يضم الكتاب موجزا لسيرة كل من حسن العلوي الكاتب والمفكر العراقي المعروف، وحسن المفتي الذي عرف طويلا باسم (الخفاش الأسود)، من خلال كتاباته وحواراته في منتديات الإنترنت السياسية والفكرية، وتميز بأسلوبه الساخر اللاذع وهجومه العنيف على الخصوم.
ويعقد الأنصاري في كتابه حوارا طويلا يتناول فيه المفاصل الأساسية الأكثر حساسية وإيلاماً لدى الكاتبين الأمر الذي أخرج العلوي عن طوره وهو يقول (هذا يكفي.. ذبحتني) في حين صرح المفتي: (أنت أشد علي من ضباط التحقيق في السجن). ودعا الأنصاري في كتابه النخب الثقافية العربية إلى إعادة إحياء بند (المؤلفة قلوبهم) لاحتضان وتشجيع كل من عاد من تيه التطرف إلى عالم الواقع والوسطية، وهو حال الخفاش الأسود الذي خبر العديد من تجارب القتال العنيف بالرصاص أثناء وجوده في أفغانستان، وبالكلمة في ساحات الإنترنت وغيرها، كما ينطبق بند المؤلفة قلوبهم من وجهة نظر الأنصاري على حسن العلوي (أبي عمر) المفكر ذي الأصول الشيعية والذي يحاول جاهدا كسر الجدار الصلب للتناحر المذهبي بالخروج على السائد والبدء بانتقاد ما هو خاطئ في محيط نشأ فيه بحكم الولادة أولاً وليس في معسكر الطرف الآخر، مشكلا بذلك ظاهرة تستحق أن تحتذي في كتابه الملفت (عمر والتشيع).
ويجدر بالذكر أن العلوي والمفتي اللذين جمعهما الأنصاري في كتابه، قد التقيا في السابق في مكتبة العبيكان التي نشرت لهما كتابي (عمر والتشيع) و(انتحار حمار).