Al Jazirah NewsPaper Friday  09/05/2008 G Issue 13007
الجمعة 04 جمادى الأول 1429   العدد  13007
اختتام الندوة العلمية بجلسة رأسها أمير مكة المكرمة
قطع الملك فيصل لإمدادات النفط عن الدول الغربية المؤيدة لإسرائيل جعلها تراجع سياستها العربية

الرياض - عبدالرحمن المصيبيح

اختتمت مساء أمس فعاليات الندوة العلمية لتاريخ الملك فيصل بن عبدالعزيز التي تنظمها دارة الملك عبدالعزيز في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات بعقد جلستين هي السابعة والثامنة من حيث تسلسل الجلسات.

الجلسة الخامسة

وافتتحت الجلسات بالجلسة الخامسة التي ترأسها وكيل جامعة الملك فيصل للدراسات العليا والبحث العلمي الدكتور عبدالله بن إبراهيم السعادات التي تنوعت أوراقها العلمية بين محوري السياسة والاقتصاد في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز حيث قدم الدكتور عيد بن مسعود الجهني من مركز الخليج العربي للطاقة والدراسات الإستراتيجية بالرياض ورقة علمية بعنوان ( دور الملك فيصل بن عبدالعزيز في دعم منظمة الأوبك وأثره على أسعار النفط ) تناول فيها الباحث الدور القيادي الذي قام به الملك فيصل بن عبدالعزيز في الصراع العربي الإسرائيلي عند قيام المملكة العربية السعودية عام 1973م بقطع الإمدادات النفطية عن الدول الغربية المؤيدة لإسرائيل واستخدام النفط كسلاح ضد هذه الدول، ما جعلها تراجع سياستها ومواقفها العربية.

وأشار الباحث إلى أن هذا القرار التاريخي للملك فيصل بن عبدالعزيز أحدث النظرة الأولى على أهمية النفط ونقل سعره من نفط رخيص تدير إنتاجه وأسعاره - إلى حد كبير - شركات النفط الكبرى إلى نفط ثمين يجب المحافظة عليه ، وبرزت إثر ذلك منظمة الدول المصدرة للبترول بجزم وعزم الفيصل وأصبحت منظمة ذات قوة ونفوذ في سوق النفط العالمي.

بعد ذلك قدم الدكتور عبدالرحيم العلمي ورقة في ( فكر الملك فيصل بن عبدالعزيز بين العمق الديني والتدبير السياسي ) تناول فيها عدداً من العناصر الشاملة حيث ألقى الضوء على الخلفيات الدينية والقومية والأخلاقية التي جعل من القضية الفلسطينية القضية الأولى في فكر وعمل وتدابير الملك فيصل بن عبدالعزيز حيال ذلك.

وأعطى البحث لمحات ونماذج لدعم الفيصل الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والتربوي والصحي لهذه القضية وامتدادات هذا الدعم في السياسة السعودية بعد وفاته كما تطرق الباحث الدكتور العلمي على مكانة القضية الفلسطينية في خطب جلالته - رحمه الله - .

عقب ذلك قدمت الباحثة الدكتورة دلال بنت مخلد الحربي عضو هيئة التدريس بجامعة البنات بالرياض ومن خلال الاعتماد على وثائق أصلية عربية رسمية لم تدرس من قبل دراسة وثائقية عنوانها ( رحلة الأمير فيصل بن عبدالعزيز إلى الولايات المتحدة الأمريكية ومشاركته في الاحتفال بتوقيع ميثاق هيئة الأمم المتحدة عام 1364هـ - 1945م ) أبرزت فيها دور الأمير فيصل بن عبدالعزيز في تكوين هيئة الأمم المتحدة من خلال مشاركته بالتوقيع على ميثاقها ممثلاً عن والده الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - وما نتج عن ذلك من إيجابيات أهمها أن المملكة العربية السعودية أصبحت عضواً مؤسساً لهذه الهيئة الدولية.

كما تناولت الدكتورة دلال الحربي ما واكب تلك الزيارة من أحداث أسهمت في توثيق الصلات السعودية - الأمريكية.

من جهة أخرى وفي نفس سياق الحديث تناول الدكتور يوسف بن علي الثقفي من جامعة أم القرى بمكة المكرمة براعة دبلوماسية الأمير فيصل بن عبدالعزيز أثناء مؤتمر سان فرانسيسكو الذي أقر فيه إنشاء وقيام هيئة الأمم المتحدة بدارسة وثائقية تطرق فيها إلى ملامح هذه الدبلوماسية وعمقها القائم على مبادئ الحوار والسلم والعدالة ، وما بذله من توفق في نقل وجهة نظر المملكة العربية السعودية تجاه الآخرين في العالم القائمة على نبذ العنف ومبادئ السلام والمشاركة في عمارة الأرض.

وعرض الباحث حرص الأمير فيصل بن عبدالعزيز لكونه وزيراً للخارجية يمتلك ميزات شخصية وخبرات سياسية على الاجتماع بممثلي الدول الغربية قبل انعقاد مؤتمر سان فرانسيسكو للم الشمل العربي وتوحيد الجهود ودعا من خلال الكلمات التي ألقاها في المؤتمر بأن تتخذ الدول موقفاً داعماً للقضايا العربية والإسلامية وحرصه أثناء مشاركته على توثيق علاقات المملكة العربية السعودية مع الأمم المتحدة في توجهها القائم على أن مبادئ السلم والعدالة والحق يجب أن تسود العالم وأن العلاقات الدولية يجب أن تقوم على هذه المبادئ .

واختتمت الجلسة بورقة الدكتور فاطمة بنت محمد الفريحي من كلية البنات في بريدة التي حللت من خلالها أبعاد موقف الملك فيصل بن عبدالعزيز من حرب رمضان 1393هـ - 1973م وجهوده في التنسيق السعودي المصري لهذه الحرب ودور الفيصل المشرف في قيادة معركة سلاح النفط ودعم مصر والآثار التي ترتبت على ذلك وموقفه الشجاع والثابت في توقف تعميق العلاقات السعودية الأمريكية مما جعلها تقف بشكل عادل في الصراع العربي الإسرائيلي كوسيط محايد والعمل على حل المشكلة الفلسطينية بما يكفل حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في العودة إلى أرضه .

وختمت الباحثة بالإشارة إلى جهود الملك فيصل بعد الحرب لتحقيق التضامن العربي.

الجلسة السادسة

وفي الجلسة السادسة التي ترأس الدكتور محمد بن عبدالرحمن الربيع من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وركزت على المحور الأدبي والثقافي حيث قدم الدكتور عبدالله بن محمد أبو داهش من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ورقته العلمية بعنوان ( الملك فيصل بن عبدالعزيز في الشعر اليمني ) تناول فيها جانبين الجانب الأول أهمية الدوريات المحلية وما تصدر عنها من مادة عملية مهمة متمثلا ذلك مثلاً بجريدة أم القرى وغيرها من المؤلفات المطبوعة المنشورة.. أما الجانب الثاني تناول فيه ما انطوت عليه هذه الدراسة من شعر عدد من شعراء اليمن البارزين ممن شهدوا بعض مواسم الحج ، إلى جانب من سواهم من الشعراء اليمنيين الآخرين الذين كانوا على صلة بالمملكة وقادتها وشعبها.

وأبرزت الدراسة منزلة الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود ( 1384 - 1395هـ ) - رحمه الله - في أعين أولئك الشعراء الذي أظهروا حزنهم وما مسهم من الألم تجاه فقده ، إذ دلت قصائدهم على صدق مشاعرهم وألمهم عندما رثوه، كما كان لحديثهم عن المملكة العربية السعودية أثر في إيضاح نهضتها ودورها تجاه قضايا العالم العربي والإسلامي وهو ما يعكس رسالة هذه البلاد وريادتها، مستدلاً بذلك على منزلة الملك فيصل بن عبدالعزيز في الساحة السياسية.

ومن القارة الإفريقية تناول الدكتور الخضر عبدالباقي محمد من المركز النيجيري للدراسات العربية بنيجيريا أبرز ما حفلت به الكتابات الوطنية للنيجيريين عن الملك فيصل بن عبدالعزيز وتتبع السياقات والأطر العامة التي تتمحور حولها تلك الكتابات، ولم يقتصر الدكتور الخضر عبدالباقي في بحثه الذي جاء بعنوان ( الملك فيصل بن عبدالعزيز في الكتابات النيجيرية: الملامح والسمات ) على مجرد الرصد، بل تجاوزه إلى التعرف على طبيعة الاتجاهات التي تسود الأفكار والموضوعات المطروحة فيها.

وتناول الباحث في مقدمة بحثه حيثيات الارتباط ودوافع الاهتمام بالملك فيصل وتاريخه في الوسط الثقافي النيجييري كما عرض بعض النماذج من الكتابات النيجيرية وفق أطر التصنيفات العامة.

بعد ذلك وفي نفس سياق الحديث قدم الدكتور سمير عبدالمجيد نوح من جامعة دوشيشا في اليابان ورقة علمية بعنوان ( الملك فيصل بن عبدالعزيز في الكتابات اليابانية ) وتناول فيها دراسة الأثر الواضح لزيارة الملك فيصل بن عبدالعزيز لليابان فيما كتب في الصحف والمجلات اليابانية وسجلات الندوات العلمية، وما تبع ذلك من اهتمام بعض الكتاب والباحثين اليابانيين بالكتابة عن الملك فيصل في كتب منفصلة أو ضمن كتب تناولت تاريخ المملكة العربية السعودية وسياستها الدولية وبخاصة في الشرق الأوسط وتجاه اليابان، أو ترجمة كتب صدرت عن جلالته بلغات أخرى.

وتتناول الصفحات الأخيرة من البحث رؤية الباحث لاهتمامات اليابانيين بشخصية الملك فيصل بن عبدالعزيز وسياسته الحكيمة من خلال ما ورد في الكتابات اليابانية.

عقب ذلك قدم الدكتور جلال السيد الحفناوي من جامعة القاهرة بمصر ورقة علمية تحت عنوان ( مكانة الملك فيصل بن عبدالعزيز في المصادر الأردية ) أظهر فيها ما ناله - رحمه الله - من الحب والتأييد من مسلمي شبه القارة الهندية ( الهند وباكستان وبنجلاديش) أولاً لتأييده لهم ولقضاياهم السياسية وأبرزها حروب الهند وباكستان وآخرها حرب 1971م.

ثم تناول الدكتور الحفناوي دور الملك فيصل بن عبدالعزيز بصفته أحد المهندسين البارزين للتضامن الإسلامي والدعوة إليه من خلال رابطة العالم الإسلامي ومنظمة المؤتمر الإسلامي وبخاصة في سياسته الخارجية وتحركاته نحو التضامن الإسلامي مع شعوب شبه القارة الهندية من المسلمين حيث ظلت سياسة التضامن الإسلامي حجر الأساس في السياسة الخارجية السعودية وبالتالي ما حققه من خلال هذه السياسة العميقة في حشد التأييد الإسلامي في الهند وباكستان للكفاح العربي ونصرة القضايا الإسلامية والعربية.

كما تناول البحث بالدراسة شخصية الملك فيصل بن عبدالعزيز وأثرها في قلوب مسلمي شبه القارة الهندية الباكستانية من خلال المصادر الأردية وكتابات مؤرخي الهند وباكستان في التاريخ والأدب الأردي وتحليل مضمون الصحف الأردية في عهده، فضلاً عن تناول البحث تأثير السياسة الحكيمة للملك فيصل بن عبدالعزيز على شعوب تلك المنطقة من خلال الخدمات الجليلة التي قدمها لهم وهي لا تزال شاخصة حية أمام دارسي وزوار الهند وباكستان حيث أسهم الملك فيصل بن عبدالعزيز في إنشاء جامعات ومدارس ومستشفيات ومدن وهيئات بحث تحمل اسمه أسهمت في تنمية الوعي الإسلامي والديني لدى شعب شبه القارة الهندية.

بعد ذلك تداخل الحضور مع الأوراق العلمية المقدمة داعين إلى مزيد من التوسع في هذا الجانب في استقصاء تأثير شخصية الملك فيصل بن عبدالعزيز على كتابات إعلامية أخرى في مناطق جغرافية أخرى في العالم وما حفزته هذه الشخصية التاريخية من تأليف وترجمة في النتاج الأدبي والثقافي والإعلامي.

الجلسة السابعة

وفي الجلسة السابعة التي رأسها الأستاذ بجامعة الملك خالد في أبها الدكتور أحمد بن محمد الحميد طرحت ورقة علمية بعنوان (العلاقات السعودية الايرانية ومشكلات الامن الاقليمي في الخليج العربي على عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز 1964- 1975م) وقدمها نيابة عن الدكتور جمال زكريا قاسم ـ رحمه الله ـ من جامعة عين شمس في مصر الدكتور محمد صابر عرب رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية المصرية.

وتناول الباحث في ورقته جانبا مهما من السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز من خلال حرصه -رحمه الله- على ترسيخ أركان الأمن الاقليمي وتدعيم أسسه من خلال دبلوماسيته الهادئة في التقارب مع إيران والتعامل الدبلوماسي معها وعدم استبعادها من مسئولية أمن الخليج مما كان له الاثر في تحقيق المزيد من التقارب معها.

وتحدث عن دور الملك فيصل بن عبدالعزيز في أزمة الطاقة العالمية أثناء دعوته التي آزرتها دول الخليج إلى حظر تصدير النفط إلى الولايات المتحدة الامريكية ما لم تتخذ سياسة متوازنة بين العرب وإسرائيل ما جعل لها دورا فاعلا في الصراع العربي الاسرائيلي.

بعد ذلك قدم الدكتور محمد مراح من جامعة العربي بن مهيدي الجزائرية ورقة عن العلاقات الجزائرية السعودية من خلال الصحف العربية الجزائرية ابتداء من 1946 وحتى 1975م استعرض فيها الدور المشترك بين الزعيمين العربيين الراحلين الرئيس الجزائري هواري بومدين والملك فيصل بن عبدالعزيز -رحمهما الله-.

وركز الباحث على ما أداه البلدان من أدوار حاسمة في الاحداث الكبيرة على المستويين العربي والدولي في تلك الفترة بقيادة الزعيمين.

إثر ذلك تحدثت الاستاذة في جامعة محمد الخامس بالمغرب الدكتور لطيفة الكندوز إلى العلاقات المغاربية السعودية وأبرز ملامح وشواهد هذه العلاقة التاريخية وتناميها في عهد الملك فيصل - طيب الله ثراه- عازية ذلك إلى تطابق وجهات النظر والتنسيق العميق بشأن الاهتمامات المشتركة بينهما مستشهدة على ذلك بتخصيص الملك الحسن الثاني ست زيارات للملك فيصل بن عبدالعزيز خلال مدة حكمه من 1385 إلى 1395هـ التي كانت تمليها ظروف سياسية تحتاج إلى التشاور وتنسيق العمل بين البلدين.

وتطرقت الدكتورة لطيفة الكندوز خلال ورقتها إلى مدى التوافق والتجانس والتنسيق في القضايا الاساسية التي تواجه البلدين داخليا وخارجيا وتطابق الخطة الاساسية لسياستهما المبنية على التطور والتجديد الهادف مع المحافظة على الثوابت الدينية والثقافية وذلك من خلال تحليل الخطب والكلمات المتبادلة بين الملكين الراحلين.

ومن جمهورية تركيا الإسلامية قدم الاستاذ في جامعة الفرات بتركيا الدكتور مصطفى أوزوتورك تتبعا لمسيرة العلاقات بين تركيا والمملكة العربية السعودية من عام 1923 إلى 2006م من خلال ورقة عن العلاقات البينية بين البلدين والاسباب التي ساعدت على توثيق هذه العلاقات بين الدولتين منذ بدايات تأسيسهما.

وتطرق الدكتور أوزوتورك إلى زيارة الملك فيصل بن عبدالعزيز -رحمه الله- إلى تركيا واعتبارها أول خطوة في تطوير العلاقات بين الطرفين على أعلى مستوى وتناول الباحث أصداء الزيارة على المستوى الشعبي والاعلامي في تركيا.

واختتمت الجلسة السابعة أعمالها بورقة علمية عن (أنشطة الامير فيصل بن عبدالعزيز السياسية في الفترة من 1926إلى 1929م .. قراءة في الوثائق الفرنسية) والمقدمة من الأستاذ بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية الدكتور عبدالفتاح حسن أبو عليه تناول فيها من خلال دراسة وتحليل الوثائق الفرنسية من معلومات تاريخية سياسية عن أنشطة الملك فيصل بن عبدالعزيز وبيان دوره الفاعل في هذا المجال خلال هذه الفترة بعد دخول الملك عبدالعزيز الحجاز وقبل تسلم الامير فيصل بن عبدالعزيز وزارة الخارجية السعودية.

الجلسة الثامنة

عقب ذلك بدأت الجلسة العلمية الثامنة والأخيرة للندوة ورأسها صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة وتحدث فيها معالي أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية السابق جميل بن إبراهيم الحجيلان ومعالي وزير المالية والاقتصاد الوطني سابقا محمد بن علي أبا الخيل ومعالي سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية مصر العربية هشام بن محيي الدين ناظر وهم ممن عملوا في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود ـ رحمه الله ـ .

وتحدثوا خلال الجلسة عن الإنجازات العديدة التي شهدتها المملكة في عهده ـ رحمه الله ـ في شتى المجالات التي أسهمت في تنمية البلاد متطرقين إلى السمات الشخصية للملك فيصل بن عبدالعزيز في إدارة شئون البلاد آنذاك.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد