Al Jazirah NewsPaper Saturday  03/05/2008 G Issue 13001
السبت 27 ربيع الثاني 1429   العدد  13001

الأميرة البندري الصابرة المحتسبة
يوسف بن عبدالعزيز

 

لقد سمع الجميع نبأ وفاة صاحبة السمو الملكي الأميرة البندري بنت عبدالعزيز آل سعود، وقد فجعنا لوفاتها، ومصابنا الجلل فيها، فأحببت ذكر شيء من سيرة هذه الأميرة الكريمة ومآثرها اتباعاً لقوله صلى الله عليه وسلم: (اذكروا محاسن موتاكم)، فسموها قد تتلمذت في مدرسة الملك عبالعزيز آل سعود، طيب الله ثراه فنهلت من تربيته وأخلاقه الطيبة الشيء الكثير، وأمها هي الأميرة الجوهرة بنت سعد السديري رحمها الله، وأشقاؤها من والديها الأمير سعد (الثاني) رحمه الله، ومساعد حفظه الله، وعبدالمحسن رحمه الله، وحصة رحمها الله، أما الأميرة البندري فقد توفيت في 30-2-1429هـ عن عمر ناهز الثمانين، إثر مرض عانت منه طويلاً، وصلي على جثمانها بعد صلاة مغرب يوم الأحد 1-3-1429هـ، وحضر الصلاة عليها خلق كثير من الأمراء والمسؤولين والمحبين لسموها الكريم، وسموها من خيرة النساء فضلاً وكرماً، فهي العطوف الرحيمة بالفقراء والمساكين والمحتاجين، والتي تنفق على المرضى وعلاجهم في الداخل والخارج، وكذلك إعانة الطلاب الفقراء ومساعدتهم بالمال والجاه، وكذلك شفاعتها الحسنة للضعفاء وأصحاب الحاجات، وهي الأميرة المثقفة المتعلمة أنموذج للمرأة السعودية، وسموها ممن صبرت واحتسبت وذلك لما كان من وفاة بعض أولادها وأحفادها، فلم تجزع ولم تتضجر بل بقيت شامخة قوية محتسبة الأجر من الله عز وجل، وأشهر أولادها الذين توفوا في حياتها الأمير الشاعر سعود بن بندر بن محمد بن عبدالرحمن، رحمه الله، ولها عدد من القصائد فيه ومنها:

لين اجتمعتوا لدت العين لسعود

قامت تلفت وين قرها نظرها

وين الكريم اللي سلك سكة الجود

كم واحد نفسه كسيرة جبرها

أضحك وأنا قلبي من الحزن ملهود

وأغضى وأذل العين تنتثر دررها

رضيت بالمقسوم وأيامي السود

وكتمت نيران تطاير شررها

أبي رضا رب كريم وماجود

علام ما في برها مع بحرها

لعل يجمعني بهم خير معبود

في جنة الفردوس نقطف ثمرها

ولما توفي ابنها فهد رحمه الله قالت:

أتصبر ودمعي بالذي بي يبوح

لو بغى القلب ينسى يا فهد ما قوى

بالنهار أتجمل والصدر به يفوح

مثل بركان يغلي بافنجاره نوى

لي ضوى الليل أصلي عند ربي وأنوح

مثل مقروص الأفعى لي صرخ والتوى

عقب مضنون عيني يا فهد وين أروح

ليتني مت قبله أو قضينا سوى

ولقد ثبتت وصبرت طلباً لما عند الله، وكذلك ابتليت رحمها الله بالمرض في آخر حياتها من مرض عضال، ظلت تعاني منه طويلاً، إلى أن توفيت، وقد لقيت ربها وهي المؤمنة المحتسبة وألسنة الناس تدعو لها، لما لسموها من مكانة كبيرة عند المجتمع والمواطنين، ويكفي أنها ابنة القائد المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله وطيب ثراه.

وغفر لسموها الكريم وأولادها المتوفين الأمراء سعود ومحمد وفهد ومتعب وموضي وجهير، تغمدهم الله بواسع رحمته وجعل قبورهم روضاتٍ من رياض الجنة وكتبهم عنده سبحانه من الصالحين والصديقين والشهداء، وعزاؤنا لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، ولسمو الأمير مساعد بن عبدالعزيز آل سعود، ولزوجها الأمير بندر بن محمد بن عبدالرحمن، ولابنها الأمير تركي، وبناتها فهدة ونور ومي، وجميع أحفاد الفقيدة وذريتها، ولجميع الأسرة المالكة وللشعب السعودي كافة في فقيدة الوطن، {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد