Al Jazirah NewsPaper Tuesday  13/05/2008 G Issue 13011
الثلاثاء 08 جمادى الأول 1429   العدد  13011
د. ميسرة طاهر: جدد حياتك الآن.. لا تتأخر
دورة (استثمر مشكلاتك) تدعو الشباب للإيجابية ومواجهة الأزمات بأسلوب علمي

في حضور قرابة 200 متدرب انعقدت مساء السبت الماضي 5-5- 1429هـ دورة (استثمر مشكلاتك) والموجهة للرجال والتي ألقاها المدرب حسن مانع آل عمير المدرس في الكلية التقنية بعسير.

وسلط المدرب الأضواء على مفهوم المشكلات وأنواعها وكيفية تحليلها والأسلوب العلمي لحلها، مؤكداً أنه يمكن للإنسان استثمار المشكلات التي يتعرض لها وتواجهه في حياته في اكتشاف القدرات الفكرية والطاقات العملية الكامنة بداخله، لافتاً إلى أن حل المشكلات بالشكل الصحيح سيمنح الشخص القدرة على الانسجام مع أسرته والشعور بالسعادة والراحة. فضلاً عن آثار إيجابية لذاته إذا نجح في التغلب على هذه المشكلات والتصدي لها. وحددت الدورة عدة مؤشرات لكي يدرك المرء بأن هناك مشكلة ما تواجهه من خلال حدوث تحول أو انحراف عن الأداء المطلوب، وضعف الإنتاجية وظهور علامات الكسل والخمول، أو من خلال النقد الخارجي الذي يتعرض له ممن حوله، وأيضاً بالرجوع للأهداف التي كان من المفترض تحقيقها ولم تتحقق.

وحددت الدورة مفهوماً للمشكلة بأنها وضع غير مرغوب فيه يؤدي إلى حالة عدم توازن، وهي حالة تنشأ عندما تحدث اختلاف بين ما يحدث فعلاً وبين ما يتوقع الفرد أو الجماعة أن يحدث.

ورفع المدرب شعار (إذا وقعت في مشكلة ففكر في مفاتيحها لا في قضبانها) مؤكداً ضرورة تحديد المشكلة والمفتاح المناسب لها بدلاً من تضخيمها أو الوقوف عاجزاً عن حلها.

وحدد المدرب عدة أنواع وتصنيفات للمشكلات محذراً من أسلوب البعض في التعامل معها بالإنكار والنفي والقول بأن الأمور تسير بشكل صحيح تماماً، ولا توجد أدنى مشكلة، وهو أسلوب ضار ويعتبر دفناً للرأس في الرمال ونتيجته ستكون تراكم المشكلات وانفجارها في وقت ما.

وعن النوع الثاني من الناس في تعاملهم مع المشكلات قال المدرب حسن آل عمير إنهم أهل الاعتدال والتوسط والنتيجة هي الحل للمشكلات التي يتعرضون لها، أما أسلوب تضخيم وتهويل حجم المشكلة فنتيجته الطبيعية إصابتهم الذين يسلكون هذا الأسلوب باليأس.

وطالب المدرب حسن آل عمير المتدربين بزيادة كفاءاتهم في حل المشكلات من خلال امتلاك رؤية لما يرغبون في إنجازه وعدم الخوف من الفشل واحترام أفكار الآخرين والتخطيط وتنظيم الوقت ووضع قائمة بالمهام وتقييم الإنجاز عند الانتهاء من مهمة ما، والتفاؤل ووضع إجراءات وقائية لتجنب المشكلات المتوقعة.

وتناول المدرب خطوات تحليل المشكلة وضرورة التفريق بين أسباب المشكلة وأعراضها، مشيراً إلى أن من أهم أسباب الفشل في حل المشكلات هو عدم إتباع منهجية علمية، ووضع المشكلة خارج نطاقها الحقيقي، ونقص المعلومات خلال تحليل المشكلة، واستخدام نوع واحد من التفكير، وغياب أو تحجيم الأطراف المعنية، والخوف من الفشل وتبادل الأفكار، واستعجال الحلول وقبول الحلول المؤقتة والجاهزة والتقليد غير المدروس.

وأضاف أن خطوات الأسلوب العلمي لحل المشكلة تبدأ من إدراك المشكلة ثم تحديدها واختيار المعايير للحلول وحصر وتحديد البدائل واختيار البديل الأنسب وتحديد خطة تنفيذ الحل ثم تنفيذ الخطة والتقييم اللاحق.

وقام (آل عمير) بالتطبيق العملي للأساليب التي تم عرضها خلال الدورة لحل بعض المشكلات التي يواجهها بعض الناس، مثل الإسراف في مناسبات الزواج، وعدم رغبة بعض الأبناء في الدراسة، وتزايد الخلافات الزوجية، وانتشار التدخين وغيرها من المشكلات. واعياً الحضور إلى الإيجابية والثقة في الذات وتحديد أهداف وخطط مستقبلهم وعدم الاستسلام للمشكلات بل التغلب عليها واستثمارها لصالحهم.

وفي نهاية الدورة قام الأستاذ أحمد المشيقح (مدير برنامج الأمير فيصل بن بندر للتدريب وتوطين الوظائف بالقصيم وأمين الملتقى) بتسليم المدرب حسن آل عمير درعاً تذكارياً تقديراً لمشاركته وجهده المتميز في الدورة.

من جهة ثانية وفي واحدة من أكثر أعمال الملتقى حضوراً جماهيريّاً كبيراً قدم الدكتور ميسرة طاهر (أستاذ الصحة النفسية والعلاج النفسي بجامعة الملك عبد العزيز) وصفة هائلة لتجديد الحياة، وذلك في إطار الدورة التي عقدها يوم الأحد 6-5-1429 هـ تحت عنوان (جدد حياتك) ضمن أعمال ملتقى القصيم 2008م.

ورغم أن الإقبال على حضور الدورة كان متوقعاً إلا أن تجاوب الحاضرين وتفاعلهم مع حديث الدكتور ميسرة طاهر كان لافتاً، وفسر ذلك استمرار هذا الحضور حتى نهاية الدورة التي استهلها أستاذ الصحة النفسية المعروف بتعريف المقصود من تجديد الحياة، معتبراً أنه (طرح ما ثبت عدم جدواه من الأفكار والمعتقدات والسلوكيات القديمة)، لافتاً إلى أن العقبة الكؤود في تطور الأمم أنها ترفض - في الغالب - قبول الجديد، وأنها حافظت على جزء من القديم لم يكن مفيداً، داعياً كل فرد إلى تجديد القديم الذي يجب أن يتخلص منه لتجديد الحياة.

ولكن هل يعني التجديد تبديل الحياة؟ لا بالطبع؛ كانت هذه هي الإجابة الفورية للدكتور ميسرة طاهر، فلا يستطيع أحد تبديل الحياة، إنما الذي يتبدل هو نظرتنا للحياة، (فليس المطلوب أن نغير الحياة بل المطلوب أن تتغير نظرتنا إلى الحياة، لأن الفكر الذي يحمله الإنسان هو النظارة التي تعكس رؤيته وتحدد مواقفه من الناس والمواقف، وحين تتبدل النظارة (الأفكار) تتبدل النظرة إلى الحياة.

وضرب الدكتور ميسرة مثالاً على ذلك ببعض صحابة النبي (صلى الله عليه وسلم) الذين كانوا لا يكرهون أكثر منه، فلما فهموا الإسلام لم يعد هناك أحب إليهم منه، وكان كل منهم مستعداً ليفديه بحياته. معللاً ذلك بأن نظرتهم للحياة تغيرت لذلك تغيرت أفعالهم إلى الأفضل.

ويحذر الدكتور ميسرة طاهر من انتظار تحسن الظروف الخارجية في حياتنا ونحن جلوس، كما يحذر من التفكير الخرافي الذي يحمله بعض الناس والذي يمنعه من الابتكار والتجديد .

وحول أهم العقبات التي تحول دون تجديد الحياة قال الخبير النفسي المعروف: التسويف وتأجيل الإصلاح أكبر كارثة يمكن أن يتعرض لها الإنسان الذي يرغب في تجديد حياته.

مشيراً إلى حتمية تجديد الحياة في عدة أحوال منها: حين تسوء علاقة الشخص بربه، وبالمحيطين به، وبنفسه. وشدد على ضرورة حماية المذنبين من سيطرة الشيطان عليهم وجذبهم إلى طريقه، وهو الأمر الذي يمكن أن يحدث إذا تخلى المصلحون والأهل والأصدقاء عن الشخص الذي يخطئ في حق الله أو في حق نفسه أو الآخرين، مبدياً تأكيده على ضرورة الالتفاف حول هذا المخطئ وتعريفه بأن باب التوبة والرجوع مفتوح للمخطئين ولا يستطيع أحد إغلاقه.

وعرض الدكتور ميسرة طاهر وصفة متميزة لتجديد الحياة تتمثل في النقاط التالية:

* إعادة تنظيم الأفكار التي تحملها بداخلك (فالذي يستطيع قهر نفسه وأفكاره الخاطئة أعظم من فاتح أقوى الدول).

* ابدأ الآن فوراً في إصلاح عيوبك.

* (لا تمارضوا فتمرضوا فتموتوا).

* خاطبوا أبناءكم بما تحبون أن يكونوا عليه، وليس بما هم عليه فعلاً.

* كن مقتنعاً بأنك أغنى شخص على وجه الأرض بما وهبك الله من نعم.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد