون مقتنع بها قناعة تامة بالرغم من عدم واقعيتها ومنطقيتها وقد يتصرف على أساس هذه المعتقدات مما يجعله أكثر عرضة لارتكاب العنف والجرائم والعدوانية.

وكشف الاستشاري الشرقي في سياق حديثه لـ(الجزيرة) قائلاً: في السنوات الأخيرة أصبحت هذه الحالات أكثر انتشارا لدى مدمني المخدرات ويعود ذلك إلى سمية المواد المتعددة التي تحتويها هذه المخدرات، ويدل ضبط هذه الكميات الكبيرة من المخدرات على أن بلادنا أصبحت مستهدفة مما يحتم أهمية تظافر جهود الجميع لمحاربة هذه الآفة وأهمية دعم الجهات المسؤولة عن مكافحة المخدرات بالموارد المادية والقوى البشرية لتتمكن من أداء رسالتها على أكمل وجه، كما يجب علينا تكثيف الجهود الوقائية لحماية أبنائنا وبناتنا من هذا الخطر.