Al Jazirah NewsPaper Monday  05/05/2008 G Issue 13003
الأثنين 29 ربيع الثاني 1429   العدد  13003
نشاطات استثمارية
طلال العبيد

تعد الصناديق من أهم المواقف التي لابد وأن تمر على حياة الإنسان، مهم جداً أن يعرف عنها ولو لمجرد أخذ الفكرة، لكن في مقالي هذا لن أتكلم عن الصناديق الاستثمارية، بل سأتكلم عن الصناديق العائلية، وهي فكرة وتجربة حازت على أعلى مقاييس النجاح، ونفهم من (صندوق أو صناديق عائلية) هي أن العائلة يكون لها وعاء تضع فيه أموالهم ليسوا مرتبطين أي ارتباط قانوني بأي شركة أو مؤسسة مالية (هذا الوعاء يسمى صندوق).

في البداية يلزم إحاطة الشخص الذي سيرشح لأن يكون رئيساً للصندوق بعدة أمور: مفهومه - شروطه - قوانينه.. لماذا؟؟

ليعرف كيف يدير الصندوق، ولأخذ فكرة تسهل له إجابة عدة استفهامات ستواجهه في المستقبل.

ويلزم عدة أمور لتكوينه، منها:

أولاً: العزيمة والإرادة على إنشاء الصندوق. ثانياً: معرفة عدد الأشخاص المرشحين لأن يكونوا أعضاء في الصندوق. ثالثاً: تعيين رئيس للصندوق. رابعاً: تسمية الصندوق. خامساً: وضع رسم شهري ثابت يلتزم به الرئيس وأعضاء الصندوق بالدفع أو التحويل له. سادساً: تعيين عضو يكون منسقاً أو أميناً للصندوق بحيث يكون عنده كشف الحساب أو إجمالي الصندوق. سابعاً: اجتماع يكون بين فترة وأخرى لمعرفة وضع الصندوق، ومناقشة الأفكار والمقترحات. ثامناً: مكافأة العضو صاحب الإسهامات للصندوق لتشجيع بقية الأعضاء على بذل الجهد لرفع مستوى أداء الصندوق. تاسعاً: وضع هدف للصندوق.

وليس بالضرورة أن يكون هذا الصندوق استثمارياً، قد يكون ترفيهياً فتقل بذلك تكلفة الترفيه على العائلة؛ لأن الرسم الشهري المخصص قام بتغطية كامل التكلفة الترفيهية مثلاً الخروج للاستراحات، أو السفر الجماعي.. أيضاً قد يكون هذا الصندوق خيرياً لجلب مدرس أو مدرسة خاصة لتحفيظ القرآن لأبناء وبنات العائلة، أو المساعدة على الزواج، أو تعيين عائلتين لحج هذا العام.. وقد يكون اجتماعياً وثقافياً مثل تسفير أبناء العائلة للخارج لكسب اللغة والتخصص وبهذا حصلنا هدفين تكثيف الروابط الأسرية بين الشباب ورفع مستوى ثقافتهم، الشيء الذي ينعكس على مستوى ثقافة العائلة بالكامل.

أنت الآن ومن خلال هذه الصناديق أعلاه قد حققت عدة أهداف، منها نشوء اسم لعائلتك، منها العوائد سواء كانت عوائد ربحية أو عوائد في تكثيف الروابط الأسرية أو عوائد خيرية، والأفضل من هذا كله أنه قد تكون اجتمعت جميعها في صندوق واحد.. كيف؟

لنفترض أن الصندوق ترفيهي، وهدفنا الأول الآن هو تمتين العلاقة العائلية مع تقليل تكلفة الترفيه، ووجد فائض في مالية الصندوق، نخصص مبلغاً صغيراً للمتاجرة والاستثمار وهنا تحقق الهدف الثاني، ومع نهاية العام مثلاً نخصص مبلغاً لشراء مصاحف أو كفالة يتيم وهنا تحقق الهدف الثالث وهو الخيري، والمحصلة النهائية اجتماع عدة صناديق في صندوق واحد اجتماعي ترفيهي واستثماري وخيري.

لكن صاحب الفكرة سيجد عدة مصاعب في بداية الأمر قد تحبطه أو تلغي هذه الفكرة من رأسه إلا إذا كان له هدف يتخطى به كل العقبات من أجله، من هذه العقبات: كيفية مفاتحة الأعضاء بموضوع الصندوق، ستواجه أخي القارئ من يتذمر ويحاول الإحباط بقوله إنه لن ينجح هذا الصندوق، وغيرك كان أشطر.. (ومع الأسف أنه يجتهد في ذلك) وستجده من المقربين لك، أيضاً السؤال الاستفزازي عن وضع الصندوق، الاستعجال وعدم الصبر، أيضاً محاولة إبداء الرأي غير المجدي في سبيل أنه ساهم في اتخاذ القرار.. عدة مصاعب ستواجهك، لكن صبرك يحدد مستقبلك.

أخي القارئ:

فكر.. وحاول.. واجمع عائلتك.. وسيكافئونك بهدية الصندوق.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد