اختلفت الروايات حول فيلم (ليلة البايبي دول)، الفيلم المصري الجديد من شركة (غود نيوز سينما) لصاحبها عماد الدين أديب الذي توجّه إلى مهرجان كان تسبقه دعايته على نواصي المهرجان والحكايات المثيرة القابعة في أركانه.
يلاحظ أحد المسؤولين في (كان) عن حق أن الميزانية التي تصرف على الإعلانات وحملات الترويج والحفلة الساهرة الكبيرة التي تُقام على شرف الفيلم، كلّها كان يمكن أن تنتج فيلماً ثانياً كبيراً لو أُريد لها ذلك.. لكن رغم صواب هذا القول، نسبة إلى أنه ما زلت تستطيع في مصر إنتاج فيلم بعناصر فنية متكاملة بنصف مليون دولار، إلا أنه تنظير.
الحقيقة هي أن الفيلم موجود على الساحة والشركة التي تطلقه تعامله كما تعامل الشركات الأميركية أفلامها فهنيئاً.. لكن الأقوال والأقاويل التي سبقت وصول الفيلم حملت روايات مختلفة عن السبب الذي لم يدخل فيه الفيلم ساحة المسابقة?.. فالمخرج عادل أديب يقول إن الفيلم لم يلحق بالموعد المحدد لقبول الطلبات، بينما صرّح أحد ممثّليه (نور الشريف) أن المشكلة هي في مشاهد تدين العدوان الأميركي على العراق من خلال ما حدث في سجن أبو غريب ما يجعله - أي الفيلم - غير مرغوب فيه من قِبل إدارة المهرجان.
وتسرّب أيضاً أن الفيلم لم يعرض أساساً على المسابقة وأن الخطّة كانت تقضي بما تقوم به الشركة المنتجة وهي عرضه خارج نطاق الاشتراكات الرسمية? بالنسبة لتصريح نور الشريف فإن الحقيقة لا يمكن أن تكون على النحو الذي يريد الممثل الكبير تصويره.. المهرجان لا يبني اختياراته على الموقف من أميركا (وقد سبق له أن عرض أفلاماً ضد أميركا) أو على إذا ما كانت هناك مشاهد تتعرّض لما حدث في سجن أبو غريب أم لا؟
دعونا نكون صريحين هنا وأن لا ننساق صوب العاطفة السهلة التي تنص دائماً على أننا قوم محاربون في مجالات الإبداع.. تبقى مسألة إذا ما عُرض الفيلم على لجنة الأختيارات لكنه لم يلحق بموعد قبول الأفلام فسقط من الاعتبار.. وهي مسألة مقبولة وصالحة كتبرير من دون شك وربما هذا ما حدث فعلاً... أو ربما حدث أن الفيلم وصل في الموعد المحدد.. شوهد وتم رفضه.. كل ما سبق وسيق من أقوال ولغط ليس مهمّاً.
الفيلم ربما كان جيّداً وتم رفضه لأسباب تتعلّق بنوعية الأفلام التي يختارها كان، ولربما لم يكن جيّداً إلى مستوى وضمن شروط.. مهرجان (كان).. المهم هو أنه موجود وهو ملك الكلمة النقدية من الآن وصاعداً.
merci4404@earthlink.net