Al Jazirah NewsPaper Thursday  24/04/2008 G Issue 12992
الخميس 18 ربيع الثاني 1429   العدد  12992

أماه
لطيفة سعد الحبيل-الدوادمي

 

هممت لعزف مشاعري على قيثارة أيامي التي عشتها مع أغلى ثروة يمتلكها بشر، فعجز قلبي عن ترجمة نبضاته وسار قلمي لترجمة ما عجز عنه قلبي.. فها أنا اليوم ترافقني الأحزان لفقداني أثمن كنز.. وغياب إشعاع سراج عن محياي.

فهذه خسارة لا تعدلها خسارة، ومصيبة لا تضاهيها مصيبة.. اليوم افتقد تلك الكلمة العظيمة المشعة التي تتدفق بها الألسن والأفواه.. وتغمر القلوب بالعطف والحنان والدفء.. فيعيش الإنسان كأمير محاط بالعناية والرعاية.

اليوم أفتقد الإشعاع العجيب الذي كان يملأ الأركان بالأمان.. فها هي عجلة الحياة تسير.. لا طعم للحياة ولا مذاق. أخالط عالماً آخر مختلفاً عن عالم العطف الذي كنت أسكنه.. لا أجد من يمسح دمعتي.. أو من يمسك بيدي ليرشدني إلى الطريق الصحيح.. فأمي لا يمكن لأي مخلوق أن يعوضني عنها مهما فعل من المعجزات.. فيرحمك الله يا سراجي المنطفئ، والذي لا زلت أستنير بإشعاعه.. فلك بمشيئة الله تعالى جنان عرضها السموات والأرض.

حزينة والدموع اللي مطرها وابل وهتان

تجاوب صرختي الثكلى وتشهد عمق مآساتي

ولا يشعر بهمي كود من عاش العذاب ألوان

فقط إنسان بآهاته عرف وش عمق آهاتي

يا أطهر قلب يا يمه يا روح الروح والوجدان

رحلتي واحتسبت الحزن وغبوني وعبراتي

أناظر غرفتك وأسمع سؤال الرف والجدران

وسجادتك تسألني عليك بكل الأوقاتي

وصوت الليل في أذني رياح تحرك البيبان

ووحشة ليلي الحالك وزفراتي وصرخاتي

تنادي من زوايا غرفتك وينه أعز إنسان؟

وتقطع روحي الحسرة وأنا في غبط ويلاتي

وبدون شعور وين أبوي ووينه عزوتي سلطان؟

ويرجع لي صدى صوتي ولا به من إجاباتي

وحيدة والعمر يرحل على سكة سفر وأحزان

وذاتي يشتكي حزني وحزني رافقه ذاتي

بدونك والله يا يمه حياتي كلها حرمان

كئيبة حايرة ضاعت بعد فرقاك كل بسماتي

عسى مسكنك الجنة ولك من ربي الغفران

طلبتك يا بديع الخلق تقبل كل دعواتي


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد