ظن بعض الأخوة المتحمسين لمسابقات (الابتزاز) والمتابعين لها والمهدرين للوقت والمال من أجلها أنني حين رفضتها جملة وتفصيلا من خلال أكثر من مقال هنا كنت أتحامل عليها أو على أصحابها أو مجازا (فرسانها) وهذا ما لا أهدف إليه أبداً فوجهة نظري التي أصر عليها أن ما يحدث من ادعاء أصحاب مسابقات جمع الأموال أن هدفهم الشعر هو ادعاء باطل لا يدعمه الواقع. وطرق نهب واستهداف ما في جيوب الناس له طرق عدة إذا كان الهدف ماديا بحتا لا مكان فيه للعواطف أو النزاهة أو الانصاف ف(الغاية هنا تبرر الوسيلة) وهنا تقع المسؤولية على المستهدف أو من يدعمه ويمكنه من تمويل مثل تلك المشاريع التي لا تقدم مقابل ما تأخذ إلا الوهم الكبير الذي توزعه بسخاء من الراغبين بوهم التميز الذي لم يتحقق ولن يتحقق لهم أو لمن يقفون خلفه. ومع كل هذا الكم الهائل من الرسائل المكلفة جدا والتي تدعم شركات الاتصالات بالثروات لنا أن نتصور كم من المال الذي أهدر من قبل المراهقين والمراهقات الذين لا يزالون ينتظرون المصروف اليومي من أولياء أمورهم، وهؤلاء رغم عدم إعفائهم كليا من هذا الهدر لما معهم والذي كان من الواجب تربيتهم على حفظه وعدم صرفه إلا فيما يعود عليهم بالنفع والفائدة ولكن المسؤولية الكبرى والكارثة الجسيمة أن يقع ذلك ممن كنا نتوقع أنهم أكثر حصافة وتقديرا لنعمة المال التي استؤمنوا عليها فالكل كان يرى حملات جمع المال والمفاخرة الجوفاء ببذله طمعا في مجد زائف لهم أو لأسرهم وقبائلهم.