Al Jazirah NewsPaper Thursday  17/04/2008 G Issue 12985
الخميس 11 ربيع الثاني 1429   العدد  12985
خبران مبهجان ومزعجان في آن واحد..!
د.حسن بن فهد الهويمل

خبران عارضان وسعتهما الصفحة الأخيرة من جريدة (الجزيرة) 9-4-1429هـ يتعلقان بأمن المواطن، قد يمر بهما القارئ دون تأمل، وهما في نظري من أهم الأخبار، وأقدرهما على تأكيد كفاءة رجل الأمن الذي مافتئنا نلقي باللائمة عليه:

أما أحدهما، فمن (عسير).. وأما الآخر فمن المديرية العامة لمكافحة المخدرات.

يقول الخبر الأول: إن شرطة عسير كشفت غموض أربع وخمسين قضية قتل وشروع في القتل وسلب ونهب، منها أربع وأربعون قضية مسجلة ضد مجهول، ومن بينها عشر قضايا قتل، ويرجع تاريخ بعضها إلى ما قبل سبع سنوات والعصابة التي اعترفت بهذا القدر من الجرائم المزعجة تتكون من تسعة أشخاص من جنسية يمنية.

وأما الآخر فيشير إلى تفكيك ثمان وثلاثين ألف عصابة تدار من قبل تسعة وأربعين ألف شخص يمارسون تهريب المخدرات وترويجها وذلك على مدى عام ونيف.

المبهج في الخبرين اكتشاف هذه الأوكار وقطع دابرها، ويقظة رجال الأمن وعدم يأسهم حتى ولو سجلت بعض الحوادث ضد مجهول وليس من السهل وضع اليد على قرابة خمسين ألف مجرم على مدى عام وثلاثة أشهر.

والمزعج في الخبرين تفشي الجريمة بهذا القدر في بلد آمن مطمئن يحكم شرع الله، ويدرؤ بالحسنة السيئة، ويعطي عطاء من لا يخشى الفقر وضلوع العنصر الأجنبي في تدمير الأمن والأنفس، وتقصير المواطن في معاضدة رجل الأمن.

إن بلداً كالمملكة تفد إليه العمالة بالملايين وتهوي إليه أفئدة المسلمين للحج والعمرة بالملايين، وتتوفر فيه الإمكانيات والسيولة النقدية سيظل مطمع الأنفس الضعيفة ومطمحها، وما لم يضع المواطن يده في يد رجل الأمن فإن اختراق حماه سيعود بالخسران المبين، ويكفي لاستبانة الفداحة متابعة ما يتسرب من أخبار مزعجة.

ومن يصدق أن عصابة أجنبية من تسعة أفراد تمارس الفساد في البلاد من سبع سنوات ثم لا يكون للمواطن أي دور في التحري والرصد لاكتشاف تلك العصابة، وكم في البلاد من عصابات لم تكتشف بعد.

ومن يصدق أن خمسين ألف مجرم من جنسيات مختلفة ينتشرون في البلاد ليروجوا السموم القاتلة، ثم لا يكون للمواطن دور فاعل لوضع يد رجل الأمن على طائفة منهم، وما خفي كان أعظم.

إن البلاد مستهدفة والغزو يأتيها من البر والبحر والجو وما لم يكن لدينا حسٌّ أمني أصبحنا لقمة سائغة لهذه العصابات الشريرة، ولم يبق والحالة تلك إلا أن يجرد الحسام من غمده، فليس له بعد أن يغمدا.

كلمة شكر وثناء لرجالنا البواسل ولكياننا الأمني بقيادة مهندس الأمن الأمير نايف بن عبدالعزيز ورجاله الأوفياء.

وكلمة استنهاض لكل مواطن ليكون عيناً متيقظة لحماية البلاد والعباد من ضعاف النفوس ومزيداً من الانتصارات والضربات الاستباقية.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5183 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد