مرحلة الشباب في حياة الإنسان مرحلة حساسة وحاسمة تتبلور فيها شخصيته وتتحدد أهدافه وخياراته في الحياة، وهذا يستلزم الاهتمام بهذه المرحلة وإعطاءها قيمة اعتبارية من خلال توفير أساسيات يحقق الشاب فيها ذاته لتتوافر له أنسب الظروف لبناء حياته والمساهمة في خدمة وتنمية مجتمعه ووطنه. وشباب اليوم في حاجة إلى التوجيه السديد من خلال التربية والتعليم وكسب المعرفة؛ كي يسهم في خدمة وطنه، كما يحتاج إلى توفير متطلبات أساسية لا غنى عنها من خلال الحصول على وظيفة بعد التخرج، وتأمين مسكن لعائلته ليتحقق له بذلك الاستقرار.

والمتأمل في التركيبة السكانية للمملكة يجد أن فئة الشباب تمثل أكثر من 60% فيه، وهذه النسبة تتطلب توفير عدد كبير من الوحدات السكنية، فالدراسات تشير إلى أن عدد سكان المملكة من المواطنين سيصل في عام 2020م، إلى 30 مليون نسمة، وتضاعف عدد السكان خلال هذه الفترة يعني أننا بحاجة إلى 4.5 مليون وحدة سكنية للشباب خلال الاثني عشر عاماً المقبلة، وذلك يجعلنا نقف عند نقطة مهمة لضرورة تأمين المسكن لفئة الشباب؛ نظراً إلى أن المشكلة السكنية الحالية التي نعاني منها هي نتاج عدم مقدرة الكثير من المواطنين على تأمين وتوفير المسكن في مرحلة الشباب؛ ما يؤدى إلى زيادة الأعباء والأحمال المعيشية في ظل المتطلبات الحياتية الأخرى وهدر الكثير من ?الأموال في دفع الإيجارات حتى يبلغ الإنسان من العمر عتياً وهو لا يستطيع تأمين المسكن، وقد تدركه الوفاة وهو ينتظر قرض صندوق التنمية العقاري، إضافة إلى المشاكل السلبية الأخرى التي أفرزتها قضية المسكن وامتداد آثارها اجتماعياً كتأخر زواج الكثير من الشباب، وزيادة حالات العنوسة في المجتمع وخلافها.

وننتهز الفرصة لنقدم هذا المقترح الذي يقضي بوجود مشروع حكومي يقوم على توجيه الدعم نحو الإسكان الموجه لفئة الشباب من خلال تمويل بناء وحدات سكنية، حيث تتراوح مساحة الوحدة السكنية منها ما بين 200 و250م2؛ وذلك لتوفير أكبر عدد ممكن من الوحدات السكنية، وقد يكون هذا التمويل عبر منح الشباب قرضاً على جزءين، أحدهما قرض تعاوني دون فائدة يسدد خلال فترة تمتد من 15 إلى 20 سنة، والجزء الآخر عبارة عن قرض تكميلي بفائدة بسيطة، وبقسط لا يتعدى ثلث الراتب؛ الأمر الذي من شأنه الإسهام في تحقيق حلم امتلاك المسكن والاستقرار لآلاف الشباب والأسر السعودية.