Al Jazirah NewsPaper Saturday  19/04/2008 G Issue 12987
السبت 13 ربيع الثاني 1429   العدد  12987
بطولة بنكهة الهلال
محمد الدويش

كعادتهم يأبى نجوم الزعيم إلا أن يكون لكل بطولة يحققونها نكهتها الخاصة والمميزة، وهكذا هم نجوم الزعيم يبحثون عن البطولات عبر الطرق الصعبة لكي تتميز إنجازاتهم عن إنجازات الآخرين!.

في بداية الموسم تعثر الهلال آسيوياً بأخطاء لاعبيه وخليجياً بهدف (الغفلة) ولكنه عاد لينافس بقوة على كل البطولات المحلية الأربع.. فحقق بطولتين كبيرتين واكتفى بوصافة الثالثة (الأقل بين البطولات) بسبب ظروف الضغط وتداخل المسابقات التي أرهقت نجومه بدنياً ونفسياً.

** لم يعاني فريق كما عانى الفريق الأزرق هذا الموسم فمن ضغط المباريات إلى تداخل المسابقات عدا ظروف الإصابات والإيقافات المبررة وغير المبررة التي طالت نجومه ومدربه أكثر من مرة وفي أوقات الحسم الصعبة، ولكن نجوم الفريق استطاعوا تجاوز كل هذه الصعاب والعقبات وقادوه لتحقيق بطولتين ووصافة ثالثة والفرصة أمامهم لتحقيق الكأس الأغلى كأس خادم الحرمين الشريفين.

** في المباراة الحاسمة للقب الدوري قدم الفريقان شوطاً تكتيكياً متحفظاً دانت فيه السيطرة الميدانية للاتحاد لكن دون خطورة تذكر على مرمى الهلال.. فيما جاء الشوط الثاني مثيراً من الفريقين أشعل فتيله هدف القناص الهلالي المبكر، وكان من الطبيعي أن يهاجم الاتحاد بعد تأخره وحاجته للتعادل على أقل تقدير، ولكن الهلاليين نجحوا في الحفاظ على تقدمهم الذي ضمن لهم فوزاً مستحقاً ولقباً توج جهدهم وعطاءهم لموسم طويل وشاق.

** يتحدث البعض عن صدارة الاتحاد للدوري من أسبوعه الثالث ولكنهم يتجاهلون كونها صدارة فرضتها ظروف تقديم لبعض مباريات العميد مقابل تأجيل لبعض مباريات الزعيم -التي لم تستكمل إلا في الأسبوع ما قبل الأخير-، حيث كان الهلال وسط ظروف التأجيل والتقديم يسير وفق خط موازٍ للاتحاد وشكل بملاحقته المستمرة وتقليصه للفارق النقطي ضغطاً نفسياً على لاعبي الاتحاد.

** ويتحدث آخرون عن آلية حسم الدوري ويذهب بعضهم للقول صراحة: إنها وضعت لخدمة الهلال وكأنها لم تعلن إلا يوم مباراة الفريقين الأخيرة ويتجاهل أو (يجهل) هؤلاء أنها أقرت في اجتماع اتحاد الكرة في بداية شهر جمادى الآخر من العام الماضي، وأبلغت للأندية قبل انطلاق المسابقة ونشرت في الصحف، وهي بلا شك آلية أكثر عدلاً وإنصافاً من آلية فارق الأهداف.

** طاقم لقاء الهلال والاتحاد الإيطالي بقيادة الحكم ماتيو تريفو لوني وفق بدرجة كبيرة في قيادة المباراة رغم بعض الهفوات المتمثلة في تساهله مع بعض الألعاب الخشنة إلا أنه يعتبر أفضل طاقم تحكيم أجنبي قاد مباراة محلية.

** أعترف بأني من الذين رأوا اعتزال الدعيع اعتقاداً بأنه لم يعد قادراً على تقديم مستوياته التي عرف بها، ولكنه أكد للجميع بأنه معدن نفيس كلما تقادم ازداد لمعاناً.. الدعيع عاد هذا الموسم ليقدم مستوياته التي تميز بها وأسهم بدرجة كبيرة في قيادة فريقه لبطولتين كبيرتين.

** ياسر القحطاني نجم حسم بمواصفات خاصة، في المباراة الأخيرة لعب تحت ضغط نفسي رهيب لشعوره بأنه أصبح اللاعب الذي تعلق عليه الجماهير الهلالية أمالاً كبيرة لقيادة الفريق لمنصات التتويج بعد اعتزال سامي الجابر، القناص كان في محل ثقة وآمال الجماهير فحسم المباراة واللقب الأغلى بهدف صعب لا يسجله سوى لاعب بإمكانات الكاسر، وكان قبل شهر قد حسم لقب بطولة كأس سمو ولي العهد.

باختصار

** سقطة كبيرة للإعلامي المخضرم الذي ظهر عبر القناة الفضائية المتخصصة عندما وصف الفوز الهلالي بالحظ، بل وأكد على أنه لا يختلف مع رؤيته اثنان، وزاد على ذلك أن وصف آلية حسم اللقب بالظالمة وغير المنصفة!.

حقيقة لا أدري عن أي حظ يتحدث، كل المحللين اتفقوا على أحقية الهلال بالفوز لأنه لعب من أجله، صحيح أن الاتحاد لعب وتهيأت له عدد من الفرص، ولكنها فرصاً انتهت خطورتها أمام تنظيم وصلابة الدفاع الهلالي ومن خلفهم العملاق محمد الدعيع، ولا أعتقد أن الكرات التي تصدى لها الدعيع وتألق في منعها من دخول المرمى تقلل من أحقية الهلال بالفوز وتنسبه للحظ، لأن الدعيع واحد من أحد عشر لاعباً يمثلون الفريق، والفريق الأزرق وفق إجماع المحليين، حيث لعب بالأسلوب الأمثل الذي يكفل له النتيجة المطلوبة وهو ما تحقق في النهاية.

أما حديثه عن آلية الحسم فقد كشفت عن جهله وهو الإعلامي بالأنظمة والمستجدات، وإلا لماذا لم يتحدث عن وجهة نظره هذه عندما أعلن اتحاد الكرة عن تطبيق هذه الآلية قبل انطلاق المسابقة. المؤسف أن البعض يحرص على الظهور الإعلامي حتى ولو كان الحديث عن أمور يجهلها.

** شعبية الهلال الكبيرة لم تكن بحاجة لشركة متخصصة في علم الإحصاء لتأكيد تفوقها، ففصول المدارس ومحلات الملابس الرياضية وشركات الإعلان ومدرجات الملاعب، نماذج تشهد لتفوق الشعبية الهلالية وبفارق كبير عن أقرب منافسيه.

السؤال: أين سيكون موقع بعض الأندية وبعض النجوم لو شملت العينة من تقل أعمارهم عن 12 سنة؟

** لجنة الانضباط عاقبت كيتا الاتحاد بالإيقاف لمباراتين ستكونان لفريقه أمام الاتفاق.. العقوبة لمباراتين فقط يبدو أنها بسبب ركله للوحة الإعلان!.. أما اعتداؤه على مدلك الهلال فعقوبته طالت المعتدى عليه لأنه برأي لجنة الانضباط تجاوز التعليمات ووقف في المكان غير المخصص له!. السؤال ماذا عن الآخرين الذين تجاوزوا التعليمات وهم كثر في مباراة الهلال والاتحاد الأخيرة، وهل مباراتين كافية لفعلة كيتا ولا سيما وأن اللجنة تجاوزت عن خطأه مع عبيلي الشباب قبل لقاء الهلال؟!

** لن نشاهد حشر المباريات في يوم واحد كما حدث في المسابقات الماضية، لأن بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين خارج سيطرة القناة الحصرية!.



Mohd2100@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد