Al Jazirah NewsPaper Wednesday  30/04/2008 G Issue 12998
الاربعاء 24 ربيع الثاني 1429   العدد  12998
البوارح
جائزة خادم الحرمين العالمية للترجمة
د. دلال بنت مخلد الحربي

تعد الترجمة من روافد المعرفة الإنسانية على مر العصور، اهتمت بها الشعوب المتحضرة منذ العصور القديمة واستفادت من معطياتها في مراحل تقدمها ونموها.

والمعروف أن المسلمين اهتموا بها اهتماماً كبيراً منذ القرن الهجري الأول أي في عهد الدولة الأموية إذ ترجمت في ذلك العصر مجموعات من الأعمال الأدبية والعلمية، ثم كان التوسع في الترجمات في العصر العباسي وعلى وجه الخصوص في عهد الرشيد والمأمون حيث نقلت كثير من المعارف من الملفات الهندية والسريانية واليونانية إلى اللغة العربية.

والمؤسف أن الترجمة إلى العربية في العصر الحديث على درجة كبيرة من الهزال في كل التخصصات العلمية والإنسانية، فما ينقل إلى العربية هو كم بسيط جداً في مقابل ما ينشر من أعمال مهمة في اللغات العالمية المؤثرة مثل الإنجليزية والفرنسية والألمانية والروسية واليابانية والصينية ومن هنا فإن جائزة خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمية للترجمة جاءت لمعالجة هذا الوضع إذ المتوقع أن تسهم في تنشيط الترجمة إلى العربية في المجالات العلمية والأدبية المختلفة ومن ثم تستقبل المكتبة العربية مؤلفات ذات قيمة رفيعة تسهم في اطلاع القارئ للعربية على معلومات وآراء تعمق معرفته في تخصصات كثيرة وتنقله من الاعتماد على الرؤية المحلية والعربية إلى ما لدى الشعوب المتقدمة من مخزون معرفي كبير.

وكمهتمة بالتاريخ الحديث والمعاصر أتمنى أن تحفز هذه الجائزة المؤرخين السعوديين على الالتفات إلى ما ينشر من مؤلفات أجنبية تاريخية مفيدة في التاريخ المعاصر بشكل عام وتاريخ الإسلام والمنطقة العربية بشكل خاص تمكن الباحثين والدارسين من خلال الوقوف عليها من تطوير أدواتهم الكتابية وطرق معالجتهم للتاريخ المعاصر.

وفي الختام فإن هذه الجائزة تشكل إضافة إلى الجوائز التي تمنح في المملكة مثل جائزة الملك فيصل العالمية وجائزة الأمير سلطان وجائزة الأمير سلمان وغيرها من الجوائز المحفزة التي يجد فيها الباحث اعترافاً باجتهاده وسعيه نحو الإتقان والتميز وهي إسهام ثقافي يضاف إلى ما تسهم به المملكة العربية السعودية في الارتقاء بالثقافة العربية وتنشيطها لتكون مواكبة لمسار الثقافة العالمية.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5222 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد