Al Jazirah NewsPaper Sunday  11/05/2008 G Issue 13009
الأحد 06 جمادى الأول 1429   العدد  13009
(شارع الملك فيصل )

شارع الملك فيصل لوحة لاسم شارع لا تخلو معظم العواصم العربية الكبرى منه، ابتداءً من مدينة الرياض وانتهاءً بمدينة القاهرة.

هناك العديد من مواقف الملك فيصل على الصعيد الخارجي بصفته ملكاً، ووزيراً للخارجية وأبرزها عمل عام 1973م عمل الفيصل -رحمه الله- على تعزيز التسلح السعودي كما قام على تصدر الحملة الداعية إلى قطع النفط العربي عن الولايات المتحدة والدول الداعمة لإسرائيل في نفس العام. وقد قامت مجلة التايم الأمريكية بتسميته (رجل العام) لسنة 1974م.

والملك فيصل هو صاحب المقولة المشهورة التي قرّع بها كيسينجر وزير خارجية أميركا في تلك الفترة: نحن كنا ولا نزال بدو، وكنا نعيش في الخيام، وغذاؤنا التمر والماء فقط، ونحن مستعدون للعودة إلى ما كنا عليه. أما أنتم الغربيون فهل تستطيعون أن تعيشوا بدون النفط؟، وفي حزيران (1967) كان لقاؤه مع الجنرال ديجول، حيث جلسا مع رئيس وزرائه السيد جورج بومبيدو، واحتراماً لشخص الملك فيصل لم يتم فتح قنانين الشمبانيا في قصر الإليزيه التي تعد من بروتوكولات الفرنسيين.

ويقول الجراح الكبير الدكتور موريس بوكاي عن سبب نصرته لكتاب الله ولرسوله في كتابه التوراة والإنجيل والقرآن في نظر العلم العصري، كان كلما جاء مريض مسلم محتاج إلى علاج جراحي أعالجه, فأتم علاجه ويشفى! ثم أسأله: ماذا تقول في القرآن، هل هو من عند الله أنزله على محمد؟ أم هو من كلام محمد نسبه إلى الله افتراءً عليه؟

فيجيبني: هو من عند الله ومحمد صادق!

فأقول له: أنا أعتقد أنه ليس من الله وأن محمداً ليس صادقاً!! فيسكت قال: ومضيت على ذلك زماناً حتى جاءني الملك فيصل بن عبدالعزيز ملك المملكة السعودية, فعالجته جراحياً حتى شفي, فألقيت عليه السؤال المتقدم الذكر!!

فأجابني: إن القرآن حق وإن محمداً رسول الله صادق!!

فقلت: أنا لا أعتقد صدقه!!

فقال الملك فيصل: هل قرأت القرآن؟

فقلت: نعم مراراً!!

فقال: هل قرأته بلغته أم بغير لغته؟ (أي بالترجمة)

فقلت: أنا ما قرأته بلغته بل بالترجمة فقط!

فقال لي: إذاً أنت تقلد المترجم, والمقلّد لا علم له إذا لم يطّلع على الحقيقة, لكنه أخبر بشيء فصدقه, والمترجم ليس معصوماً من الخطأ والتحريف عمداً!! فعاهدني أن تتعلم اللغة العربية, وتقرأه وأنا أرجو أن يتبدل اعتقادك الخاطئ هذا!

قال: فتعجبت من جوابه!!!

فذهبت من يومي ذلك إلى الجامعة الكبرى بباريس (قسم اللغة العربية) واتفقت مع أستاذ بالأجرة أن يأتيني كل يوم إلى بيتي, ويعلّمني اللغة العربية ساعة واحدة كل يوم إلا يوم الأحد الذي هو يوم راحتي, ومضيت على ذلك سنتين كاملتين لم تفتني ساعة واحدة, فتلقيت منه سبعمائة وثلاثين درساً, وقرأت القرآن بإمعان, ووجدته هو الكتاب الوحيد الذي يضطر المثقف بالعلوم العصرية أن يؤمن بأنه من الله لا يزيد حرفاً ولا ينقص, أما التوراة والأناجيل الأربعة, ففيها كذب كثير, لا يستطيع عالم عصري أن يصدقها.

والحديث عن فيصل بن عبدالعزيز يطول ويطول ليس كوني سعودياً ولكن كوني رجلاً أحببته في أمهات الكتب، حيث جميع من قابلوه تحدثوا عنه في مذكراتهم بجل واحترام منقطع النظير، وبهذه المناسبة نشكر دارة الملك عبدالعزيز على هذا الندوة التي سنجني ثمارها، ممثلة في شخص صاحب السمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة الدارة, وجميع من ساهموا في إقامة هذه الندوة.

والله الموفق،،

تركي بن ناصر الموح



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد