Al Jazirah NewsPaper Friday  16/05/2008 G Issue 13014
الجمعة 11 جمادى الأول 1429   العدد  13014
تعقيباً على ملتقى الخرج
مقترحات تربوية لتفعيل دور مديري المدارس

سعادة رئيس تحرير صحيفة «الجزيرة»

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

تعقيبا على الخبر الذي نشرته صحيفتنا المفضلة «الجزيرة»عن افتتاح صاحب السمو الملكي الأمير عبد الرحمن بن ناصر محافظ محافظة الخرج ملتقى الخرج التربوي للإدارة المدرسية، بحضور وزير التربية والتعليم الدكتور عبد الله العبيد ونائبه لتعليم البنين الدكتور سعيد المليص يوم السبت السابع والعشرين من هذا الشهر بمقر الإدارة.

وانطلاقا مما صح عن الحبيب - صلى الله عليه وسلم- أنه (من لم يشكر الناس لم يشكر الله) ومما يذكر فيشكر لإدارة التربية والتعليم في محافظة الخرج ممثلة في مدير التعليم، والإشراف التربوي (شعبة الإدارة المدرسية) إقامة هذا الملتقى التربوي المبارك، في هذه الأيام الربيعية الجميلة، والشكر موصولٌ للمشرفين ومديري المدارس رؤساء وأعضاء اللجان الرئيسة والفرعية.. ولا شك أننا كمديرين ووكلاء مدارس بحاجة ماسة لمثل هذه الملتقيات، فالمرء لا يزال يطلب العلم والتفاعل مع مستجدات العصر وتقنياته من المهد إلى اللحد، ومن المحبرة إلى المقبرة.

إن هذا المنشط الرائع يعدُ أحد أبرز روافد القيادة التربوية الفاعلة والتطوير الإداري في مدارس المحافظة خلال هذا العام، وإننا متفائلون بملتقيات أخرى في المستقبل.. بإذن الله.

ولا شك أن لإدارة المدرسة دورا كبيرا في القيادة التربوية الفاعلة في المدرسة بين المعلمين والطلاب وأولياء أمورهم، والمجتمع... فالإدارة المدرسية هي تخطيط وتنظيم وتنفيذ ومتابعة وتقويم . حيث إن الإدارة المدرسية لها دور كبير في تغيير وتطوير المجتمع نحو الأفضل والإيجابية والمساهمة في بناء بلادنا- حرسها الله - والمحافظة على منجزاتها. لذلك تواجه مدير المدرسة أهم المشكلات الإنسانية التي تتعلق بطبيعتها بالسلوك. وأنماط التفاعل والعلاقات بين المعلمين في ضوء الأهداف والدوافع والاتجاهات الحاكمة للسلوك الإنساني لهذا يتطلب من مدير المدرسة أن يتقن المهارات الأساسية والأخلاق الإسلامية والإدارية اللازمة لنجاح عمله الإداري وهي الذاتية, الإنسانية, الإدراكية, الفنية. واستخدام الأسلوب المميز في اتخاذ القرارات وتشكيل المستقبل؛ ليتكيف مع المتغيرات والتخطيط لها قبل حدوثها مما يؤدي إلى تحسين إنتاجية العاملين ودورهم الوظيفي وزيادة عطائهم ورضاهم وولائهم وانتمائهم للمدرسة التي يعملون فيها وتنظيم جهودهم نحو الأهداف المنشودة.

إن مدير المدرسة يعد المحرك الذي يبعث الحيوية والحب والعطاء والولاء لرسالة التعليم عموما وللمدرسة خصوصا، ووكيل المدرسة من خلفه يعد الصف الثاني..

وإذا كان مما ينبغي على المعلم أن يكون قد اكتسب المعارف والمهارات والخبرات الضرورية لتحسين أدائه وتطوير عمله.. فإن لمدير المدرسة الدور الفاعل والمؤثر في تطوير المعلم ونموه تربويا ومعرفيا وتقنيا، وإشراك المعلمين في نقد المنهج وتطوير الوسائل والمعامل وعمل الدورات التدريبية التي يحتاجها المعلم والإشراف على مهامه ووجباته من تخطيط وأساليب واستراتيجيات والوسائل التي يتبعها والتقويم وعمل زيارات تبادلية بين المعلمين داخل المدرسة، وحث المعلم على المشاركة الايجابية والتعاونية وإشراكه في اللجان والنشاطات والخطط والقرارات المدرسية والتنسيق وتقديم التسهيلات والدعم من أجل الوصول به أولاً، ثم بالطالب ثانيا إلى أقصى درجات النمو والتكيف الاجتماعي السليمين والسعي للتأثير على سلوكيات المعلم ودفعه للانجاز والتميز من خلال الإقناع والتحفيز، واحتساب الأجر عند الله في التطور وتطوير الغير، واحتساب الأجر مما ميز الله به المسلمين عن غيرهم. وحثهم على البحث العلمي حتى يصل المعلم إلى درجة عالية من الأداء والإتقان والتميز والإبداع مما يعزز مكانه المعلم في المدرسة والمجتمع لأن جميع تفاعلات ومشكلات وقضايا المجتمع تنعكس عليه.

ولا شك أن للقيادة التربوي الفاعلة في المدرسة دور مؤثر في النهوض بالطالب.. فمن المعروف أن الطالب هو محور العملية التعليمية لأن هدفها إنشاء جيل صالح وإعداده ليكون أداة فعالة في المجتمع وتزويد الطلبة بكل ما يحتاجونه من غرس القيم الأخلاقية، وفن التعامل الإسلامي الإنساني، وتهذيب السلوك، فآيات وأحاديث الأخلاق ليست نصوصا تحفظ فقط! بل ينبغي أن تكون سلوكا يمارس. ثم ما يحتاجون إليه من معلومات أساسية ومهارات ضرورية؛ فضلا عن التفكير العلمي من أجل حياة منتجة. إذ يقوم القائد التربوي (مدير المدرسة) بسبر حاجات الطلاب ودراسة مؤشرات المرشد الطلابي عنهم ودراسة تقويم المعلمين لهم، والتعرف على تحصيل الدراسي للطلبة وشؤونهم وأحوالهم العامة لتعزيز القيم الإسلامية الروحية، والأخلاقية والإنسانية، والوطنية والعمل على حل المشكلات بطريقة تربوية وعلمية وتحسين مدى اكتسابهم الأخلاق الإسلامية والسلوك الفاضل، المفاهيم والمعلومات من خلال إيجاد بيئة ايجابية محفزة على الإبداع ومحببة للطلبة وصقل مواهبهم. وطرح نماذج سلوكية ووظيفية حية من المجتمع، ونماذج من سير سلفنا الصالح؛ لتساعد الطالب على التفكير في تشكيل وتكوين مستقبله.

وإذا كنا نتفق أن اليد الواحدة لا تصفق.. فإن المدرسة وقيادتها التربوية الفاعلة لم تعد قادرة بمفردها على تحقيق أهدافها المنشودة، فلا بد من تلقي التوجيهات من إدارة التربية والتعليم والتعاون مع أسرة المدرسة والمجتمع في تنفيذ البرامج والانشطة.. لذا فالمدارس الفاعلة هي المنفتحة على مجتمعها المحلي. فهي التي تستطيع تحقيق أهدافها بتنسيق مع إفراد ومؤسسات المجتمع المحلي.

فيوظف مدير المدرسة خبرات الآخرين ومهاراتهم وإمكاناتهم لإنجاز المشروعات في المدرسة التي تقرها إدارة التربية والعليم، من خلال إشراكهم تنفيذ تلك الأنشطة والبرامج والمشروعات.. بهذا سيكون للمدرسة والمجتمع دور بارز في تقديم الخدمات العامة من خلال الحملات الإعلامية والتوعوية التي تصدر عن إدارة التربية والتعليم، أو تُقرها متى تم اقتراحها عليها. كالمشاركة في المناسبات والتعاون مع الحملات المرورية.. والدفاع المدني، وأسبوع الشجرة.. والتفاعل مع الخدمات التي تقدمها مشاريع بلادنا من خلال زيارة الطلاب لمشاريع العطاء والنماء في المحافظة كبرج الخرج ومشاريع الألبان كمشروع المراعي والصافي والعزيزية، ومصانع العصائر والبسكويت وغيرها من المصانع الأخرى في المحافظة، الخ مما يكسب الطلبة خبرات وتوطيد العلاقة بين المدرسة والمجتمع. وهذا ولا شك؛ مع ما فيه من أهداف تربوية ومعرفية وترفيهية، سبيل لتوفير الاطمئنان النفسي والروحي للطلاب وسبيلٌ لتهذيب سلوكهم، وحبهم وولائهم لوطنهم، فسيشعرون بصلتهم الوثيقة بمجتمعهم، ووطنهم المعطاء.

ومما لا يفوتني أن أذكر ببعض المقترحات لتفعيل دور مدير المدرسة، لتصبح المدرسة متفاعلة أكثر، فمنها:

1 - إشراك مدير المدرسة في الدورات الإشرافية التي تعقد للمشرفين كون مدير المدرسة مشرفا مقيما.

2 - أن تكون هناك حوافز معنوية لتفعيل دور مدير المدرسة.

3 - زيادة صلاحيات مدير المدرسة في كافه الجوانب، مما يدعم القيادة التربوية الفاعلة.

4 - دعم قرارات مدير المدرسة التربوية، والشفافية في التعامل.

5 - إشراك مدير المدرسة في دورات تدريبية في جميع المجالات التي يشرف عليها في المدرسة والمبني على الحاجات الملحة.

6 - تعزيز التواصل بين مدير المدرسة وإدارة التربية والتعليم. ونشر تجارب المدير الناجح في مدارس المحافظة.

7 - إعادة تدريب المديرين وفق المستجدات المعاصرة.

8 - تنمية القدرات لدى المديرين على التعامل مع الحاسوب وتوظيف التقنية.

عبدالعزيز بن علي العسكر
وكيل مدرسة اليرموك بالخرج



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد