Al Jazirah NewsPaper Wednesday  07/05/2008 G Issue 13005
الاربعاء 02 جمادى الأول 1429   العدد  13005
سامحونا
البصقة.. وجه الشبه والاختلاف بين السعودية والإمارات
أحمد العلولا

أحياناً .. يصبح الأذى المعنوي أشد ضرراً وأكثر إيلاماً لما له من تأثير نفسي قد يستمر لفترة طويلة وذلك مقارنة بالأذى والضرر المادي.. وعلى سبيل المثال فإن اللاعب الذي قد يتعرض لكسر في الساق أو الركبة ويبتعد عن الملاعب لفترة قد تتجاوز ثلاثة أشهر.. على الرغم من الألم والمعاناة وأثر العملية الجراحية فإنه يتحمل كل ذلك.. وأكثر مما لو كان الاعتداء مجرد (بصقة) وجهت له من زميل منافس لا يعرف قيمة الروح والأخلاق الرياضية.

ويزداد الأثر المعنوي (النفسي) حينما تكون تلك المباراة منقولة تلفزيونياً.. فتشاهد لقطة (البصقة) من لدن الأكثرية داخل وخارج المملكة.. ويبقى هذا السلوك المشين وصمة عار - للأسف - على اللاعب المعتدى عليه... وقد يكون حكم المباراة ويتم وصفه من قبل الجموع التي حوله بأنه (جبان) وعاجز عن الأخذ بحقه (الثأر) وهنا تكمن خطورة الموقف والحالة التي سيعيشها الطرف المعتدى عليه بخلاف صاحب التصرف الأرعن والسلوك غير السوي فإن أي عقوبة تطبق بحقه لن تتجاوز إيقافه عدداً من المباريات.. وما هي إلا مباراة واحدة وقد صدر قرار الاكتفاء بالعقوبة السابقة ومن ثم العفو عنه.. وكأن هذا يأتي تشجيعاً له ولأمثاله لمواصلة مسلسل (البصق) الذي يعتبر سلاح اللاعب الفاشل ويصبح أيضاً محط بؤرة واهتمام فئة غير تربوية تحفزه دائماً على التصرف بمثل ذلك السلوك الرديء في قادم الأيام لأنه لا يوجد عقاب رادع يمنعه وغيره من ارتكابه!!

ولست أعرف سبباً مقنعاً يحول دون تطبيق عقوبة مشددة بحق كل من يرتكب عملاً مشيناً وموجهاً للنيل من كرامة أخيه الإنسان داخل الملعب الذي يجب أن تمارس خلاله الروح الرياضية!

وكما قلت فإن الأسوأ من ذلك أن ترتكب تلك الحماقة بمتابعة من الجمهور داخل الملعب وخارجه!!

إن مثل ذلك التصرف (البصق) حينما يحدث في الشارع ولم يشاهده سوى (الجاني والمجني عليه)... وبمجرد إقدام الأخير على رفع شكوى للجهات المختصة... فإن العقوبة ستطبق مختلفة وأشد قسوة!

وتابعوا معي أحداث قصة واقعية دارت بسبب (بصقة خفيفة) لكنها جرت على أرض غير سعودية.. وفي دولة شقيقة هي الإمارات العربية .. فقد أقدم (مواطن خليجي) ليس بالضرورة الإفصاح عن جنسيته - كان متوجهاً بسيارته من أبوظبي للحدود السعودية.

وهناك تم إبلاغه بأنه مطلوب لدى شرطة أبوظبي وعليه العودة من تلقاء نفسه.. وإلا (بالقوة) وعاد ليقطع أكثر من 500 كم ذهاباً وإياباً.. وهو يسأل نفسه عن سبب استدعائه من قبل الشرطة.. وقد فكر كثيراً ووضع كل الاحتمالات التي لم تكن صحيحة باستثناء تلك (البصقة) التي كان قد ودع بها عامل محطة البنزين من الجنسية الآسيوية بسبب خلاف بسيط حول (فرق صرف العملة) وقد سارع العامل لتدوين رقم لوحة السيارة ورفع شكوى بتلك القضية التي كسبها (شكلاً ومضموناً) حيث أصدرت المحكمة قرارها بسجن صاحب (البصقة) ثلاثة أشهر أو دفع تعويض معنوي قيمته عشرة آلاف درهم!!

ويقال من باب التندر والضحك إن العامل الآسيوي بعد قبضه المبلغ (عداً ونقداً) طلب بصفة ودية من (البصاق) أن يمر عليه بصفة دورية (مرة كل ثلاثة أشهر) للتكرم عليه ومنحه (بصقة) (والثانية مجاناً) لأن ذلك يعتبره أقصر الطرق لتوفير المال الكافي لبناء بيت له في بلده وخلال مدة وجيزة بدلاً من الاعتماد على راتبه الشهري..

وسامحونا!!

حزمك.. سهمك المفضل

أصبح سهم الحزم الكروي الأكثر ربحية وسط سوق التداول الرياضي.. وبات السهم المفضل لدى غالبية رواد السوق.. وغدت كل التوصيات تشجعك على الإقبال عليه.. فهو سهم صاعد بقوة لا يخذل مالكه.. ولم يتراجع يوماً!

حزم الرس.. والذي لم يحسب له حساب من قبل تحول إلى فريق مخيف يفتك بقوة بأي فريق يتربص به... كانت طموحات محبية في (سنة أولى ممتاز) البقاء لموسم آخر.. فكان الوحيد الذي كسر قاعدة (الصاعد نازل) وطبقها للموسم الثالث على التوالي ومع بدء النظام الجديد لمسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين كان الحزم (الأقل حظاً) بتوقعات وترشيحات الوسط الرياضي.. فالنصر سوف يلتهم الحزم ويسقطه في جولتين متتاليتين!

لكن أبناء الرس وهم من (المقاتلين الجدد) كان شعارهم النصر أمام النصر!!

وأمام الشباب في دور الأربعة تكررت مقولة (هذا حده) لأن الليث لن يفرط بهذه البطولة الأخيرة!

وكان الفصل الأول قد انتهى لمصلحة الحزم برباعية ثقيلة.. لربما لم يتذوق الشباب طعمها من قبل!! وقد أصبح الآن بين (قوسين) من شرف لعب المباراة النهائية وتحقيق أول إنجاز تاريخي طوال مسيرته التي تمتد لـ 50 عاماً.

الحزم حديث المجالس والتجمعات الشبابية والرجالية والنسائية أيضاً.. بالأمس القريب كنت متواجداً ضمن مجموعة بارزة تمثل شخصيات كبيرة تنتمي لمحافظة الرس في زيارة مريض معروف... وكان محور الحديث (الحزم) حيث الفخر والاعتزاز بالنتائج الإيجابية وأن ذلك يساهم في رفع مستوى ومكانة المحافظة على كافة الأصعدة والميادين..

كان الرجل الكبير سناً العاجز عن الحركة من سرير المرض صامتاً لأكثر من ساعة والناس من حوله يتحدثون في موضوع واحد ولا شيء غير الحزم... وقبل أن ينصرف الجمع قال المريض جملته التالية.. ليت هذا الحب والالتفاف حول الحزم ينعكس إيجاباً في النهوض بالمحافظة وتطويرها ومسايرة غيرها من المدن والمحافظات لأن (الرس) وللأسف لم تتغير فهي (على طمام المرحوم) منذ زمن بعيد!!

وسامحونا!!

سامحونا ... بالتقسيط المريح!

- بعد تجاوز الرائد محطة الرياض.. أوشكت بوابة الصعود على أن تفتح له أوتوماتيكياً والترحيب به من قبل دوري الكبار لينضم ثانياً كسفير رسمي معتمد إلى جانب الحزم في تمثيل منطقة القصيم.

- فاز الحزم على النصر ووصل إلى دور الأربعة بسلام.. تابعت استديو التحليل الرياضي لعل وعسى أن يأخذ حقه الطبيعي من التقدير والإشادة.. لكن هذا لم يحدث... ولم أجد سوى إعلان الحسرة والشعور بالحزن لدرجة البكاء على خروج النصر.

هذا المشهد تكرر وللأسف للمرة الثانية.. فالرباعية الحزماوية في الشباب لم تشفع له بأن ينال شيئاً من الإنصاف... وكان عنوان التحليل.. لماذا خسر الشباب؟

وجاء الجواب مضحكاً بتوقيع حسن معاذ... ذلك أن حافلة الفريق تعطلت في الطريق إلى ملعب المباراة!!

- يذكرني تبرير السيد حسن معاذ بمن يريد السفر جواً من مدينة إلى أخرى وحينما يتأخر في الوصول إلى المطار بوقت كافٍ قبل الإقلاع لإنهاء إجراءات السفر... وتقلع الطائرة بدون (حضرته) ويوجه له السؤال... لماذا لم تسافر؟ ويأتي جوابه هكذا (طارت الطيارة) ولم يقل تأخرت في الحضور.. وقد أراد بتلك الإجابة تبرئة نفسه وتعليق الخطأ على الغير!!

- يتوقع أن يصدر قرار (عاجل جداً) بإلغاء جميع المباريات التي لعبها الحزم على ملعبه وفاز بها وذلك بعد دراسة قدمها الخبير الكروي العلامة حسن معاذ أشار فيها إلى أن ذلك الملعب غير صالح بأن تقام عليه مباراة كرة قدم وحسب اعتقاده العملي أنه يصلح لكل شيء!!

- الله كريم.. أن يقام حفل اعتزال اللاعب الكبير ماجد عبدالله في موعده المحدد 20 مايو بعد أسبوعين وبذلك تسدل الستارة إعلاناً عن انتهاء عرض مسرحية الاعتزال التي استمرت قرابة 10 سنوات..

وسامحونا!!



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6605 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد