نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة القصيم رئيس برنامج الأمير فيصل بن بندر للتدريب وتوطين الوظائف افتتح صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز نائب أمير منطقة القصيم أمس السبت ملتقى القصيم الثالث للتدريب وتوطين الوظائف، وذلك بحضور نخبة من المسؤولين والمهتمين بقطاع التدريب والتوظيف في مركز الملك خالد الحضاري بمدينة بريدة.
وبدأ حفل الافتتاح بالقرآن الكريم رتله الأخ سعود التويجري ثم كلمة للمشرف العام على البرنامج د.علي بن سليمان الوطبان أشار فيها إلى إيمان البرنامج بدعم وتعزيز عملية توطين الوظائف في منطقة القصيم، لافتا إلى أن البرنامج لعب دورًا كبيرًا من خلال عدد من الفعاليات التي يعتبر ملتقى القصيم واحدًا منها.
وأشار الوطبان في كلمته الافتتاحية إلى أن الاستثمار في العنصر البشري هو الأهم باعتباره العامل الأقوى في أي استثمار، وهو ما يسعى البرنامج إلى تطبيقه.
تلا ذلك الندوة الرئيسة للملتقى والتي أدارها سعادة وكيل إمارة القصيم الأستاذ عبدالعزيز الحميدان وأوضح فيها معالي د. عبد الواحد بن خالد الحميد نائب وزير العمل أن توطين الوظائف هدف استراتيجي، وترشيد استقدام العمالة الوافدة ليس شعارًا ترفعه وزارة العمل فقط، بل شعار تلتزم به الدولة بكافة أجهزتها مشيرا إلى أن أهمية هذه القضية تزايدت بسبب ضعف توظيف العمالة الوطنية في القطاع الخاص وارتفاع معدلات البطالة في المملكة واستمرار تزايد معدلات استقدام العمالة الوافدة التي بلغت العام الماضي مليوناً وسبعمائة ألف تأشيرة، لافتا إلى خطورة الآثار التراكمية إذا سرنا على هذه الوتيرة.
واستعرض نائب وزير العمل بعض الأرقام التي تؤكد خطورة تفاقم البطالة بالمملكة مشيرا إلى أن إجمالي قوة العمل السعودية في عام 1428هـ بلغ 4 ملايين و51 ألف فرد وهم المشتغلون والعاطلون الذين يمثلون قوة العمل، ومن بينهم ثلاثة ملايين وستمائة ألف يعملون بالفعل في حين يعاني الباقي من البطالة.
وأضاف أن حجم العمالة الوافدة في 1428هـ بلغ 6 ملايين و116 ألفاً مشيرا إلى أن نسبة البطالة في المملكة خلال عام 1421هـ كانت 8.2%، وكانت نسبة بطالة الذكور منها 6%، والإناث 17.6%، وبمضي السنين ارتفعت هذه النسب وبلغ معدل البطالة في 1427هـ 12% منها 9.1% للذكور، و26.3% للإناث.
وأشار نائب وزير العمل إلى أنه باتباع سياسات معينة هبطت نسبة البطالة بين الذكور والإناث في العام 1428هـ إلى 8.3% للذكور 24.7% للإناث، فضلاً عن هبوط معدلات البطالة إلى 11%، لافتا إلى أن تلك النسبة ليست مقبولة بكل تأكيد في المملكة، والتي تنعم باقتصاد مزدهر وتستقبل ملايين العمالة.
وأشار معالي نائب وزير العمل إلى أن أهم الاتجاهات الرئيسة للتوطين التي تنتهجها الوزارة هي تقديم خدمة التوظيف على نحو تكاملي شامل، وأيضا تفعيل دور طالبي العمل في عملية البحث عن الفرص الوظيفية وتنشيط دور جهات التدريب ودعم البرامج التدريبية والاستفادة من التجارب الدولية في هذا الشأن، مثل تجربة الدانمارك، وهناك أيضا تجربة التوظيف الذاتي التي تقوم على تحويل طالب العمل إلى صاحب عمل والاتجاه الأخير هو المتابعة الإلكترونية للتغيرات التي تطرأ على سوق العمل، وقد وقعنا مؤخراً اتفاقا مع شركة استشارية بالتعاون مع برنامج (يسر) لتقديم الخدمة أون لاين، مع إقامة شركات استقدام كبرى تقضي على السلبيات الموجودة حاليا وإدارة حركة العمالة بشكل يقوم على توظيف العنصر الوطني.
أعقب ذلك كلمة الأستاذ أحمد الزامل المدير العام لصندوق الموارد البشرية والتي شرح خلالها أهداف الصندوق ورغبته في إقامة شراكة اقتصادية مع القطاع الخاص ودعم الشباب لتدريبهم وتوظيفهم ومكافحة البطالة وتقديم حوافز مادية لطالبي العمل وإيجاد فرص عمل للمرأة بما يتوافق مع الشريعة الإسلامية ورفع كفاءة معاهد التدريب وإيجاد قاعدة بيانات لسوق العمل والتوسع في برامج التوعية الإعلامية.
وأشار إلى إنجازات الصندوق التي تمثلت في ست سنوات هي عمر الصندوق في توظيف 50 ألف شاب وشابة وإنفاق 570 مليون ريال على برامج الدعم والتدريب، وقال: إن الصندوق يخطط لتوظيف 55 ألف شاب وشابة خلال هذا العام.
ومن جانبه قال عبد الرحمن الخيال المشرف العام على الاستثمار وممثل بنك التسليف والادخار ان من مهام البنك دعم الجانب الاجتماعي والمشاريع الصغيرة والقيام بدور مكمل لأعمال الجهات الحكومية في دعم المشاريع الصغيرة وتنظيم عملية الادخار في المملكة.
وأضاف أن البنك يقوم باستكشاف الفرص المتاحة في سوق العمل وتوسيع القاعدة المتوسطية في المجتمع ونشر ثقافة جديدة في المجتمع تحتم على صاحب العمل دعم المواطن السعودي. ومن المتوقع خلق المزيد من فرص العمل قد تتجاوز في 2010م 50 ألف وظيفة ويتوقع البنك إقراض 7 آلاف مشروع خلال هذا العام.
وفي نهاية الندوة تفضل الأمير فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز بتكريم الرعاة والمشاركين في الملتقى، ثم افتتح سموه المعرض المصاحب للملتقى، وقام بجولة في جنبات المعرض واطلع عن كثب على الجهود التي تبذلها مختلف الجهات المشاركة في دعم إجراءات وجهود سياسة توطين الوظائف وتوسيع دائرة التدريب والتأهيل.
على هامش افتتاح الملتقى...
* عقب جلسة الافتتاح شهد سمو الأمير فيصل بن مشعل توقيع اتفاقية بين صندوق تنمية الموارد البشرية وبرنامج الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز للتدريب وتوطين الوظائف، لتنفيذ برنامج أخصائي توطين الوظائف، والذي يستهدف مسؤولي الموارد البشرية بالقطاع الخاص.
والتي وقعها من جانب صندوق تنمية الموارد البشرية سعادة الأستاذ أحمد بن عبد الرحمن المنصور الزامل (مدير عام الصندوق). ومن جانب برنامج الأمير فيصل للتدريب وتوطين الوظائف الدكتور علي بن سليمان الوطبان (المشرف العام على البرنامج).
* قدم سعادة الأستاذ هشام بن أحمد طاشكندي (مدير عام صندوق المئوية) تعريفًا بالصندوق وآليات عمله والإنجازات التي حققها الصندوق خلال الفترة الماضية. لافتًا إلى أن صندوق المئوية عبارة عن مؤسسة خيرية خاصة تستهدف مساعدة الشباب السعودي في إقامة مشروعات بهدف تحويلهم من باحثين عن فرص عمل إلى أن يصبحوا من أصحاب الأعمال، بل ويقومون بتشغيل أعداد أخرى من السعوديين في الأعمال التي قاموا بإنشائها.
إلا أنه أشار إلى نقطة مهمة وهي أن أهم ما يميز الصندوق هو أنه منظومة متكاملة من المساعدة للشباب السعودي.. واختتم حديثه بأن القصيم رغم أنها المنطقة الأغنى إلا أنها الأقل استفادة من أعمال الصندوق.
* قام سمو الأمير فيصل بن مشعل بتكريم عدد من المشاركين في الملتقى.
بعد ذلك تفضل سموه بتكريم الرعاة الرسميين والداعمين ثم افتتح سمو الأمير الدكتور فيصل بن مشعل (نائب أمير منطقة القصيم) على هامش الملتقى المعرض المصاحب الذي ضم أكثر من 40 جهة تشارك في المساهمة في توظيف وتدريب الشباب السعودي.
وأبدى نائب الأمير إعجابه بالنشاط البارز الذي تقوم به الجهات المشاركة في المعرض، إلا أنه أكد على ضرورة التكاتف فيما بينها للوصول إلى أنسب الطرق للتكامل في مجال توظيف الشباب السعودي.