Al Jazirah NewsPaper Sunday  11/05/2008 G Issue 13009
الأحد 06 جمادى الأول 1429   العدد  13009
الأسرة السعودية وصمودها في وجه التغيرات
طريق تقدم المجتمع يبدأ من الأسرة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. وبعد:

قال الله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}، جعل الله تعالى للرجل والمرأة دورين متكاملين يتمِّم أحدهما الآخر، ولا يطمئن أحدهما إلا بالآخر، ولا يزالان في قلق واضطراب حتَّى يلتقيا ويدخلا معاً مجتمع السكينة والطمأنينة. وطبقاً لهذه العلاقة التكاملية يمكن للبيوت أن تشاد، وللأسر أن تزدهر، وللمجتمعات السعيدة أن تؤسَّس، الأسرة تَجمُّع مقدَّس له غايات سامية، طالما حرص الإسلام على إبقائه قوياً متماسكاً، يحقِّق أهدافه ويصمد أمام الطوارئ والأحداث، الأسرة الَّتي تُبنى على قواعد الإسلام الحقيقية، هي أسرة باقية مدى العمر لا تنفصم عراها ولا تنحل أوصالها.

الأسرة خلية المجتمع الذي يتكون من مجموع هذه الخلايا، والفرد إذ يخرج للمجتمع إنما يدخل إليه عن طريق الأسرة، فالأسرة هي الطريق إلى المجتمع، وقد أدت الطفرة الاقتصادية الحديثة في المجتمع السعودي إلى إحداث تغيير جذري في الوضع الاقتصادي والاجتماعي لكل فئات المجتمع وانعكست آثارها في إضفاء سمات وخصائص جديدة على آلية الحياة بوجه عام. وبديهي أن تلك التحولات كانت لها آثار إيجابية وأخرى سلبية، وهي طبيعة التغير والانتقال من وضع اجتماعي إلى آخر.

وندوتنا هذه (الأسرة السعودية والتغيرات المعاصرة)، التي تنظمها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وتتشرف برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، وزير الداخلية، يحفظه الله، والتي تنظمها الجمعية العلمية السعودية للاجتماع والخدمة الاجتماعية، والتي يرأسها فخرياً صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز - حفظه الله - ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وما هي إلا امتداد لكل ما من شأنه تطوير التعليم العالي في مملكتنا الغالية، وتفضل سموه الكريم برعاية الندوة ما هو إلا امتداد لقوة دفع الجامعة لتحقيق العديد من النجاحات والإنجازات.

ان ندوتنا المباركة تتكون من محاور هي:

* الإطار المرجعي للأسرة السعودية (الأسرة في الإسلام، دور الوالدين في الأسرة المسلمة، حقوق الأطفال في الإسلام، حقوق الزوجين على بعضهما...).

* الأسرة ودورها الاجتماعي (الأسرة وتوفير الاحتياجات الأساسية للطفل، الأسرة والتنشئة، الأسرة والأمن.. الأسرة والتنمية،...).

* العوامل المؤثرة في الأسرة (وسائل الإعلام، وسائل الاتصال، العمالة، السياحة، العولمة، التحضر، السفر إلى الخارج).

* المشكلات التي تواجه الأسرة المعاصرة (الانحراف الفكري، المخدرات.. التفكك والعنف الأسري، والعنوسة، والطلاق، والترويح، وقضاء أوقات الفراغ، والبطالة).

* أساليب معالجة المشكلات الأسرية (أساليب المعالجة الشرعية، أساليب المعالجة الاجتماعية، أساليب المعالجة النفسية، أساليب المعالجة التربوية والإعلامية، الإرشاد الأسري، تجارب حل المشكلات الأسرية).

آملين من الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا ويوفق القائمين على هذه الندوة المباركة لتحقيق أهدافها المرسومة لها وأن تخرج بنتائج وتوصيات تفيد المجتمع وتثريه بكل إيجابية ومعالجة لكل السلبيات التي تظهر من واقع مناقشات ودراسات وأبحاث هذه الندوة المباركة.

وأخيرا وليس بآخر فإن دور الأسرة يظل كبيراً وضرورياً وبخاصة في هذا الزمان الذي كثرت فيه الملهيات والمؤثرات والشواغل، وتعددت فيه وسائل التقنية والاتصال والاطلاع، الأمر الذي اختلطت معه الثقافات سواء محلياً أو عربياً أو دولياً، وفقد المجتمع بسببه الكثير من القيم والمبادئ.

ونسأل الله أن ينصر ويعز القائمين على دولتنا المباركة، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز - يحفظهما الله -، اللذين لا يألوان جهداً في بذل كل ما يستطاع من إمكانات مادية ومعنوية في سبيل تحقيق الأمن والاستقرار والرقي والتقدم لبلادنا الغالية، والشكر لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية راعي الحفل يحفظه الله على تفضله برعاية الندوة، والشكر موصول لصاحب المعالي وزير التعليم العالي الأستاذ الدكتور خالد بن محمد العنقري، ولمعالي الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل مدير الجامعة على ما يبذله من جهد متواصل مواصلاً الليل والنهار في سبيل الرقي وتطوير الجامعة والحفاظ على هويتها الإسلامية فجزاه كل خير.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

عبدالله حمد الخلف -وكيل الجامعة للدراسات العليا



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد