Al Jazirah NewsPaper Tuesday  15/04/2008 G Issue 12983
الثلاثاء 09 ربيع الثاني 1429   العدد  12983
دوافع العنف الأسرى

سعادة رئيس التحرير تحية طيبة وبعد

تابعت ما نشر في صحيفتكم الغراء من مقالات هادفة عن العنف الأسري الذي لا يزال منتشراً بين الأسر في كل زمان ومكان ما دامت الخلافات الأسرية قائمة بدون حلول وإن العنف الأسري ظاهرة اجتماعية وإن كان يبدو أقل حدة من غيره من أنواع العنف السائدة إلا أنه أكثر خطورة على الفرد والمجتمع، وتكمن خطورته في أنه ليس كأنواع العنف الأخرى ذات النتائج المباشرة على الأسرة والمجتمع فقط بل يؤدي على المدى البعيد، إلى ظهور خلل في القيم، واضطراب في العلاقات والسلوك والشخصية فتكون الشخصية مهتزةً نفسياً وعصبياً.

فالعنف العائلي يعتبر ظاهرة مقلقة للمجتمعات عامة، ويجب التعامل معها باعتبارها جزءاً من المجتمع، ويتعدى ضررها إلى المجتمع، وانتشرت ظاهرة العنف الأسري نتيجة للحياة العصرية، فالضغط النفسي والإحباط المتولد من طبيعة الحياة العصرية اليومية، تعد من المنابع الأولية والأساسية لمشكلة العنف الأسري فهي من ضرائب التنمية والتحضر ولها دوافع كثيرة مثل:

1- الدوافع الذاتية: وهي تلك الدوافع التي تنبع من ذات الإنسان، ونفسه، التي تقوده نحو العنف الأسري.

2- الدوافع الاجتماعية: وهي العادات والتقاليد التي اعتادها المجتمع التي تتطلب من الإنسان - حسب هذه التقاليد - قدراً من الرجولة من خلال العنف، والقوة، وذلك كي يبين مقدار رجولته، ولا يخفى على المسلم أن للعنف الأسري آثاراً منها:

1- على الفرد تسبب العنف في نشوء العقد النفسية التي قد تتطور وتتفاقم إلى حالات مرضية أو سلوكيات عدائية، واحتمال انتهاج هذا الشخص الذي عانى من العنف أن يسلك النهج ذاته.

2- أثر العنف على الأسرة: تتفكك الروابط الأسرية وتزول الثقة ويفقد الإحساس بالأمان وربما تصل إلى درجة ضياع الأسرة.

3- أثر العنف الأسري على المجتمع: نظراً لكون الأسرة نواة المجتمع فإن أي تهديد سيوجه نحوها - من خلال العنف الأسري - سيقود بالنهاية، إلى تهديد المجتمع عامة.

ولتجنب هذه المساوئ السيئة والسلبيات التي تسلب الراحة والطمأنينة والمحبة وتقضي على وشائج الترابط الأسري والاجتماعي ينبغي الوعظ والإرشاد الديني لحماية المجتمع من مشاكل العنف الأسري، إذ إن تعاليم الدين الإسلامي توضح أهمية التراحم والترابط الأسري، وتقديم استشارات نفسية واجتماعية وتربوية للأفراد والأسر عن طريق وسائل الإعلام المختلفة وذلك بمشاركة المختصين التربويين كي يحذروا الأسر والأفراد من مخاطر العنف الأسري ويقدموا الحلول الناجعة لمعالجة المشاكل الأسرية بأساليب تربوية شيقة يقتنع بها الكثير ويطبقونها في حياتهم.

عبدالعزيز السلامة - أوثال



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد