شيء يجعلك تحتار وتضيع لديك المسميات، وتختلف عندك المفاهيم وتسأل نفسك هل ضاعت الهوية أم فقدت المصداقية.. فعندما يخرج عليك القائمون على إحدى المحطات الفضائية ويصدحون بأعلى أصواتهم بأن قناتهم قناة تراثية شعرية ويحددون هويتها بهذا الوضوح ما يجعلك تحفظها على جهاز القنوات كونها من القنوات التي لا تخدش الحياء ويمكن لأفراد الأسرة إن أحبوا أن يتفرجوا عليها دون خوف مما يبث عليها.. ولكن المفاجأة الكبيرة أن ترى وأنت تقلب المحطات واضعاً تلك المحطة لرؤية أو سماع بعض الكلام الجميل والشعر الراقي الذي يدعو لمكارم الأخلاق والشجاعة والمروءة والنخوة وعلى حين غفلة يتغير الأمر وإذ بأغنية بدل القصيدة، فتتغير الشخوص والكلمات، فبدل الكلام الجميل كلام مجموع وبدل الوجوه المحتشمة واللباس الرزين وجوه قبيحة ورقص وهرج ومرج وحضور نحيلة وموسيقا صاخبة (وطل الصبح ولك علوش) تصاب بالدهشة وتغرك عينيك، لست مصدقاً ما يبث على قناة اختطت لنفسها طريقاً وركبت طريقاً آخر، مثل هذه القنوات المتخلفة والمختلفة فيما تقول وتبث تجولنا مختلفين مع أنفسنا فأين الصدق والمصداقية وهل قنوات الشعر حولت إلى قنوات غنائية راقصة أم أن المفاهيم قد ضاعت وسادت أوساد مفهوم واحد هو الربحية وضياع الهوية وإلى صبح جديد نجد فيه هويتنا الحقيقية بدل هذا الضياع المخيف في هذا الفضاء والجديد.
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب 761 ثم أرسلها إلى الكود 82244
mmm2711@hotmail.com