Al Jazirah NewsPaper Wednesday  30/04/2008 G Issue 12998
الاربعاء 24 ربيع الثاني 1429   العدد  12998
الشعر والشعراء..
محمد الدبيسي

في بداية العهد الأموي.. ظهرت أحزاب سياسية يراودها حلم السلطة.. وتخاتل الطموح بالمنصب؛ فكان النزاع والشقاق.. بين الأمويين والهاشميين والزبيريين والشيعة والخوارج..!

** وكان لكل حزب شعراؤه.. الذين ينافحون عن حقه المزعوم.. ويرغِّبون الرعية بمشروعيته..

كان (الشعر) مركباً ذلولاً.. ووسيلة دعائية وإعلامية..

تستميل الناس.. وتستدعي اهتمامهم..

يستخدمه كل فريق ويسخره لأغراضه ومراميه..

** كانت (منطقة الفراغ) ما بين المصلحة والقيمة والواقع والطموح.. (شاسعة).. بحيث تستوعب كل ما يمكن أن يؤثث ذلك الفراغ.. ويملؤه بالأصوات..

** ..(ذاتها) المساحة تتكون من جديد بكينونة أخرى..

بقدر ضحالتها.. تكمن خطورتها واستثمارها من قبل طلاب المال.. وتجار القيم.. وصناع المتاهة في عالم اليوم..

كينونة الفضاء الكوني الشاسع.. وسدى الأمكنة المطلقة.. هي مشهد صراع جديد.. ليس على الزعامة..

ولكن على (كعكة الأكثر مشاهدة).. والأعلى قبولاً وجاذبية وجماهيرية.. (أحزاب هم) كذلك.. متناكفون....

وإن كان على (الأوهى).. فكرة واحدة تحكم الجميع..

وسعار مفرط للكسب والاستحواذ..

** من مسابقات ثقافية تغري بالملايين.. إلى برامج مستنسخة من فضائيات عالمية أمريكية وأوربية تُهجَّن بغباء فارط.. يملئ محتواها بالعربي..

يكتسح بها (عرابوها) أدمغة خام.. وأخرى صدئة..

وثالثة بين بين.. وذوائق وأذهان جاهزة لقبول كل شيء.....

** وهنا كان للشعر طقسه الفريد..

(الشعر) ليس بوصفه شعراً.. وليس كما صاغته العبقرية الإنسانية.. وليس كما كان تعبيراً جمالياً عن الذات والإنسان.. أو العالم والأشياء.. وليس كما اعتباره الأسمى: هواجس أومواقف أو هزائم وتأملات وأحلام..!

** ولكن بوصفه (شعاراً) تتقاسمه رغبات انتهازية.. ممعنة في التسطيح والمجانية.. بوصفه مشاعاً معنوياً.. يمكن توظيفه في سياقات (غير إنسانية وغير محترمة) .. فمن شاعر المليون.. إلى مليون شاعر.. وكلهم في حرم الشعر أبطال..!

** ..حتى إذا ما استوى وجوده (شَرَكاً) يستر الهزائم..

ويمني بانتصار ضئيل في موازين القيمة؛ حرّك شهوة الضالعين بالانتهازية.. فالسباق محموم.. والناس أفرغ من فؤاد حزَّته الحسرة.. وتشرب بالهوان.. حتى خف من كل اعتبار.....!

وامتص (الفضائيون) رواءه.. ليستيقظ جهابذة آخرون..

يؤملون من تبقى.. بما تبقى.. ويعلنون فتح (كوة أخرى) في اهتراءات كيانه.. وينادي (مناديهم) هلموا إلى السباق..

من فيكم (شاعر الإسلام)..؟ ليستأنف الراكضون زحفهم نحو (دنية) الانتصار........



md1413@hotmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5215 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد