Al Jazirah NewsPaper Sunday  04/05/2008 G Issue 13002
الأحد 28 ربيع الثاني 1429   العدد  13002
وفاة رائد من رواد التعليم والثقافة
م. عبدالعزيز حنفي

شعرت بالحزن الشديد والأسى لموت رجل وقور ومربٍّ كبير من الرعيل الأول، وأحد رواد العلم والمعرفة كانت له بصمات مميزة على مسيرة التعليم في بلادنا التي فقدت أحد رجالها المخلصين السيد/ محسن أحمد باروم (يرحمه الله) القدوة الحسنة والمشهود له بالسيرة العطرة وحب الخير للجميع، وحرصه على تقديم المساعدة للقاصي قبل الداني، سواء بماله أو جاهه، وقد كان ناظراً لأوقاف السادة العلويين بمكة المكرمة لإيمانه بالوقف الإسلامي وأهميته في تطوير الأعمال الخيرية لدعمها وديمومتها، عرف إخلاصه في أعماله الرسمية فقد كان أول أمين عام لجامعة الملك عبدالعزيز بالإضافة إلى الوظائف التي تقلدها منذ أن كان مفتشاً للغة العربية عندما تأسست المديرية العامة للمعارف، ومن ثم رئيساً للتفتيش الفني وبعدها مستشاراً ثقافياً في جنيف، وبعد عودته للوطن عين مستشاراً بوزارة المعارف آنذاك، وطلب بعدها إحالته للتقاعد وتفرغ لأعماله الخاصة فأسس دارين للنشر والتوزيع؛ هما: دار الشروق للنشر والتوزيع، ودار عالم المعرفة للنشر والتوزيع، وتولى إدارتها شخصياً، وكانت تعج بالكتب القيمة، والنادرة منها لحرصه على اختيار النفائس؛ لذلك كانت الدار مزاراً للمثقفين لكونها تشع بالمعرفة وفتح المجال للعديد من المؤلفين المتميزين الذين لم يستطيعوا نشر كتبهم وبعدها أبصرت النور بمساعدتها لنشرها، لم يكن تاجراً للكتب، بل كانت له رسالته الثقافية نحو المجتمع.

أما في مجال التربية والتعليم، فقد كانت للسيد محسن باروم (يرحمه الله) أياد بيضاء خلال مسيرته التعليمية، منها إصدار المناهج الدراسية ذات القيمة العلمية والتحصيل الأدبي والمعرفي فقد شارك مع نخبة في تأليف أكثر من عشرين كتاباً مدرسياً شملت المراحل الثانوية والمتوسطة والابتدائية بالإضافة إلى مناهج معاهد إعداد المعلمين وغيرها من الكتب، ومن منا لم يتعلم في كتبه التي كان لخبرته وثقافته وعلمه الأثر في اختيار وإعداد مناهج التعليم النافعة.

أتمنى على جامعتنا العريقة - جامعة الملك عبدالعزيز- تكريمه عبر تخصيص يوم لتكريم الرواد والإشادة بأعمال السيد/ محسن باروم وكتبه ونشرها وتقديم المتحدثين لعرض إسهاماته العلمية والثقافية وجهوده في مجال التربية والتعليم، كما أتمنى على أبنائه البررة إنشاء موقع الكتروني باسم والدهم يرصد سيرة حياته وأعماله ومؤلفاته لتطلع عليها الأجيال وتكون تاريخاً ومرجعاً يستفاد منها.

وكما قيل في المثل (من خلف ما مات) فقد ترك يرحمه الله علمين: الدكتور/ سامي، والمهندس/ مازن محسن باروم لهما مساهمات في بناء هذا الوطن ونعلّق عليهما آمالا كبيرة في حفظ تراث والدهم والتعريف بمنجزاته العلمية ونشرها، وهذا من أعمال البر.

أدعو الله أن يتغمد فقيدنا الغالي السيد محسن باروم بالرحمة والمغفرة، وأن يكون ما قدمه من خدمات وأعمال للتربية والتعليم والعلم والمعرفة والثقافة شافعاً له، وأن يدخله فسيح جناته ويجعله في عليين مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.

وبالله التوفيق.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد