Al Jazirah NewsPaper Tuesday  15/04/2008 G Issue 12983
الثلاثاء 09 ربيع الثاني 1429   العدد  12983

فضاء
بيضة الديك!!
علي المفضي

 

من الطبيعي أن من كتب قصيدة رائعة مذهلة أن يكتب ما يوازيها أو يجاوزها روعة وإذهالاً؛ فالمبدع الحقيقي هو من يتطور ويتقدم ويأخذ متلقيه إلى حيث لا يتوقع؛ فالشاعر الذي تعلم ما يريد قوله شاعر متوقف لا نصيب له من الإبداع؛ فالشعر الحقيقي هو ما يفاجئ مبدعه ويكشف له عما بداخله من إبداع قبل قائه هو أن يتحول ألمه وفرحه وقناعاته إلى إبداع، لذا كان من غير اليسير أن يبرز من لديه القدرة على الاستمرار بنفس الدرجة من الإبداع.

وقد يكتب أحد الشعراء قصيدة ملفتة للانتباه يتناقلها الناس بينهم ويرددونها في مجالسهم وقد تطلب من صاحبها مئات المرات ويعاد نشرها في أكثر من مكان لأنها تستحق ذلك بجدارة، ولكن إلى متى ستستمر بهذا الوهج والألق الذي يبهج مبدعها ومتلقيها في آن معاً، وهذا هو المهم الذي لو لم يتنبه له المبدع لأصبح كما يقول المثل الشائع عمن قدم الجميل اليتيم إنه (بيضة ديك).

لكن ما الذي يجعل الشاعر يتوقف إبداعه أو يتراجع مقارنة بما قرأنا له ويصبح صاحب القصيدة اليتيمة، البعض يذهل بالنجاح الذي حققه ويفتن في نفسه ويتحول إلى واحد من جمهور نفسه يترك منصة الإبداع إلى مقاعد الحضور ليشاركهم الهتاف لإبداعه مع أن الواجب أن يكون إعجاب الناس دافعاً للمسؤولية والحرص وأن القصيدة الملفتة ليست سوى الاختبار الحقيقي الأول لمدى استطاعته مواصلة الطريق والتقدم إلى الأمام.

ومما يدعو إلى التراجع عدم الاستزادة من الإبداع قراءة وسماعاً؛ فالعقل الذي لا يزود بطاقة المعرفة والاطلاع لن يأتي صاحبه بما يختلف في تناوله عما سبق، وسيعيد نفسه ويكرر ما قاله سابقاً إلى أن يكتشف الجمهور ذلك ويتراجع عنه إلى من يستحق المتابعة والمتابع يلاحظ أن المتلقي تجاوز مرحلة التلقي السلبي وأصبح يدقق فيما يطرح، وقد يكون التراجع بزيادة الاطمئنان إلى أن من أعجب به لن يتركه ظناً منه أن الناس إذا اقتنعوا سيقبلون بما تيسر من الشعر.

وقفة لأحمد شوقي:

وما نيل المطالب بالتمني

ولكن تؤخذ الدنيا غلابا

وما استعصى على قوم منال

إذا الإقدام كان لهم ركابا

zliiigll@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد