Al Jazirah NewsPaper Friday  25/04/2008 G Issue 12993
الجمعة 19 ربيع الثاني 1429   العدد  12993
سكانها يثقون في مستوى المنظومة وراضون عن الخدمات.. دراسة :
67 مليون ميجاوات من الكهرباء استهلكتها الرياض العام الماضي

«الجزيرة» - بندر الايداء

كشفت دراسة أنّ حجم الطاقة الكهربائية المولّدة من محطات الكهرباء بمدينة الرياض والمستوردة من المنطقة الشرقية ومحطات التحلية، بلغت حوالي 67 مليون ميجاوات ساعة في عام 1428 بمعدل ارتفاع سنوي بلغ 10% من أصل 560 ألف ميجاوات ساعة عام 1378.

وقالت الدراسة التي قامت بها جامعة الملك سعود لرصد تطور خدمات الكهرباء في منطقة الرياض على مدى الخمسين عاماً الماضية، أنّ عدد المشتركين (بمنطقة أعمال الوسطى) نما من 3456 مشتركاً حتى بلغ 1603114 مشتركاً في نهاية العام الماضي، كما ارتفعت كميات الطاقة الكهربائية المباعة (المستهلكة) خلال الخمسين عاماً الماضية من 410 ألف ميجاوات ساعة لتصل إلى 43 مليون ميجاوات ساعة.

وفيما يخص السعودة أبانت الدراسة أنّ شركة الكهرباء قامت بخطوات جيدة في هذا المجال، فقد بلغت نسبة العاملين السعوديين في (فرع الوسطى) حوالي 85 % ويتضح من أهم المؤشرات في هذا المجال ارتفاع متوسط إنتاجية العامل من الطاقة المنتجة من 223 كيلوات ساعة في عام 1378 هـ إلى 3924 كيلوات ساعة في عام 1428 هـ.

خطوط النقل

وأكد الدكتورعبد الله الشعلان معد الدراسة، أنّ متوسط الاستهلاك السنوي للفرد تدرّج ابتداءً من مستوى متواضع في بداية الفترة ويقدّر بحوالي 4 ميجاوات ساعة حتى وصل إلى حوالي 48 ميجاوات ساعة في الوقت الحالي، كما تطورت خطوط النقل وشبكات التوزيع في فرع الشركة السعودية للكهرباء بمنطقة الرياض، ونمت نمواً سريعاً خلال خطط التنمية المتتالية، حيث تم استخدام الجهد العالي 380 و132 كيلوفولت لنقل القدرات الضخمة عبر مسافات طويلة من محطات التوليد إلى محطات التحويل الفرعية داخل المدينة ومنها إلى مراكز الأحمال (المناطق السكنية والتجارية والصناعية والأجهزة الحكومية)، وبلغت أطوال هذه الخطوط نهاية العام الماضي حوالي 85 كم من الخطوط الهوائية ذات الجهد 380 كيلو فولت وحوالي 66 كم من الخطوط الهوائية ذات الجهد 321 كيلوفولت. كما بلغت أطوال شبكات التوزيع ذات الجهد 69 كيلوفلوت حوالي 65 كم وأطوال الشبكات ذات الجهد 13.8 كيلوفولت حوالي 66 كم.

ووفقاً للدراسة فإنّ قدرات التوليد الفعلية تضاعفت من 5 ميجاوات عام ؟؟؟ حتى بلغت 8635 ميجاوات عام ؟؟؟ ويمثل ذلك نمواً سنوياً بمعدل 12.88%، كما أنّ مدينة الرياض تستفيد من خط الربط ذي الجهد العالي (380 كيلو فولت) والذي يحمل حوالي 1200 ميجاوات كحد أدنى (ويصل إلى حوالي 3200 ميجاوات وقت الطلب الذروي) من المحطات البخارية بالمنطقة الشرقية، مما يوفر قدرات إضافية لمدينة الرياض لمجابهة التوسع العمراني والسكاني بها، وضخ قدرات كهربائية إلى بعض المناطق الأخرى كالخرج ووادي الدواسر والوشم وسدير والقصيم والدوادمي، كما أنها تستفيد من بعض القدرات التي توفرها بعض محطات التحلية بالمنطقة الشرقية والتي لها إنتاج ثانوي من الكهرباء بما مجموعه 2727 ميجاوات.

وقال الشعلان إن الخدمات الكهربائية بمنطقة الرياض بلغت مرحلة متقدمة من التطور والتكامل في محطات التوليد وخطوط النقل وشبكات التوزيع، لذا فإن استخدام تلك الخطوط والشبكات للربط بين محطات التوليد وبين مراكز الأحمال يعطي مردوداً اقتصادياً وفنياً عالياً كتحسين مستويات الموثوقية (وهي مقدرة النظام الكهربائي على مجابهة الأحمال القائمة بقدرة كافية ودون انقطاعات في الخدمة عند حدوث أعطال في بعض المولدات يستدعي خروجها من الخدمة). وتقليص هامش الاحتياطي المطلوب توافره لتأمين استمرارية الخدمة دونما تذبذب أو تدنٍ أو انقطاع، وهذا بلا شك يقلص من التكاليف الرأسمالية (شراء الأجهزة والمعدات) والتشغيلية (تكاليف الوقود والصيانة وقطع الغيار)، بالإضافة إلى ضمان تدفق الطاقة بين المناطق المترابطة، حيث يتم نقل القدرات فيما بين الأنظمة الكهربائية في الحالات الطارئة، وعندما تستدعي الحاجة الملحة لذلك.

تسع محطات توليد

وأشار الشعلان إلى أنه ونظراً لاتساع رقعة مدينة الرياض وتنامي عدد السكان بها خلال الخمسين عاماً الماضية وتطور الحركة العمرانية في مختلف أرجائها وأمام الطلب المتزايد على الطاقة الكهربائية، نتيجة لذلك فقد تم إنشاء تسع محطات توليد والتوسع في قدراتها وتعزيز شبكاتها، كذلك تأسيس محطات تحويل رئيسية وفرعية حتى بلغ عددها خمس محطات فرعية رئيسية وسبع أخرى فرعية. ولعل من أبرز الإنجازات في مجال إمداد الطاقة الكهربائية لمدينة الرياض هو إنشاء المحطة التاسعة في رماح والتي تعمل على تقنية جديدة ومتقدمة تعرف بتقنية (الدورة المركبة) (أي تجمع بين خصائص المحطات الغازية والبخارية معاً) وتنتج ما مجموعه 1200 ميجاوات وتبلغ تكلفتها حوالي 4 مليارات ريال.

وأضاف: أبانت الدراسات التي أجريت في جامعة الملك سعود لتقويم أداء شركة الكهرباء بمدينة الرياض، ثقة المشتركين في مستوى موثوقية المنظومة الكهربائية ومتانتها ورضاهم عن الخدمات الكهربائية المقدمة، وقد كان ذلك انعكاساً للجهود الكبيرة التي بذلت من قِبل الشركة السعودية للكهرباء (فرع المنطقة الوسطى) بغية تطوير هذا الفرع الذي يُعَد الآن من أهم مكونات شركة الكهرباء، ومن ثم العمل حثيثاً على تنميته وتطويره والرفع من كفاءته وتحسين خدماته.

وقال من المعروف لدى المتخصصين في تخطيط أنظمة القدرة الكهربائية أن الخطوة الأولى والمهمة التي تسبق عادة إنشاء المحطات الكهربائية أو إضافة لقدراتها أو تعزيزاً لخطوط النقل وتطويراً لشبكات التوزيع هي - في الواقع - عملية تقدير الأحمال الكهربائية وكيفية نموها وتطورها في المستقبل، لذا فقد تم تأسيس إدارة متخصصة في هذا المجال أخذت على عاتقها تقدير الأحمال الكهربائية المستقبلية بشكل دقيق وسليم أمكن على ضوئه تحديد نوعية وحجم المولدات وتعزيز الشبكات وتحديد قدراتها ومساراتها في الوقت المناسب.

تسوية الديون

ونوّه الشعلان بالدور الفعال للتوجُّه نحو تسوية القضايا والديون المالية المعلقة واستيفاء رسوم الاستهلاك من كافة المستهلكين، الأمر الذي ساعد في عملية التوازن بين الإيرادات والمصروفات التشغيلية للشركة والمحافظة على هذا التوازن، وقد أتاح لها هذا التوجه مناخاً صحياً أفضل يمكن أن تعتمد فيه على نفسها وعلى قدراتها الذاتية، وبالتالي تكون شركة ربحية تجتذب إليها المستثمرين والممولين، وتكون قابلة للتخصيص مستقبلاً.

كما تم استخدام أساليب حديثة وبرمجيات متقدمة لاستراتيجيات التشغيل الاقتصادي والتحميل الأمثل لوحدات التوليد في محطات الكهرباء بمدينة الرياض، مما ساعد في إطالة عمرها التشغيلي وتوفير تكاليف الوقود والصيانة.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد