نشر على موقع العربية قبل أيام تقريراً طريفاً لكنه في عمقه مأساة اجتماعية يتركز في وجود حي راقي بشمال الرياض تقطنه 11 مطلقة يعشن بمفردهن في فلل فارهة متناثرة أطلق عليه سكان الأحياء المجاورة حي المطلقات.

والمطلقات في مجتمعنا لهن حكاية لا تنتهي فصولها من المآسي والتشرد والازدراء .

ما أقصده في هذا المقال ليس نقل معاناتهن أو تعرضهن للظلم والافتراء ولا لبحث أسباب انتشار حالات الطلاق وتفشيه في مجتمع محافظ يؤمن بحقوق المرأة ويوصي باحترامها.

ما أثار دهشتي هي ردود الأفعال والتعليقات التي قرأتها على موقع العربية تحت الخبر مباشرة كان معظمها يوحي بصور الازدراء والعطف المشوب بإذلال.

قريب الثمانين تعليقاً تناولت الخبر معظمها تناولته بشيء من السخرية وذلك بأخذهن مسياراً بعرض أرقام وإيميلات أصحابها هكذا هو مجتمعنا لا يرحم المرأة بمفردها فضلاً عن كونها مطلقة وتسكن حياً سمي عليهن.

أعتقد أن على هيئة حقوق الإنسان والشؤون الاجتماعية أن تلتفت لهذا الحي بصورة عاجلة لتقف عن كثب على حجم المعاناة لهؤلاء المطلقات اللاتي اخترن ظل الحيطة ولا ظل الراجل على عكس المثل المصري الشهير.

إنني أدعو من هنا إلى تظافر جهود علماء الدين والجهات الحكومية الأخرى لسن أنظمة وقوانين تحفظ للمطلقة وأبنائها حقوقها الاجتماعية والنفسية قبل المادية وتوسيع دائرة الإنفاق عليهن بعيداً عن وسائل الرحمة والاستعطاف لأحوالهن أو استغلال الحاجة للمال وذلك بابتزازهن بزواج المسيار الذي تعدت فيه العروض المعلنة على الخبر (66) تعليقاً.