Al Jazirah NewsPaper Thursday  24/04/2008 G Issue 12992
الخميس 18 ربيع الثاني 1429   العدد  12992
رسالة الظواهري ولجنة المصالحة .. التطوُّر الخطير
مها بنت حليم

قبل أشهر، طالعتنا الأخبار من تمكُّن قوات الأمن السعودي من القبض على منسوبين للقاعدة، يروِّجون لرسالة صوتية من الرجل الثاني في القاعدة أيمن الظواهري، بغرض الحصول على مساعدات مادية. ورغم أنّ هذا الحدث الإرهابي أو الأسلوب جديد، إلاّ أنّه لا يخرج عن أسلوب القاعدة ومبدأ نشأتها الأولى، الذي يعتمد على السترُّب من خلال عقول البسطاء، واستغفال العقول والمرور من خلال صغار السن عدم مكتملي النّضج الفكري .. فمنذ البدء والقاعدة تتغلغل من خلال تشويه الغطاء الدِّيني وليْ أعناق النصوص الدينية السمحة، مستغلّة بذلك طبقتين من الشباب الذين إمّا يعانون من الغلو أو يعانون من الضحالة الدينية وبالذات في مجال الفقه السياسي، ولعلّ هذا السبب لم يفت على وزارة الداخلية السعودية التي قامت بتأسيس لجنة للمصالحة، وهي فكرة مبتكرة ونادرة تستحق الإشادة والفخر، لما تحمله من معانٍ سامية، وإحساس مذهل بالمسؤولية تجاه أمن المجتمع الفكري، وكم أتمنى أن يسلّط الضوء على كافة الأصعدة على مجهودات لجنة المصالحة وأجندة أعمالها، هي حل حضاري ومتطوّر جداً، يجب أن تلتف جميع أطياف المجتمع حوله .. مراجعات لجنة المصالحة مع المغرّر بهم من ضحايا الفكر القاعدي، مجهود يثبت قدرة ونجاح وزارة الداخلية في حماية أمن المجتمع من أساليب التخريب والإرهاب التي يمارسها الأعداء بضراوة ضد مجتمعنا وثرواتنا الدينية والدنيوية، وكم أتمنى أن نجد لجنة المصالحة وقد أصبحت تحظى بالدعم الأهم من قِبل كافة الجهات الحكومية وغير الحكومية، فقد حققت نجاحاً منقطع النظير قياساً بعمر تأسيسها، وقطعت الخط على القاعدة في كثير من مخطّطاتها الإرهابية، فعندما تحاول القاعدة تسريب تلك الرسالة الصوتية للظواهري، فهي تحاول أن تستفيد - بالإضافة إلى الاستفادة المادية - من خلال زرع أكبر كمية من الإرجاف وزعزعة الأمن واستغلال السذّج الذين قد تورِّطهم القاعدة دون دراية منهم، بأنّ تداول تلك الرسالة هو جريمة بحق الدين والوطن، فكان قرار وزارة الداخلية بمنح مهلة لكلِّ مواطن اطلع على فحوى الرسالة بأن يبرئ ذمّته تجاه وطنه ودينه، هذه المهلة قطعت على القاعدة طريق استغلال السذّج، وفرصة إنسانية لمن التبس عليه الأمر بمراجعة ضميره للعودة إلى طريق الصواب .. تؤكد هذه المهلة أنّ وزارة الداخلية من خلال لجنة المصالحة، ومن خلال تفكير قيادات وزارة الداخلية أنّهم حاضرون كل الحضور، ومستعدون كل الاستعداد لحماية أمن الوطن من ألاعيب ودسائس القاعدة لزعزعة الصفوف، وهي خطوة موفّقة تُحسب لوزارة الداخلية التي أصبحت بفضل الله ثم بفضل رجل الأمن الأول صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز ومجهودات رجل الأمن المتحضر محمد بن نايف، تؤكد يوماً بعد يوم قدرتها الفائقة على القضاء على كلِّ ما من شأنه إفساد أمن الوطن، كما تؤكد رسالة الظواهري الصوتية أنّ القاعدة بدأت تفقد اتزانها وقوّتها، وأصبحت ضعيفة أمام تضييق الخناق عليها إلى الدرجة التي أجبرتها على امتهان التسوُّل من خلال الرسائل الصوتية. ومع مجهودات لجنة المصالحة وتعامل وزارة الداخلية مع أساليب الإرهاب الجديدة، أصبحت القاعدة غير قادرة على التوغُّل الفكري بين أوساط المجتمع السعودي، وما اختيار القاعدة لتسريب رسالة صوتية بصوت الظواهري نفسه، إلاّ دلالة أكيدة على أنّ القاعدة لا تجد قبولاً ولا تعاطفاً بين أفراد مجتمعنا ولله الحمد .. إنّها وسيلة هزيلة دلّت على أنّ الفكر القاعدي آخذٌ في الانهيار على رؤوس أصحابه الذين أصبحوا يتخبّطون في محاولة منهم للخروج من المأزق الذي وضعوا أنفسهم فيه. ومع تحصين الشباب وبالذات صغار السن من قِبل رجالات لجنة المصالحة وتراجع الكثيرين من المغرّر بهم، لن تجد القاعدة وسيلة أخرى لاستغلال المزيد من الأتباع.



mahabnt7lem@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد