المدينة المنورة - علي الأحمدي
أكد فضيلة الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس إمام وخطيب المسجد الحرام وأستاذ الدراسات العليا بجامعة أم القرى على خطورة التكفير وأنه من العظائم والقواصم التي سقط فيها الكثير, والإرهاب داء التكفير, والإسلام منع أتباعه من تكفير شخص معين فكيف بمن يكفرون المجتمعات بأسرها, مع ولاتها وعلمائها.. وأضاف ينبغي لنا أن نفرق بين المقاومة المشروعة والإرهاب.. وأن نعرف أخلاقيات الإسلام في الحرب الذي يمنع قتل الطفل.. المرأة.. الشيخ الكبير.. والراهب في صومعته، وأضاف الشيخ السديس أن من أسباب التغرير بشبابنا لاعتناق هذا الفكر الضال: ضعف دور الأسرة والتقصير عن أداء رسالة المدرسة والمسجد والمجتمع ككل, والتصورات الخاطئة التي صُورت لشبابنا عن هذا الدين, والخلل في التربية والفراغ والبطالة, وأشار السديس إلى أن الإرهاب جريمة العصر وسرطان الزمان الذي يجب أن نجتث جذوره بالفكر السليم, والعقيدة الصحيحة, واتباع منهج السلف الصالح .
جاء ذلك ضمن محاضرة نظمتها الجامعة الإسلامية برعاية من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة المدينة المنورة بعنوان: (الإرهاب بين التغرير بالشباب وتجاوز السنة والكتاب).
وأكد الشيخ السديس أن دين الإسلام يدعو إلى حفظ الأمن وتعزيزه واستتبابه, والأمن مرتبط بالإيمان في غير ما آية, وزعزعته أول هدف للإرهاب.. ثم تحريم الإسلام للغلو والأمر بالوسطية, فالوسطية هوية أمتنا بين الأمم, وهي مكمن القوة والجمال.
وتعرض الشيخ السديس إلى أن أهل الفكر الضال يغررون بالشباب لأنهم أمل الأمة, ولحداثة سنهم وقلة خبرتهم في الحياة, واستغلال حماسهم وعاطفتهم الجياشة, ولضعف تربيتهم الأسرية, ومن أجل الفراغ والبطالة, والحاجة في بعض الأحيان, يغررون بوسائل مختلفة من وسائل الإعلام ولا سيما الإنترنت هذا السلاح الفتاك الذي فتك بالكثير.
ثم ذكر فضيلته أن من أهم أسباب الإرهاب الاندفاع الزائد لإنكار المنكر, والإرهاب المضاد لما يمارسه أعداء الإسلام ضد المسلمين, وضعف جانب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, ووجود مسوخ في الأمة, واستغلال أعداء الإسلام لهم.
ثم تعرض لذكر آثار الإرهاب ومضاره, فذكر أن من ذلك استحلال دماء الأبرياء, ونشر الفوضى, واختلال الأمن وزعزعته, وهدم الممتلكات, وتغريب البيوت, والصد عن الدعوة, والتنفير عن الإسلام بتشويه صورته, وفتح الباب أمام المتربصين للطعن فيه.